مراقبة الأقسام العامة
رقم العضوية : 3445
تاريخ التسجيل : 4 - 3 - 2011
الدين : الإسلام
الجنـس : أنثى
المشاركات : 4,093
شكراً و أعجبني للمشاركة
شكراً
مرة 3
مشكور
مرة 13
اعجبه
مرة 4
مُعجبه
مرة 25
التقييم : 13
البلد : الأردن - بلاد الشام
الاهتمام : متابعة حوارات الأديان
الوظيفة : صيدلانية
معدل تقييم المستوى
: 19
المرتاحون في القمة
كان فارس شاباً طموحاً لا يتجاوز عمره الثمانية عشر عاما،
هذا الشاب كان يحب أن يكون في أفضل مستوى بدني وذهني واجتماعي...
لذلك كان يبحث دوماً عن الأفضل ويسعى له.
وجاءت الفرصة لفارس بسرعة، فقد أعلن حاكم البلاد أن من يصل لقمة الجبل الأعلى ارتفاعاً
ويقيم هناك 89 يوماً سيتم تعيينه مستشاراً خاصاً له.
هذه القمة وطوال 60 سنة لم يستطع أحد أن يصلها،
وحاك الناس حولها قصصاً خيالية من وجود الجن والوحوش والنسور المجنونة.
وأعطى حاكم البلاد مهلة سنة كاملة لمن يصل لهذه القمة ويقيم هناك الفترة المطلوبة،
شرط أن يقوم باستقبال رسالة من الحمام الزاجل كل يوم على القمة ليتم التأكد من وجوده عليها.
تردد فارس في البداية، فما يجعله يظن أن مصيره لن يكون مصير المئات من قبله
ممن ذهبوا دون هدف وللتجربة فقط ولم يعودوا.
وبدأت الأخبار تأتي لفارس من أصحابه أن فلاناً اختفى وأن صديقنا فلاناً لم يعد أحد يستطيع رؤيته
والسبب دوماً السعي للمنصب الكبير عبر هدف صعب للغاية وهو الصعود لقمة الجبل والمكوث هناك.
قرر فارس أخيراً المغامرة وذلك بعد مضي 5 أشهر،
فقام بتمارين صعبة للغاية ورفع من لياقته وقدرته البدنية وقرر الذهاب ،
لكنه انتبه إلى حقيقة أنه من الممكن أن يصل هو وأكثر من شخص إلى القمة فما العمل؟
فجاء الرد من حاجب الحاكم أن العمل بسيط جداً ،
وهو أن المطلوب جلب التسعين رسالة التي تأتي من الحمام الزاجل هناك...
أي بلغة أخرى لو صعد شخص في آخر يوم لفارس بالقمة وقام بقتل فارس لفاز ذلك الشخص.
فارس ذهب للجبل هناك، حاول التسلق لكنه سقط قبل أن يبدأ.....
لكن الهدف كبير وخشية كلام الناس أكبر ...
فواصل طريقه بقوة يضرب هنا بالجبل ويواصل وضع الحبال كي يصل....
فهو رجل مستعد بدنياً وذهنياً ونفسياً
وكيف لا تكون النتيجة أن نرى فارسا في القمة بعد هذه المحاولات؟
وصل فارس القمة ولم يجد أي أحد هناك،
فعلم أنه فاز لا محالة بالمنصب الكبير وما زال عمره صغيراً...
ولم يلبث أن وصل فإذا بأولى الحمام الزاجل تصل له برسالة ففكها عن رجلها ليقرأ فيها :
" احتفظ بها ، وعند عودة هذا الطائر دون رسالة سنرسل لك الطعام
مما تشتهي ومما تعرف ولا تعرف مع طيور أخرى".
وهذا ما حدث، فالحاكم لا يريد تجويع الرجل في الأعلى...
فجاءت طيور مختلفة تحمل الطعام من الفواكه والخضار والخبز وكافة الأطعمة الرائعة...
تمدد فارس على الأرض وبدأ يتخيل أيامه السعيدة المقبلة.
في الليلة الأولى خشي من النوم فهو يسمع أن هناك نسوراً مجنونة ووحوشاً وجناً خبيثاً
لكن لم يكن أي شيء من هذا،
وفي الصباح نهض ليمارس التمارين الرياضية لكنه سأل نفسه :
" لماذا أتعب نفسي وأنا وصلت للقمة هنا ..وبعد أيام قليلة سأكون هناك مع الحاكم؟".
مضت أيام فارس دون أن يمارس تمارينه الرياضية المعتادة التي أوصلته للقمة،
وافترش الأرض ليبدأ بأحلامه الجميلة لحياته مع حاكم البلاد والنجاحات الكبيرة التي سيحققها هناك ...
والأهم ماذا سيقول عنه الناس بعد النجاح الكبير.
بدأ فارس يزداد سمنة..وتحول البطل الرياضي لشخص بدين جداً كسول لا يقدر على الحراك....
واقترب الحسم والفوز فاليوم هو رقم 89.
وجاءت الرسالة عبر الحمام الزاجل واضحة الكلام والمعالم وفيها :
" بقي لك يوم واحد، وفي حال فشل ثابت بالصعود ستكون مستشاري الخاص!!!".
فارس يتحدث لنفسه بصوت مرتفع : " من هو ثابت هذا الذي يريد إفساد أحلامي"....
الجواب بصوت مرتفع : " أنا ثابت وجئت لكن ليس من أجل أن أسرق حلمك بل كي أحقق حلمي".
فارس : " وهل تعتقد أيها الأحمق أنك تستطيع هزيمتي؟ أنا فارس القوي السريع الخطير!".
ثابت : " أنظر إلى نفسك ، أنا لست مضطراً كي أقاتلك
فانك لن تستطيع التحرك للدفاع عن نفسك كي آخذ الرسائل الآن".
وتوجه ثابت للرسائل التي تبعد عن فارس خطوتين فقط،
لكن فارس حاول التحرك لكنه لم يستطع بسبب ثقل وزنه...
فجمع ثابت الرسائل بكل سهولة ومضى والتفت لفارس ليقول له :
" لا أعتقد أنك تستطيع النزول الآن، وسوف تموت في قمتك الوهمية بعدما خسرتها".
نعم لم يسمع أحد شيئاً عن فارس بعد ذلك،
وكم من فارس عربي وكم من فارس عالمي...
اعتقد الكثيرون أنهم بوصولهم القمة أصبحوا فيها للأبد فارتاحوا
لتكون النهاية هي نهايتهم وليس نهاية قصة النجاح ...
أضاعوا النجاح لأنهم اعتقدوا أنه مكان للراحة
ولم يدركوا أن النجاح يتطلب استمرار الجهد كي نحافظ عليه
منقول
المفضلات