بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد
فهذه ثمان دلائل لا يقدر على نفيها الا مكابر معرض عن الحق لا يضر الا نفسه و حاشى لله أن نحصر أدلة الحق بعدد فكل ما فى السماوات والأرض دليل على الله جل جلاله
المحور الأول هو الخلق كما قال الله سبحانه وتعالى (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى )
أولا :السببية ..حيث أن أى مادة أو أى طاقة لها حدود معينة تعجزعن تجاوزها اذا فقدرتها ناقصة اذا فذاتها ناقصة القيام لأن الصفات فرع عن الذات أرئيت أن الحىالذى له ذات قائمة يتكلم ويتحرك ويفعل أشياء فاذا مات انهدم قيام ذاته فلم يعد يفعل شيء ولا يوصف بشيء ...ونقص القيام معناه الحاجة الى من يقيمه لأن النقص فىأى شيء هو الحاجة لسبب والكمال فىأى شيء هو الغنى عن السبب فكل هذه المخلوقات تدل على القائم بنفسه سبحانه الغنى عن كل سبب الذى أقامها ولو لم يكن الله عز وجل قائم بنفسه غنى عن كل شيء لما كان هناك شيء موجود من هذا الكون فهذا التسلسل لو لم يكن فى نهايته الله القيوم الذى ليس كمثله شيء لكانت سلسلة وهمية ليس لها وجود أرئيت لو قلت لك لن أعطيك المال ألا بعد أن تعطينى البضاعة بيوم وأنت قلت لى لن أعطيك البضاعة الا بعد أن تعطينى المال بيوم هل ستوجد هذه الصفقة على أرض الواقع بهذه الشروط أم هذا مستحيل...وكذالك قيام أى مخلوق ناقص لا يتم الا بعلم وقدرة والعلم والقدرة لا تنسب لعدم بل تنسب لشيء قائم فوجب أن يكون الله قائم بنفسه كمال القيام يستلزم شيء آخر يغيظ الملاحدة وهو كمال الصفات لأن الصفات فرع عن الذات فسبحان الحى القيوم الواحد القهار الذى قهر كل شيء حدا لا يتجاوزه .
ثانيا:معنى الخلق: الذى تكلمنا عنه فى ميكا###ا الكم فى مقال الرد على بعض ضلالات الفيزياء فى هذا المنتدى وأن الجنس الذى يخرج من جنس آخر لا ينسب الا للخالق لأن الجنس الأول لو كان يقدر على تغير جنسه والقوانين التى تحكمه لما رأينا هذا الجنس الأول والخلق غير التحويل لأن الثانى لم تتغير قوانينه و لكن جاء سبب فأزال سبب من أسباب قيامه أو أزال سبب من أسباب هدمه فلا يزال محكوما بقوانينه
ثالثا:القدرة اللازمة للاحكام : وهى السبب الذى يفصل بين احتمالات متماثلة كانت ستمضى بالتساوىاما بناء واما هدما فتقوم تلك القدرة ببناء البعض وهدم البعض بشكل متدرج يزيد القوة فى الوضع المناسب وينقصها فى الوضع المناسب ولنا هنا أن نطلب أن يعينوا لنا ويسموا لنا قوة من الطبيعة ويقولوا هذه فعلت كذا وكذا فى الحقيقة فليس هناك سبب من الطبيعة يفصل بين عوامل البناء وعوامل الهدم لشدة التداخل فكل شيء عامل بناء وهدم فقد قال أهل العلم فى قوله تعالى(ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون)أن كل شيء من المخلوقات له شيء يكمله ويقيمه وشيء يضاده ويزيله ويستحيل أن تفرق بين متماثلين بغير سبب فلا يمكن أن ألقى كرتين من نفس المادة بنفس الحجم من نفس الارتفاع فى نفس الوقت فتصل أحداهما قبل الأخرى فهذا مستحيل والا لما كان هناك شيء اسمه قوانين فيزيائية تدرس ما حدث فى ظروف معينة وتطبقه على ما سيحدث فى نفس الظروف المماثلة فقوى الطبيعة لا تستطيع كسر هذه القاعدة بنفسها فتتراكم المادة مثلا فى جزء من المكان وتمتنع عن آخر وتزيل مادة أخىفى مكان ثالث من غير سبب فيجب أن يكون هناك سبب خارجى وكلما كان الفصل بين نفس الاحتمالات أكبر وأكثر نظاما واتقان كان ابعد عن الصدف والتدخلات العشوائية والعكس بالعكس ومغالطة أخرى فوق المغالطة الأولى أنهم يفترضون أن الأمر ممكن اذا كان زمن المادة والطاقة أزلى وهذا فى الحقيقة حجة عليهم وليست لهم فلو فرضنا جدلا أن شيء تكون بالعشوائية فى هذا الزمان المديد فماذا ينفعه تكون ما يحتاج اليهفى قيامه فى زمن آخر فيجب حصول كل المطلوب وانتفاء كل مضاد فى نفس الوقت ليقوم النظام
رابعا:العلم اللازم للاحكام :فهم يخادعون حين يصورون الأمر على أنه امتحان أسئلته كلها ضع علامة صح أو خطأ وأن أى طالب بليد لا يدرى شئ عن الاجابة يمكنه أن يضع أى علامات ويحصل بعض الدرجات ثم يغالطون فوقها مغالطة أخرى أنه لو كرر الامتحان الىمالانهاية سيصيب الاجابة الصحيحة تماما فى واحدة منهم والحقيقة فى المغالطة الثانية أن التكرار لا يوجدىأى شيء لأن الطالب لم يستفيد من محاولاته السابقة شيء فكأنها أول مرة له وكذالك الطبيعة لا ذاكرة لها تجعلها تستفيد من أخطائها فلماذا لم يقولوا من أول مرة جاوب الطالب الذى لا يدرى شيء عن الاجابة مثلا ملايين الأسئلة فى ورقة الامتحان كلها اجابات صحيحة لم يقولوا ذلك لأنه يكشف الخدعة فهذا لا ممتنع فى الواقع وأما المغالطة الأولى والأهم أن الامتحان ليس من نوع ضع علامة صح أو خطأ بل هو سؤال مقال ليس له حدود (تكلم عن عن حلقة البيتالاكتامفىالبينسللين مع التوضيح بالرسم؟.) لطالب لا يدرى شيء عن الكيمياء فمن وضع حدود للتصميم يجب أن يكون له العلم اللازم للاحكام اللازم للتفريق بين الأشياء ومعرفة أيها مناسب وأيها غير مناسب.
والله المستعان
خامسا:الاحكام العام: بعد الكلام عن القدرة والعلم اللازمان للاحكام الخاص بكل شيء على حده فكان يجب الكلام عن الاحكام العام والتوازن العام الذى يربط الأنظمة بداخله ولا أدرى كيف غفلت عن ذلك سبحان الله فهو أهم وأظهر ..وباختصار فانهم هؤلاء القوم يقرون بأن الشيء اذا لم يكن محكما فى نفسه وفى موضعه فى النظام الذى حوله أفناه النظام العام وأزاله ويتناسون أن الشيء الغير محكم أو الموجود فى غير موضعه هو يفنى النظام لأن أى نظام فى الكون ليس قائم هكذا بنفسه وانما لقيامه شروط وأسس ووجود شيء يفسد تلك الأسس يفنى النظام كله وتلك التى تضج مضاجعهم وأضرب مثلا على ذلك بمرض السرطان فىالانسان فما هو السرطان؟ هو خروج خلية واحدة أو أكثر عن النظام العام فى النمو وتكاثرها بشكل مختلف فما هى النتيجة ..هلاك الانسانأى فساد النظام بأكمله.
والسلام علي ورحمة الله وبركاته
و أما المحور الثانى من آيات الله بعد الخلق ....هو الهداية كما قال الله سبحانه وتعالى (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ) فالهداية الفطرية لكل مخلوق دليل مثل الخلق على القدرة والعلم والقصد والرحمة وغير ذلك....وهؤلاء الضللال يقولون أن هذه الفطر للمخلوقات علوم مكتسبة وهذا مستحيل من من ثلاثة وجوه.
الأول: استحالة البقاء من غيرها فنقول كيف نجح فى البقاء هذا الاب الأول الذى ورث تلك المعرفة للباقين بعده بدون هذه المعارف الأساسية للبقاء .
الثانى :هوشدة التعقيد فيها فلو أنه يقدر على فهم وتعلم تلك العلوم المعقدة فى الصيد والتخفى والهجرات الشاسعة والزواج وحفظ الطعام وتربية الأبناءوغيرها لكان كامل العقل ولاستطاع تعلم ماهو مثلها فى مجالات أخرى وما هو دونها وهذا لم يحدث.
و مثال الأول والثانىفىالانسان ما قال الله تعالى(وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ)ففى بعض التفاسير أنها هداية المولود للرضاعة فالرضاعة حركة ميكا###ية معقدة فلو أن المولود لم يفطر عليها لن يستطيع تعلمها ولمات جوعا أو اختناقا فكيف عاش اول مولود ولو كان علم هذا بالتجربة و عمره فى الدنيا دقائق لما كان بعد بلوغ عام من عمره يضع القاذورات فى فمه كلما رآها ويضع يده على النار كلما رآها .
الثالث: هو أن العلوم المكتسبة لا تورث أصلا فلو تعلمت الانجليزية ثم أنجبت لن يخرج الولد يتكلم بها والسؤال الأناذا كانت العلوم الفطرية ليست علوما مكتسبة فمن الذى علمها لنا ولكل مخلوق أليس هو الله العليم الحكيم؟ أم أننى يمكن أن أعلم غيرى علما نافعا لا أعلمه؟فالصدفة جاهلة وفاقد الشيء لا يعطيه
ثم نقطة أخيرة فى موضوع التطور فقد طرحت النظرية أن العبث الذى لم يره أحد ولا دليل على وجوده أنه قد وجد ولا يخفى عليكم فضائح التزوير فى الحفريات المهم ......طرحت وجوده ثم أنه لم يستمر وسبحان الله اذا كان لا يستمر لأن عوامل التدمير تدمره فمن باب أولى أنه لا يوجد أصلا فهو لا يوجد الااذا أزيلت موانع وجوده وجمع له أسباب وجوده فلو أن الصدفة فعلت له ذلك لكان أسهل عليها ابقائه .
فالتطور ليس كما يقول أصحابه احتمال غاية فىالضألة بل هو مستحيل قطعا ويقينا
elhk r`hzt Hn ,hp]m lkih jkst hghgph]
المفضلات