275 - " ألا إن أربعين دارا جوار ، و لا يدخل الجنة من خاف جاره بوائقه " ، قيل
للزهري : أربعين دارا ؟ قال : أربعين هكذا ، و أربعين هكذا .


قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 443 ) :

ضعيف .

أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 19 / 73 / رقم 143 ) عن يوسف بن السفر عن
الأوزاعي عن يونس بن يزيد عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه
قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال : يا رسول الله إني نزلت محلة
بني فلان ، و إن أشدهم لي أذى أقربهم لي جوارا ، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم
أبا بكر و عمر و عليا أن يأتوا باب المسجد فيقوموا عليه فيصيحوا : ألا ... " .
و يوسف بن السفر أبو الفيض فيه مقال ، كذا قال الزيلعي ( 4 / 413 - 414 ) و قد
ألان القول جدا في ابن السفر هذا ، فإن مثل هذا القول : فيه مقال إنما يقال
فيمن هو مختلف في توثيقه و تجريحه ، و ابن السفر هذا متفق على تركه بل كذبه
الدارقطني و قال البيهقي : هو في عداد من يضع الحديث ، و قد مضى بعض أحاديثه
الموضوعة ( برقم 187 ) و لهذا قال الهيثمي بعد أن ساق له هذا الحديث في
" المجمع " ( 8 / 169 ) : و فيه يوسف بن السفر و هو متروك .
قلت : و قد خالفه هقل بن زياد فقال : حدثنا الأوزاعي عن يونس عن ابن شهاب
الزهري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره مرسلا ، أخرجه أبو داود
في " المراسيل " ( رقم 350 ) حدثنا إبراهيم بن مروان الدمشقي حدثني أبي حدثنا
هقل بن زياد به ، و يأتي لفظه بعد حديث .
و هذا سند رجاله ثقات و لولا إرساله لحكمت عليه بالصحة ، و على من يقول بصحة
المرسل أن يأخذ به كالحنفية و لهذا أقول : إن قول صاحب " الهداية " ، و ما قاله
الشافعي إن الجوار إلى أربعين دار بعيد ، و ما يرويه فيه ضعف لا يتفق مع قول
الحنفية : إن الحديث المرسل حجة ، فتأمل .
و الحديث قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 189 ) بعد أن ساقه من
الوجهين المرسل و الموصول : إنه حديث ضعيف ، و كذا قال الحافظ في " الفتح "
( 10 / 397 ) .
قلت : و أما قوله : " و لا يدخل الجنة ... " ، فصحيح لأنه جاء من حديث
أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه " أخرجه مسلم
( 1 / 49 ) و البخاري في " الأدب المفرد " ( ص 20 ) ، و هو مخرج في " السلسلة
الأخرى " ( رقم 549 ) .
و قد روي الحديث عن أبي هريرة أيضا و هو :
(1/352)
________________________________________

276 - " حق الجوار إلى أربعين دارا ، و هكذا و هكذا و هكذا يمينا و شمالا و قدام و خلف " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 445 ) :

ضعيف جدا .

رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 10 / 385 / 5982 ) حدثنا محمد بن جامع العطار
حدثنا محمد بن عثمان حدثنا عبد السلام بن أبي الجنوب عن أبي سلمة عن
أبي هريرة مرفوعا ، و عن أبي يعلى رواه ابن حبان في " الضعفاء " ( 2 /
150 ) و أعله بعبد السلام هذا و قال : إنه منكر الحديث .
قلت : و أقره الزيلعي في " نصب الراية " ( 3 / 414 ) ثم تناقض ابن حبان فذكره
في " الثقات " ( 7 / 127 ) ، انظر " تيسير الانتفاع " .
و قال أبو حاتم : ( 3 / 1 / 45 ) : متروك الحديث .
قلت : و فيه علة أخرى فقال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 168 ) : رواه أبو يعلى
عن شيخه محمد بن جامع العطار و هو ضعيف .
قلت : بل هو أسوأ حالا ، قال أبو زرعة : ليس بصدوق ،
و محمد بن عثمان و هو الجمحي المكي ضعيف فهذه علة ثالثة .
و لهذا قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 189 ) : إنه حديث ضعيف ،
و قد روي مرسلا و هو :
(1/353)
________________________________________

277 - " الساكن من أربعين دارا جار " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 446 ) :

ضعيف .

أخرجه أبو داود في " المراسيل " ( 450 ) عن الزهري مرسلا مرفوعا و فيه :
قيل للزهري : و كيف أربعون دارا ؟ قال : أربعون عن يمينه و عن يساره ، و خلفه
و بين يديه ، و رجاله ثقات ، فهو صحيح عند من يحتج بالمرسل كما سبق بيانه قبل
حديث .
و قد اختلف العلماء في حد الجوار على أقوال ذكرها في " الفتح " ( 10 / 367 ) ،
و كل ما جاء تحديده عنه صلى الله عليه وسلم بأربعين ضعيف لا يصح ، فالظاهر أن
الصواب تحديده بالعرف ، والله أعلم .
(1/354)
________________________________________

278 - " العلم خزائن ، و مفتاحها السؤال ، فاسألوا يرحمكم الله ، فإنه يؤجر فيه
أربعة : السائل ، و المعلم ، و المستمع ، و المجيب لهم " .


قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 447 ) :

موضوع .

أخرجه أبو نعيم ( 3 / 192 ) و أبو عثمان النجيرمي في " الفوائد " ( 24 / 1 ) من
طريق داود بن سليمان القزاز حدثنا علي بن موسى الرضى حدثني أبي عن أبيه جعفر عن
أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين بن علي عن أبيه عن علي بن أبي طالب
مرفوعا ، و قال أبو نعيم : هذا حديث غريب لم نكتبه إلا بهذا الإسناد .
قلت : و هو إسناد موضوع من داود بن سليمان هذا الجرجاني الغازي .
قال الذهبي : كذبه يحيى بن معين ، و لم يعرفه أبو حاتم ، و بكل حال فهو شيخ
كذاب له نسخة موضوعة عن علي بن موسى الرضى ، ثم ساق له أحاديث هذا أحدها و أقره
الحافظ في " اللسان " .
و لهذا فقد أساء السيوطي بإيراده لهذا الحديث في " الجامع الصغير " ، و قد
تعقبه شارحه المناوي بما نقلناه عن الذهبي ثم العسقلاني ، ثم كأنه نسي ذلك في
شرحه الآخر " التيسير " ، فقال : إسناده ضعيف .
نعم رواه الشيروي في " العوالي " ( 213 / 1 ) و الخطيب في " الفقيه و المتفقه "
( 2 / 32 ـ ط الرياض ) من طريق عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي حدثني أبي
حدثني علي بن موسى الرضى به ، لكن عبد الله هذا حاله كحال الجرجاني ! قال
الذهبي : روى عن أبيه عن علي الرضى عن آبائه بتلك النسخة الموضوعة الباطلة ما
تنفك عن وضعه أو وضع أبيه .
(1/355)
________________________________________

279 - " نبي ضيعه قومه ، يعنى سطيحا " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 448 ) :

لا أصل له .

في شيء من كتب الإسلام المعهودة و لم أره بإسناد أصلا ، كذا قال الحافظ ابن
كثير في " البداية و النهاية " ( 2 / 271 ) و سيأتي بعد حديث ما يعارضه .
(1/356)
________________________________________

280 - " أوحى الله إلى عيسى عليه السلام يا عيسى آمن بمحمد و أمر من أدركه من أمتك أن يؤمنوا به ، فلولا محمد ما خلقت آدم ، و لولا محمد ما خلقت الجنة و لا النار ،
و لقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه : لا إله إلا الله محمد
رسول الله ، فسكن " .


قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 448 ) :

لا أصل له مرفوعا .

و إنما أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 2 / 614 - 615 ) من طريق عمرو بن أوس
الأنصاري حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس
قال : فذكره موقوفا و قال : صحيح الإسناد ، و تعقبه الذهبي بقوله : أظنه موضوعا
على سعيد .
قلت : يعني ابن أبي عروبة ، و المتهم به الراوي عنه عمرو بن أوس الأنصارى ، قال
الذهبي في " الميزان " : يجهل حاله ، و أتى بخبر منكر ، ثم ساق له هذا الحديث
و قال : و أظنه موضوعا ، و وافقه الحافظ ابن حجر في " اللسان " فأقره .
(1/357)
****************************************
يتبع ..