أنا رايح أركب الموجة
أحمد شعبان | 02-08-2011 02:19
أتت مليونية الجمعة السابقة مدهشة للجميع , ومدهشة لي بشكل خاص , ما كل هذه القوة التي يمتلكها التيار الاسلامي ؟ هذه قوة مفرطة .. نعم كنت أعلم ان التيار الاسلامي قوي ولكن ليس الي هذه الدرجة المرعبة , خاصة وأن هذه الجمعة غيرت قواعد اللعبة , فقد ظهر السلفيون بشكل قوي جدا وظهرت قدرتهم المخيفة علي الحشد , حتي أن بعض المحللين والمتابعين قالوا ان قدرة السلفيين فاقت قدرة الاخوان بكثير .. ولكن يتميز الاخوان أنهم يلعبون سياسة "بحرفنة" اكثر من السلفيين حتي الان ..
والحقيقة التي ينبغي ألا يغفلها أحد أن التيار الاسلامي متواجد في الشارع , متواجد بقوة , وهذا الكلام لا يندرج تحت بند النفاق والرياء , بل هذه حقيقة تدعمها الكثير من الأدلة , خذ عندك مثلا معارض السلع الغذائية التي يقيمها الاخوان المسلمون الآن بمناسبة رمضان , هذه المعارض تقدم السلع للجماهير بأسعار جيدة , ومن ثم تجد المواطن العادي يفضل الاخوان عن غيرهم لأنهم يقدموا له الخدمات , عكس التيارات الغير اسلامية التي لا تهتم بهذه الاشياء غالبا.. ولا يمكننا أن ننسي ما فعله السلفيون ابان أزمة "أنابيب البوتجاز" الشهيرة , حيث كانوا يحصلون علي هذه الانابيب ويوزعوها علي للجماهير " بالعدل " و بأسعار بسيطة جدا .. فهل قام الدكتور عمرو حمزاوي او الاستاذ جورج اسحق او يوسف القعيد بحمل الانابيب فوق أكتافهم وتوزيعها علي الناس ؟ طبعا هذا لم يحدث لانهم كانوا مشغولين بالنضال علي شاشة الفضائيات .. هذه نماذج بسيطة لبعض الخدمات التي يقدمها التيار الاسلامي للناس , والتي تجعله يحظي بالتأييد , و تلك الخدمات تدحض الاتهامات التي تقول ان الاسلاميين يسيطرون علي عقول البسطاء عن طريق استغلال الحس الديني لديهم .. ربما هناك بعض الناس يفعلون الشيئ الفلاني لان الشيخ الفلاني أمرهم بهذا , ولكن أغلبية الناس يحصلون علي الخدمات من التيار الاسلامي ومن ثم يحظي بتأييدهم ..
ولكني منذ فترة لاحظت أن هناك ظاهرة غريبة تحدث في مصر , حيث أدرك بعض " المتذاكين " أن التيار الاسلامي سوف يحصل علي أغلبية في الانتخابات القادمة , لذلك بدأوا يحجزون مقاعدهم – من الآن - في النظام المصري القادم , والأمثلة كثيرة .. حيث بدأت هذه اللعبة المذيعة " هبة الاباصيري " قائلة " لا أمانع أن يتولي الاخوان الحكم " يا سلام !! .. كان يجب علي الاخوان أن يقبلوا أيديهم " وش وضهر " لحصولهم علي الشرعية من هبة الاباصيري ! .. ولكن تلك المحاولات لم تتوقف عند " الاباصيري " فقط بل وصلت الي رئيس تحرير صحيفة أشتهرت بالهجوم علي كل ما هو اسلامي , حيث أدرك قواعد اللعبة " بدري بدري " لذلك بدأ يدافع عن كل التيارات الاسلامية يوميا في مقالاته وينافقهم بشكل مثير للدهشة , ثم أدعي انه كان احد أعضاء جماعة " التكفير والهجرة " ولكنه راجع نفسه فقهيا لذلك قرر أن يكون معتدلا و يعمل مع ساويرس في مجال الهجوم علي الاسلام ! .. اخر مثال أقتبسه اليوم لضابط سابق كان يعمل مأمور سجن العقرب , حيث صعد الي منصة الجماعة الاسلامية في التحرير وظل يهتف " سعيد بالوقوف أمامكم وستصبحون كل شىء فى هذا البلد " .. ربما كان صادقا ولكن هذه الحماسة غير مفهومة لأن ما أعرفه ان هذا الرجل تمت دعوته للحديث عن مآسي الاسلاميين في سجون حسني مبارك دون زيادة او نقصان ,, ولكنه لم يتمالك نفسه وظل يمتدح في الجماعة الاسلامية و وقياداتها و هذا حقه طبعا ! ولكن هذا الحماس يثير الريبة لدي البعض .. وفي الايام القادمة سوف تتضخم هذه الظاهرة بشكل كبير , وستجدوا أن الكاتب الفلاني يعرض نفسه علي الاخوان ليكون عبد الله كمال الخاص بهم .. والاعلامي فلان يعرض نفسه علي السلفيين ليكون ممتاز القط الخاص بهم .. والصحفي علان يعرض نفسه علي الجماعة الاسلامية ليكون اسامة سرايا الخاص بهم .. لذلك اقول لكل التيارات الاسلامية احذروا من المتحولين أتباع نظرية " انا رايح أركب الموجة " وحاولوا التفريق بين الغث والثمين ولا تصدقوا كل من يبدي تعاطفه مع التيار اhkhvhdp hv;f hgl,[i
المفضلات