أتفقنا على أن مصادرنا سوف نعولها على القرأن والسنة ولم يتفق الزميل معنا على إجماع أهل العلم ونحن هنا بصدد مناقشة فكر عالم سيظهر لنا في المشاركات التالية !
حسنا ولأني مُتبع ولست مُبتدع وأؤمن بصدق كلام رسولي صلى الله عليه وسلم فأنا أؤمن بقوله صلى الله عليه وسلم (
إن الله قد أجار أمتي من أن تجتمع على ضلالة ) وعليه ساعرض ما لدي مدعما بالأدلة وأن أردا الزميل الخروج عليه له أن يخرج كما يحلو له ولكن بالعلم وليس بالهرجلة فأنا لا أؤمن بعصمة العالم كم يحب أن يشير اليه فكل عالم قوله معرض للخطأ والصواب ومن يحكم على قوله هو الأمة وليس جزافا وهذا العالم عندما يتكلم فإنه يتكلم في حدود ما تبين له من أدلة جمعها هو بعلمه فلما تلكم وقال بالرأي ظهر فيه أولا ما يؤهله لأن يقول بهذا وليس الأمر دون دراية فلو تتبعنا ترجمة عالم منهم لوقفنا على ما أقول وإن أردتم مثالا على ما أقول تفضلوا هذه ترجمة الإمام البخاري رحمة الله عليه يقصها الشيخ أبو إسحاق الحويني
http://www.islamway.com/?iw_s=Schola...series_id=2562
فيحكي نشأته العلمية ورحلته في طلب العلم وعلى يد من تلقى العلم ويحكي لنا عن حفظه وزهده وصلاحه .

هذه نقطة وجب توضيحها في معرض الحديث ، نعود الى موضوعنا .

سنتناظر في هذا الموضوع حول إثبات حكم أقره سبحانه وتعالى في محكم التنزيل بأيات بينات محكمات لا تقبل التأويل ما بين مؤيد وسأتولى انا الدفاع عنه وما بين منكر وسيتولاه الأخ رحمة الإسلام او عمر المناصير ! وكنا قد تكلمنا في هذه الموضوع مرارا فأوله على أتباع المرسلين وقد أغلق الموضوع بعد أن عرض المناصير مجموعة من الأسئلة وفقنا الله في نسفها وتصوير سفاهتها
تجدونه هنا:
http://www.ebnmaryam.com/vb/t33551.html#post234807
وفي سبيل الإسلام وكان له بالمرصاد الأخ محمدي وصقيلنا الذي أثقل عليه حتى أجهده !
تجدونه هنا:
http://sbeelalislam.net/vb/showthread.php?t=3461
.........................................

أولا ما هو النسخ ؟

تعريف النسخ :
النسخ لغة : يطلق بمعنى الإزالة و منه يقال : نسخت الشمس الظل : أي أزالته , و نسخت الريح أثر المشي و يطلق بمعنى نقل الشيء من موضع لموضع,و منه نسخت الكتاب : إذا نقلت ما فيه و في القرءان ( إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون) الجاثية: 29 و المراد به نقل الأعمال إلى الصحف (مباحث في علوم القرءان ص 224)
قال الراغب الأصفهاني :( النسخ إزالة شيء بشيء يتعقبه كنسخ الشمس الظل , و الظل الشمس , و الشيب الشباب, فتارة يفهم منه الإزالة و تارة يفهم منه الإثبات و تارة يفهم منه الأمران و نسخ الكتاب إزالة الحكم بحكم يتعقبه و قد يعبر بالنسخ عن الاستنساخ ( إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون) الجاثية: 29 ( معجم مفردات ألفاظ القرءان ص 545)

أما أصطلاحا فقد عرفه العلماء بكونه :

هو رفع الحكم الشرعي، بخطاب شرعي. وعلى هذا فلا يكون النسخ بالعقل والاجتهاد .


وعرفه الجرجاني بقوله : (و النسخ في الشريعة هو بيان انتهاء الحكم الشرعي في حق صاحب الشرع و كان انتهاؤه عند الله معلوما إلا أنه في علمنا كان استمراره و دوامه و بالناسخ علمنا انتهاؤه و كان في حقنا تبديلا و تغييرا) ( التعريفات ص215)

مما سبق يتضح لنا أن النسخ حكم الاهي بحت اقره الله تعالى وعمل به في كتابه كما سنبين بعد ذلك بالأدلة بإذن الله ، فالنسخ في القرأن الكريم من الله وليس من فعل البشر ولا يد لأي مهما كان وصفه فيه .
والنسخ يدخل إلا على الأحكام والشرائع ولا يدخل على الأخبار والعقائد وله تعالى في ذلك أحكام منها التخفيف ومنها الإختبار لقوة الإيمان ليميز الله الخبيث من الطيب !

والنسخ ثابت نقلا وعقلا وأنتبهوا الى كلمة نقلا هذه فهو واقع ظاهر كما نرى بأعيننا في أيات القرأن الكريم وفي حديث رسول الله وتكلم فيه الأئمة العدول وفسروه بعد أن تناقلوه وحفظوه عن صحابة رسول الله وتابعيهم حتى أجمعوا عليه .

قال ابن النحاس في كتابه الناسخ والمنسوخ في كتاب الله عز وجل: "تكلم العلماء من الصحابة والتابعين في الناسخ والمنسوخ، ثم اختلف المتأخرون، فمنهم من جرى على سنن المتقدمين فوفق، ومنهم من خالف ذلك فاجتنب"

وقال الطوفي في - شرح مختصر الروضة - عن النسخ : وقد اتفق أهل الشرائع على جوازه عقلا، ووقوعه سَمْعًا ، إلاَّ الشمعونية مِن اليهود ؛ فإنهم أنكروا الأمرين ، وأما العنانية منهم ، وأبو مسلم الأصفهاني من المسلمين ؛ فإنهم أنكروا جواز النسخ شرعًا، لا عقلاً .

والنسخ معروف مِن زمن الصحابة ، وتلقّته الأمة بالقبول إلاّ مَن شذّ عن مجموع الأمة !

قال ابْنُ أَبِي لَيْلَى : حَدَّثَنَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ رَمَضَانُ فَشَقَّ عَلَيْهِمْ ، فَكَانَ مَنْ أَطْعَمَ كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِينًا تَرَكَ الصَّوْمَ مِمَّنْ يُطِيقُهُ ، وَرُخِّصَ لَهُمْ فِي ذَلِكَ فَنَسَخَتْهَا : (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ) ، فَأُمِرُوا بِالصَّوْمِ . رواه البخاري .
وقال سَلَمَة بْن الأَكْوَعِ : لَمَّا نَزَلَتْ (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) كَانَ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُفْطِرَ وَيَفْتَدِيَ ، حَتَّى نَزَلَتْ الآيَةُ الَّتِي بَعْدَهَا فَنَسَخَتْهَا . رواه البخاري ومسلم .
وقال ابن الزُّبير رَضي الله عنهما قَال : قُلْتُ لِعُثْمَان بن عفان رضي الله عنه : (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا) قَال : قد نَسَخَتْها الآيَة الأُخْرَى ، فَلِمَ تَكْتُبُهَا أو تَدَعُهَا ؟ قَال : يا ابْن أخِي لا أُغَيِّر شَيئًا مِنْه مِن مَكَانِه . رواه البخاري .
وروى مَرْوَانَ الأَصْفَرِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَحْسِبُهُ ابْنَ عُمَرَ (إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ) قَالَ : نَسَخَتْهَا الآيَةُ الَّتِي بَعْدَهَا . رواه البخاري .
وروى سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ (وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ) ، (وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ) قَالَ : كَانَ الْمُهَاجِرُونَ حِينَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ يَرِثُ الأَنْصَارِيُّ الْمُهَاجِرِيَّ دُونَ ذَوِي رَحِمِهِ لِلأُخُوَّةِ الَّتِي آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُمْ ، فَلَمَّا نَزَلَتْ : (وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ) قَالَ : نَسَخَتْهَا (وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ) .
وجماهير الْمُفسِّرين على أن النسخ هو المقصود في قوله تعالى : (مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا) .

أنتظر التعليق على ما قدمت حتى أتابع عرضي .