المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقيقة الفطرة.



الداعي
2009-10-25, 09:50 PM
الداعي (http://www.albshara.com/member.php?u=10384)
مواطن حرّ
تاريخ التسجيل بالموقع: December, 2008
المداخلات: 157


http://www.albshara.com/images/icons/icon1.gif حقيقة الفطرة.
في معرض نقاشاتي مع صديقي (al kharek) تعرَّض لموضوع الفطرة, مستفسراً عن مفهومي لها, ولمَّا قلت له:" إنَّك تدَّعي أنَّك صاحب فكر, فعجبت من صاحب فكر لا يعرف ما هي الفطرة, ولم يقرأ عن الفطرة, وليس له أدنى فكرة عن الفطرة غير ترديد (تخالف الفطرة الطبيعية), فهل فكَّرت يوما في كُنْهِ الفطرة التي تتحدث عنها؟"؛ فلمَّا قلت له هذا أحالني إلى موضوع له, وهو: (هل هو دين الفطرة حقا؟!)؛ ففرحت كثيراً أّنْ وجدته قد تعرَّض لها فعلا, فلما نظرتُ إلى مفهوم الفطرة عنده وجدتها (التمييز بين الحقِّ والباطل)؛ فبدت نواجذي من رأيه, وقد عزمت على كتابة موضوع مستقلٍّ عن الفطرة.
جاء في أساس البلاغة تحت مادة (ف ط ر) ما يلي:" فطر الله الخلق، وهو فاطر السموات: مبتدعها. وافتطر الأمر: ابتدعه. "وكل مولود يولد على الفطرة", أي: على الجبلة القابلة لدين الحق. (الزمخشري: أساس البلاغة. ج: 1, ص: 354). وقال ابنُ عَبّاس: ما كُنْتُ أَدْرِي ما ]فاطِرُ السَّمواتِ والأَرْضِ[ حتى أَتانِي أَعْرَابِيّانِ يَخْتَصِمَانِ في بِئْر, فقال أَحَدُهُمَا: أَنا فَطَرْتُها, أَي: أَنا ابْتَدَأْتُ حَفْرَهَا. وذَكَرَ أَبو العَبّاسِ أَنَّه سَمِعَ ابنَ الأَعرابيّ يقولُ: أَنا أَوَّل من فَطَرَ هذا, أَي: ابتَدَأَه.
إذن, الفطرة هي أصل الخلقة, قال أبو شامة: أصل الفطرة الخِلقة المبتدأة، ومنه قوله U: ]فاطِرَ السمواتِ والأرضِ[, (يوسف: 101). أي: المبتدء خلقهن. وهي الجبلة القابلة لدين الحقِّ.
لا جرم أنَّ العلماء قد اختلفوا في معنى لفظة الفِطْرة، فقال الخطَّابي: ذهب أكثر العلماء إلى أنها السُّنَّة، أي سنن الأنبياء. وقال أبو هريرة والزُّهري وأحمد: هي الإسلام, وعلَّق ابن عبد البرِّ: وهو المعروف عند عامَّة السلف. وقال ابن حجر: هي الدين، وعزاه إلى طائفة من العلماء, وجزم به أبو نُعيم.
وقد استدل الفريقان من جملة ما استدلا به بقوله تعالى: ]فَأَقِمْ وَجْهَكَ للدِّيْنِ حَنِيْفاً فِطْرَةَ اللهِ التي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيْلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّيْنُ القَيِّمُ ولكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُوْنَ[, (الروم: 30). وبما روى مسلم عن عياض بن حمار المُجاشِعي أن رسول الله e قال ذات يوم في خُطبته:« ألا إنَّ ربي أمرني أن أُعلِّمكم ما جهلتم مما علَّمني يومي هذا، كل مال نَحلتُه عبداً حلال، وإني خلقتُ عبادي حُنفاء كلَّهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم ...». وذكر ابن عطيَّة في تفسيره أن جماعة من العلماء قالوا: إن الفطرة هي الملَّة، دون أن يُسمِّيهم، ويظهر أنهم استدلُّوا على رأيهم بما رواه مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله eقال: « ما من مولود يولد إلا وهو على الملَّة». وفي رواية ثانية له: « إلا على هذه الملَّة حتى يبين عنه لسانُه».
ويقول أبو إياس معلِّقاً على آرائهم:" والناظر في هذه الأقوال يجد أنها غير متعارضة، فالخلقة المبتدأة هي أصل الفطرة، والسُّنة والدين والإسلام والملَّة هي المقصودة من هذه اللفظة في الأحاديث كقوله عليه الصلاة والسلام «كل مولود يولد على الفطرة ...» وقوله عليه الصلاة والسلم «عشْرٌ من الفطرة...» ذلك أنَّ السُّنة والدين والإسلام والملة قد جاءت متوافقة مع فطرة الإنسان وخَلْقِهِ، وإن شئتَ قلتَ إن معناها في الأحاديث النبوية الإيمان الفطري". (محمود عويضة (أبو إياس): الجامع لأحكام الصلاة. ج: 1, ص: 181).
ويقول حافظ صالح:" فالبحث متعلق بالإنسان، ومعنى وجوده في الحياة، ليعرف كيف يسير في الحياة، ويسير أعماله وتصرفاته بحسب فهمه لمعنى الحياة. لذلك كان لا بد أن يكون واقع هذا الإنسان وفهم حقيقته هي مناط البحث؛ لأنها الواقع الذي نريد تطبيق الفكر عليه حتى يصح أن يصبح الفكر صحيحاً بانطباقه على هذا الواقع؛ لأن الفكر الصحيح هو من انطبق على واقعه. فما حقيقة هذا الإنسان؟ أي ما الفطرة التي فطر عليها؟". (حافظ صالح: النهضة. ص: 32).
ويقول عبد العزيز البدراني:" فذاك أن فطرة الإنسان: هي مجموع طاقاته الذهنية والحيوية. والطاقات الذهنية: هي الإحساس والشعور والعقل. والطاقات الحيوية: هي الإحساس الغريزي وحركته في الوجدان بأثر خواص الحاجات العضوية أو مظاهر الغرائز". (عبد العزيز البدراني: تبصرة الأفهام. ص: 21).
ويقول محمد الحواري:
س- ما المقصود بالفطرة البشرية هنا، وكيف تقرّ بوجود خالق ومدبر لها؟
ج- هي طبيعة الانسان التي خلقه الله عليها من كونه كائناً حياً لديه غرائز وحاجات عضوية تدفعه لممارسة حياته. كما لديه عقل يوجّه تلك الغرائز والحاجات ويضبطها لتسير وفق مسارات معينة. وهذا العقل وتلك الغرائز والحاجات العضوية تحكمها حدود معينة لا تتجاوزها لا في ذاتها ولا في مهماتها. ومن هنا قيل: إن الفطرة البشرية تقرّ بالبداهة بأن الانسان عاجز وناقص ومحتاج لغيره، وهي بالتالي تقرّ بأن الانسان مخلوق لخالق. (محمد الحواري: شرح كتاب نظام الإسلام. ص: 16).
وجاء في كتب مفاهيم وقضايا سياسية:" وبما أن الاندفاع للإشباع فطري، والفطرة هي التي تفرض عليه وتلزمه أن يشبع، والفطرة أصل ثابت في كل إنسان. كان لا بد أن يكون تنظيم الإشباع آتيا من الفطرة أي من خالق الفطرة, فالله سبحانه وتعالى هو خالق الفطرة, أي: خالق الإنسان مفطورا على أن يشبع هذه الفطرة, وهي: الغرائز والحاجات العضوية؛ فالله خالقها وهو أدرى بها وأعلم بكنهها وحقيقتها؛ فكان من المحتم ومن الضرورات الحسية والعقلية أن يضع الله الخالق النظام والتشريع الذي ينظم الإشباع تنظيما يتطابق فيه الواقع الذي يراد تنظيمه مع النظام والتشريع المنزل له".
ويقول أحمد القصص:" حين نزل القرآن الكريم على عرب الجزيرة خاطبهم بالعقيدة الإسلاميّة معتمداً على ملَكتين اثنتين يمتلكهما كلّ إنسان من حيث هو إنسان، ألا وهما : الفطرة والعقل.
أمّا الفطرة، فإنّها ما غرزه الله تعالى في النفس البشريّة من شعور بالحاجة إلى الخالق المدبّر. وهو الشعور الناشئ عن الإحساس الطبيعيّ لدى الإنسان بالعجز والنقص والضعف، من حيث إنّه أتى إلى هذه الحياة وتوفّرت له أسبابها وسيخرج منها من غير حول ولا طول ولا قوّة منه. وبالتالي فإنّ الإنسان تلقائياً- ومن غير تفكير في كثير من الأحيان -يشرع في البحث عمّن يلجأ إليه لسدّ ذلك النقص والعجز لديه. لذلك اعتمد القرآن، في مجال الإيمان بالله الخالق المدبّر سبحانه، على تلك الفطرة الإنسانيّة. فالعديد من الآيات تلفت الانتباه إلى ذلك الشعور الفطريّ. قال تعالى: ]وَِإِذ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ القِيامة إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِين[. وقال عزّ وجلّ: ]فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللهِ الّتي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُون[. (أحمد القصص: نشوء الحضارة الإسلامية. ص: 176).
وأكتفي بهذه الأقوال لأهل العلم, موثَّقة من مصادرها, فلم نجد أحدهم قد قال: (الفطرة هي التمييز بين الحق والباطل), ودليل من زعم هذا الفهم هو: (الخِلْقَةُ التي يكون عليها كلُّ مخلوقٍ أَوَّلَ خَلْقِهِ، صفةُ الإنسان الطَّبيعيَّة ]فِطْرَةََ اللهِ الَّتي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ[, الفِطْرة السَّليمة: هي استعدادٌ لإصابة الحكم, والتمييز بين الحقِّ والباطل). وقد فهم من هذا النَّص أنَّ الفطرة هي التمييز بين الحقِّ والباطل, فهل هذا فهم صائب؟ لِنَرَ ذلك.
بعد تأمِّل النَّص نلاحظ ما يلي:
1. الفطرة: هي الخلقة الأولى للإنسان, وصفته الطبيعية.
2. الفطرة السليمة: هي التي بها استعداد لإصابة الحكم, والتمييز بين الحقِّ والباطل.
وفي الحقيقة لا تعارض بين هذا النَّص وبين ما نقلنا عن أهل العلم, ولا يفهم من النَّص أنَّ الفطرة هي التمييز بين الحقِّ والباطل, بل هذه صفة للفطرة السليمة, وليس تعريفا لها, بل تعريفها كما سبقت الإيماءة إليه.
وهنا لا بدَّ من الإشارة_ أيها (al kharek) _إلى فهمك المعوجِّ للكلام, القاصر عن إدراك مرامه, وهذا يظهر فيما يلي:
1. في أوَّل ردٍّ لك لي قلت:" بالنسبة لتعريفك للعقيدة, هي (أن تكون موافقةً للفطرة, وأن تقنع العقل)", فقلت لك:" لن أثقل عليك كثيراً في خطئك هذا, بل سأعتبر الخطأ الذي وقعت فيه ما هو إلا قصورٌ منك في قراءتك, وسهوٌ في نقلك؛ ذلك أنَّ ما ذكرتَ ليس تعريف العقيدة كما سبقت الإيماءة إليه, بل هو شرطا صحَّة العقيدة,..., وهذا اللَّحْنُ الذي انزلقت به ساقُكَ يدلُّ في النَّقل على تعثُّر, فانتبهْ واحذرْ".
2. وفي ثاني ردِّ قلت لي:" أيضا سؤالي عن الاقناع العقلي لم تجيب عليه, بل قلت: إذا كان القرآن كلام الله, إذن انتهى الأمر؟ فأنت تناقض نفسك؛ فكيف_ إذن _سوف تكتشف أنَّه ليس كلام الله, وأنت مقتنع أنه من الله, وأنَّه (رب العرش) لا يسأل عما يفعل؟ إذن, فكيف سيكون إيمانك مبنياً على إقناع عقلي؟", فقلت لك:" أمَّا قولك عنِّي: (إذا كان القرآن كلام الله, إذن انتهى الأمر؟) من أين أتيت به؟ وكيف فهمته؟ إنَّ الذي قلته لك هو: (إن ثبت لديَّ أنَّ القرآن من عند الله, وهو كتاب حقٌّ, فخليق بي أن أستحضر أمرا مهمّاً, وهو كمال الله المطلق المنزه عن كلِّ نقص, ومعرة), وشتان بين ما زعمتَ وبين ما سطَّرتُ, فهلا دقَّقت في فهمك لكلامي؟".
3. وفي ردِّ قلت لي:" سوف أعلق علي ما ذكرته من تعدد الزوجات, فلا أعرف كيف يكون عمل لامرأة ناقصة عقل ودين هو مرجعك لصحة معتقد تعدد الزوجات؟", فقلت لك:" في الحقيقة لا أدري كيف فهمت أن مرجعي لصحة تعدد الزوجات هو امرأة ناقصة عقل ودين! ألم تقرأ قولي: (ختاما: ما ذكرته لك ليس منهجي في النقاش, فالعقل السليم يقتضي منك أن تثبت الدين الحقَّ, ومن ثم تسلَّم لكلِّ ما جاء به؛ لأنه من عند الله المنزه عن الأخطاء, الذي يشرع للإنسان ما يصلح أحواله في كلِّ مكان وزمان). سأغضُّ الطرف قليلا عن فهمك المعوجِّ لكلامي, وأرجو منك أن تدقق أكثر في المرَّة المقبلة".
فالذي تجلى لي هو قصورك في إدراك مرام القول, وتخبُّطك في الفهم, وهذا فيه خلل ووجل؛ لأنَّك تحمل النَّص مالا يحتمل, وتؤوِّل الكلام إلى ما لا يطيق, فهلا انتبهت.

قصد العلم
2009-10-26, 02:38 PM
الفطره فعله من الفطر اي شق الشي طولا والمراد بها أصل الخلقه وقد ذكرت مادتها في القران قال تعالى
( الحمد لله فاطر السموات والارض )


وقد فسر النبي عليه الصلات والسلام ( فطرة الله ) فيما روى الشيخان عن أبي هريره رضي الله عنه


قال قال رسول الله عليه الصلاة والسلام مامن مولد الايولد على الفطره فأبواه يهودانه أو يمجسانه .


وأن ترى أن الرسول صلى عليه وسلم لم يقل أو يسلمانه لان الاسلام هو الفطره وقد قال سبحانه


( فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله ) فاالفطره هي الدين الذي أرتضاه الله لعباده .


( ان الدين عند الله الاسلام ) واذا فاالفطره والاسلام كلمتان لشي واحد وصلى الله وسلم على سيدنا محمد




جزاك الله خير الجزاء .. جعله الله في موازين حسناتك




تقبل مروري المتواضع

الداعي
2009-10-26, 09:43 PM
قصد العلم,,

حفظك الله أخي اللكريم.

اعلم أن لفظ الفطرة لفظ مشترك, تارة يأتي بمعنى الدين, دين الإسلام, وتارة يأتي بمعنى غرائز الإنسان وحوائجه العضوية من حيث أصل خلقته.

أرجو الله لك وجودا سعيدا طيبا بيننا. والله الموفق.