المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده


تأمله وقف عنده واحفظه واجعله نصب عينيك وملء فؤادك فلو عملت به كفاك ولو وقفت عند معناه وقاك وحزت في تطبيقه وصايا جامعة من خير البشر
وتلحقك بركب السادة الغرر محمد صلى الله عليه وسلم وأبوبكر وعمر

فمن كان هذا الحديث له منهجا ونوراً أبلجا فاز بالجنة ومن النار نجا إذ لا يمكن أن يخون أو يسرق أو يقتل أو يحقد أو يغتاب بل هو مع المسلمين يعاملهم كنفسه يحب لهم ما يحب لها - نصب عينيه "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" نصب عينيه " والله لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه" وقوله " لا تغضب" وفي الحديث الأخر " الدين النصيحة" مجتنب للشبهات طيب مطعمه يترك ما يريبه إلى ما لا يريبه - مؤمن إيمانا بتركه مالا يعنيه واضع أمام عينيه أن المسلم كله حرام دمه وماله وعرضه لا يحقر أخاه ولا يسلمه ولا يخذله ولا يهضمه فإذا ذكر عنده أخوه المسلم قال خيرا أو صمت يكرم ضيفه ويؤدم جاره يتقي الله حيثما كان ويتبع السيئة الحسنة ويخالق الناس بخلق حسن مدرك تمام الإدراك أن الحياء شعبة من الإيمان وأن مما أدرك الناس من كلام النبوة الاولى " إذا لم تستح فاصنع ما شئت" وأولى المستحى منه مولاك جل وعلا الذي يراقب حركاته ويعلم سره ونجواه فيستحي منه أن يعلم في قلبه غشا لمسلم أو غلا لمؤمن أو حسدا أو خيانة أو سعيا لضرره فيستحي من مولاه أن يراه حيت نهاه أو يفتقده حيث أمره



أيها المسلم إن سلامة المسلمين من لسانك ويدك يوجب عليك العمل بقول ربك " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا" وفي قوله " خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ"
و بقوله " وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً" وبقوله " وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ" وبقوله " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ"
وغير ذلك من آيات الكتاب الحكيم ويحدوك امتثال ذلك الى الاتصاف يهديه صلى الله عليه وسلم في قوله " وكونوا عباد الله أخوانا"


فكما يسلم أخوك الشقيق من أذاك ويحوز من الرضى والستر والذب عن عرضه والغيرة على محارمه وغير ذلك فكذلك أخوك المسلم ينال مثل ما ينال أخوك الشقيق منك تماما

ثم تأمل الحديث النبوى " كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين و تعين الرجل في دابته فتحمله عليها او ترفع له عليها متاعه صدقة
والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة تخطوها إلى الصلاة صدقة و تميط الأذى عن الطريق صدقة " متفق عليه

وإن من الصدقة أن تلقى أخاك بوجه طليق وإن من الصدقة التسبيح والتهليل والتحميد وضمان ذلك كله شمل اللسان عن عورات المسلمين وأعراضهم وترطيبه بذكر الله
مزية دين الإسلام انه دين السلام ويقود أتباعه إلى دار السلام لا يسمعون فيها لغوا الا سلاما تحيتهم فيها سلام -
فدين السلام الذي جعل من دخول الجنة مربوطا بالإيمان والإيمان مربوطا بالمحبة والمحبة مربوطة بإفشاء السلام على من عرفت ومن لم تعرف

ولما كان ديننا كذلك جعل جعل تمامه و حليته سلامة المسلمين من لسانك و يدك وات في النهاية الرابح فالمفلس من أمة محمد صلى الله عليه وسلم من جاء يوم القيامة ولم يسلم المسلمون من لسانه ويده فيأتي وقد شتم هذا و ضرب هذا و سفك دم هذا وأكل مال هذا فيقتص منه يوم الدين بحسناته التي اتخذها من عبادته و طاعته و من سلم المسلمون من لسانه و يده - سلم هو من تبعات ذلك يوم يقوم الناس لرب العالمين و تنشر الدواوين و توضع الموازيين فلا ينفع نفس شيئا والوزن يومئذ الحق فكن أيها المسلم ممن ثقلت موازينهم و حذار من الذين خفت موازينهم فؤلئك هم الخاسرون

فالمسلم الحق صادق في أخوته مخلص في مودته عضو صحيح في جسم أمته مستمسك بهدي نبيه صلى الله عليه وسلم يتبع قوله
"لا تحاسدوا لا تباغضوا ولا تناجشوا ولا تناظروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله أخوانا وإياكم والظن فان الظن اكذب الحديث"

هذه هي الشريعة التي جاء بها الوحي المنزل وكلام من لا ينطق عن الهوى وعلمنا الأدب فما أحسن تعليمه وما أكمل دينه وصدق الله تعالى حين امتن علينا به ووصفه فقال
" لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ"

جمعني الله وإياكم به في جنة عالية يقال لأهلها " كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية"

قاله الشيخ / عادل بن سالم الكلباني

hglsgl lk sgl hglsgl,k lk gshki ,d]i