كتب شيخنا الشيخ خالد بن عبد الرحمن رداً على أحد الملاحدة لشبهة التسرّي بالأمة المملوكة ما يلي :
(الزنا حرمه الله تعالى.. والتسري أحله الله تعالى.. هذا هو الفرق..
ومن حيث الأصل: فلا فرق بين فعل وفعل في الحقيقة إلا من خلال نظرة الإنسان إليه وانطباعه النفسي عنه! ولكنه يبقى فعلاً بشرياً لا يستطيع أحد أن يلزم أو يمنع منه إلا صاحب الحق في المنع والإذن!
أنت مثلاً تنظر إلى الأمر [التسري] باستشناع -وهذا انطباع نفسي- ولكن العرب في الجاهلية وفي الإسلام وكل المسلمين بالإضافة إلى الكفار في أوربا وأمريكا -إلى حركة المدعو لنكولن- كانوا ينظرون إلى الأمر أنه عادي جداً..
فما الذي تغير؟!
الفعل هو الفعل أليس كذلك؟!
فما الذي جعلك تستشنع الفعل؟!
إن ما جعلك كذلك هو أنك تحت تأثير المجتمع العام الذي تعيش فيه! فهو يبغض الرق -وهذا انطباع نفسي- ولذلك وقعت تحت تأثير هذه النظرة العامة للمجتمع الذي تعيش فيه.. فأصبحت تبغضه (وتريد في الوقت نفسه أن تفرض وجهة نظرك على الغير)..
والأمثلة كثيرة ومنها أننا نحن المسلمين نستشنع الزنا -سواءً كان بالتراضي أو بالإكراه- ونعلم أنه كان فاحشة وساء سبيلاً -بناءً على ما اعتدناه من تربية ديننا لنا-.. ولكن معظم الكفار يستحسنونه! فمن هو الذي يستطيع أن يقول إن نظرته صائبة؟!
لا أحد -لو كان الأمر يعود إلينا وإلى انطباعاتنا-.. ولولاً أن الله تعالى حرم الزنا لما كلفنا أنفسنا أصلاً أن نبين ذلك للناس.. فسواءً أحببنا ذلك أم لم نحب فإنه يبقى انطباعاً نفسياً ولسنا نملك أرواح الناس ولا أجسادهم ولا طاقاتهم وليس الأمر لنا.. ولكن الأمر كله لله فهو قد حرم الزنى.. وسواءً أعلمنا بسبب التحريم أم لا فالأمر كله له فهو مالك هذه الأرض ومن عليها ومن حقه أن يرى فيها ما يحب ومن حقه أن لا يرى فيها ما لايحب..
وفي المقابل فإن الكفار كلهم وبخاصة في أوربا وأمريكا يستشنعون الزواج من أكثر من واحدة!!! ونحن نستحسنه! وهو أمر عادي عند المسلمين! ومثل ذلك الزواج بالفتاة البالغة مهما كان عمرها -سواءَ كانت في التاسعة أو أكثر- أمر عادي عند المسلمين -ولا يزال موجوداً عند أهل الجزيرة وغيرهم ممن لم يتلوثوا بأفكار الكفار التي ساهمت وسائل الإعلام بترويجها حتى أصبح كثير من المسلمين يتخذونها مسلمات!-..
ولنتحدث عن أمر يراه المسلمون وكثير من الكفار عادياً وهو ذبح الحيوان وأكله ولكن هناك طوائف تستشنع هذا الفعل وتنظر إليه بمقت! -وهذا انطباع نفسي-! فأيهما على الحق؟!
إننا نحن المسلمين ننظر إلى كل شيء نظرة واحدة أنه خلق لله تعالى، وننظر إلى كل فعل نظرة واحدة وهي أنه خاضع لمشيئة الله تعالى!
إننا نمنع من قتل الطفلة عند ولادتها لأنه حرام وليس لأنه مقزز وشنيع وقبيح!
ونحن نمنع من الزنا لأنه حرام وليس لأنه مقرف ومقزز!
وكذلك اللواط فلا تهمنا نظرتنا النفسية أو نظرة غيرنا له فهو حرام ولا قيمة لاستحسان أحد أو استهجانه!
ونحن نتسرى بالأمة إن وجدت -لأنه حلال- ولا يهمنا أن يستشنع البعض ذلك أو لا..
ونحن نتزوج بأربع نسوة -إن أردنا- ولا يهمنا نظرة الغرب أو الشرق إلى هذا التصرف الحلال بعد أن أحله الله تعالى الذي له الأمر!
ونحن نمنع من الربا لأنه حرام وليس لأنه يدمر الاقتصاد أو ينعشه أو يفعل أو يفعل فلا يهمنا نتيجته ولا يهمنا واقعه أو نظرة الناس إليه!
ونحن نذبح الحيوانات ونأكلها لأن الله تعالى أحل ذلك لنا ولا يهمنا نظرة أحد للموضوع..
الخلاصة أن الأفعال في أصلها سواء ولا يحق لأحد أن يلزم الآخر بوجهة نظره تجاهها ومن حق أي إنسان أن لا يلتزم بوجهة نظر الآخر وله أن يدافع عن حقه هذا ولو بالقوة -إذا تطلب الأمر ذلك-
إن كل فعل أحبه يوجد ما لا يحصى من البشر لا يحبونه.. بل يوجد ما لا يحصى من البشر من يبغضونه! ولست إلهاً حتى ألزمهم به أو ألزمهم بمحبته أو استلطافه!
وهناك أفعال أبغضها يوجد ما لا يحصى من البشر من لا يبغضها! بل يوجد ما لا يحصى من البشر من يحبها!
إن من يريد إلزام الناس أو منعهم هو يريد تأليه نفسه بغير حق وقد منع الله تعالى ذلك وأرسل رسله جميعاً لتأكيد ذلك..
ولو ترك الأمر لكل من شاء أن يلزم الناس بما يراه لفسدت السموات والأرض ومن فيهن.. (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ
لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ
أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً
قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ)..
وإن في ذلك آية على أن إلهنا الحق هو الله تعالى الذي له الأمر كله والذي حكم بأن كل حكم كل فعل يرجع إليه وحده لا شريك له..
أرجو مرة أخرى أن تكون الصورة قد اتضحت..)
v] afim hgjsvd fhgHlm hgllg,;m ggado ohg] uf] hgvplk
المفضلات