السلام عليكم.

قصيدة من نوادر شطرنجيات ابن الرومي، وهي في مدح الوزير الذي دبر مقتله في القصة المشهورة وهو (ولي الدولة: أبو الحسين، القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب الحارثي).الوزير ابن الوزير أبو الوزير جد الوزير، وآل وهب من أعرق الأسر العربية التي وليت الوزارة لبني العباس، وفي زمنهم ضاعت دولة العرب، وهم من بني الحارث بن كعب، أخبارهم تطفح بالشعوبية، والله أعلم، والقاسم هذا توفي شابا في الثانية والثلاثين من عمره، وكانت وفاته عام 291هـ وولادته سنة 259 وابن الرومي يكبره ب(38) سنة . وهو المراد في بعض الروايات ببيتي أبي إسحاق الزجاج :

[poem=font="Simplified Arabic,4,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/21.gif" border="groove,6,crimson" type=2 line=0 align=center use=sp num="0,black"]
فـارس ماض بحربته=حاذق بالطعن في الظلم[/poem]

ومدائح ابن الرومي في آل وهب كثيرة جدان وأشهرها قوله:

[poem=font="Simplified Arabic,4,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/21.gif" border="groove,6,crimson" type=2 line=0 align=center use=sp num="0,black"]
آلَ وهْـبٍ قد استقرَّ هواكُـــــم= في حَشا الدهر ثابتاً بل فؤادِهْ
فَأْمنوا دهرَكُمْ فقد عَشقَ الدهْـ=رُ بـحقٍّ بياضكُمْ في سوادِهْ[/poem]

وأما قصيدته التي نحن بصددها فقد وصلتنا قطعة منها، في (34) بيتا، انظرها في الديوان (ج5 ص 2077).

[poem=font="Simplified Arabic,6,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/21.gif" border="groove,6,crimson" type=2 line=0 align=center use=sp num="0,black"]
رأيـت المُكنَّى بالحسين تحاسنتْ=أفـاعـيـلُهُ حتى علا كلَّ فاعلِ
حـبـانـي فلم يترك فعالاً لفاعلٍ=وقـلـتُ فـلـم أتركْ مقالاً لقائلِ

بلى قد تركت القولَ في اليومِ كلّه=لغيري غداً بل لي غداً في المحافلِ
سـأمـجِـده من آجلٍ بعد عاجلٍ=ويـمـجدني من آجلٍ بعد عاجلِ

فتىً نصبَ الشّطرنج كيما يرى به=عـواقبَ لا تسمو لها عينُ جاهلِ
وأجدى على السلطان في ذاك أنه= يـريـد بـها كيف اتقاء الغوائلِ

وتـصـريفُ ما فيه إذا ما اعتبرتَه=مـثـالٌ لـتصريفِ القنا والقنابِلِ
تـأمَّـلْ حِـجـاهُ في دقايِق هَزْله=تـجـدْه حجاه في الهناتِ الجلائلِ

رأى خـيـرَها لمّا التقينا ولم يزلْ=يرى خير ما في الدسْتِ رأيةَ عاقِلِ
فـأبـصر أعقابَ الأحاديثِ في غدٍ=بـعـينَي عتيقٍ من عِتاق الأجادلِ

إذا قـلّـبَ الآراء في الدستِ مرةً=رأيـتَ مُـجـدّاً في مَخيلةِ هازلِ
ومـا كـان مـمنْ يصطفيها فُكاهةً=كبعضِ الملاهي أو كإحدى المشاغلِ

شـهـدتُ لـقـد نـادمْتُه فوجدتُه=سـمـيعاً فقيه القلب عن كل سائلِ
أصمَّ عن الفحشاءِ والعذلِ في الندى=طـويلَ التمادي في شِقاق العواذلِ

يـجـودُ فـيعطي ماله في حقوقه=عـلـى منهجٍ بين السبيلين عادلِ
فإن هاجه هيجٌ من العذلِ أصبحتْ=فـرائـضـهُ مـشـفوعةً بنوافلِ

هـو النيلُ يجري في سواءِ سبيلهِ=فـلا تـنـتحي عن قصدِهِ للمُعادلِ
فـإن كفكفتْه الريحُ عن وجه جريهِ=طـمـا واغتدى آذيُّه في السواحلِ[/poem]



تحياتي.