أضف إلى هذا أخي الكريم أن بلاغ القرآن لا يشترط في وصوله لإقامة الحجة فهم المتلقي للعربية و اتقانها بل يكفي في ذلك فهم المعاني التي دلت عليها الألفاظ العربية
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (( قد علم أن المراد أنه يسمعه سمعا يتمكن معه من فهم معناه إذ المقصود لا يقوم بمجرد سمع لفظ لا يتمكن معه من فهم المعنى فلو كان غير عربي وجب أن يترجم له ما يقوم به عليه الحجة ولو كان عربيا وفي القرآن ألفاظ غريبة ليست لغته وجب أن يبين له معناها ولو سمع اللفظ كما يسمعه كثير من الناس ولم يفقه المعنى وطلب منا أن نفسره له ونبين له معناه فعلينا ذلك. ))
كذلك ظهر لي من كلامك أنك تحصر صدق نبوة النبي صلى الله عليه و سلم بمعجزة القرآن و هذا غير صائب منك إن قصدته فالأدلة على صدق نبوته كثيرة يا أخي منها صدقه صلى الله عليه و سلم إذ لم يكذب في حياته قط لا مازحاً و لا جاداً و لم يستطع خصومه و أعداءه من احضار كذبه واحدة عليه مع شدة الحاجة لذلك مع تذكيري لك أيضاً بمعجزاته الكثيرة التي فعلها في زمانه و كذلك إخباراته المستقبلية التي كانت كما أخبر .
المفضلات