بسم الله الرحمن الرحيم

اخي الحبيب اسد الاسلام ...
اعلم ان بعض العلماء الذين انتقدوا بعض الاحاديث في الصحيحين كانوا من علماء الحديث الافذاذ كالدارقطني والعلائي ...الخ فهؤلاء رحمهم الله تعالى يُسمع لقولهم طالما انهم من اهل الصنعة ... وانتقادهم كان من ناحيتين:
الاولى: من جهة الاسناد
الثانية: من جهة المتن
ولم يُشر أي منهم الى ان هذا الحديث منتقد لانه يخالف العقل او لاي سبب من اسباب المنتقدين اليوم فتأمل هذا ...

الامر الاخر... ان هؤلاء الحفاظ لم يتابعوا في كل ما قالوا ... بل كان الحق في جانب الشيخين رحمهما الله تعالى فتأمل هذا أيضا ..

الان نأتي الى قولك وهو:-

وهناك بعض الأحاديث في صحيح البخاري التي تثير نوعا من الشك والتي يجب علينا أن نعمل عقولنا لاستدراك صحتها
في هذه الحالة نعمل تفكيرنا كما قلت ... هذا صحيح ... ولكن كيف ؟؟!!
اعمال التفكير في هذه الحالة او ان نبحث في كتب الشروح التي شرحت هذين الكتابين ونتأمل في اقوال من فسرها حينها سيذهب الاشكال حتما ... فعلماؤنا بينوا كل ما يتعلق بهذه الاحاديث _ مدار الشك _ من كل الجهات وبينوا كل ما يتعلق بها ..
فلا نردها لمجرد اثارة الشك او لانها خالفت العقل ... بل نبحث عن تفسيرها واوجه الجمع بينها ...
انا استشكلت الكثير من الاحاديث في البخاري وغيره لكن بحثت عما يزيل هذا الاشكال ... فان زال فبحمد الله تعالى ... وإلا أسال أهل الذكر

اما قولك:-

فمثلا ما جاء في الصفحة 448 من صحيح البخاري:

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ هِشَامٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ عَائِشَةَ
أَنَّ هِنْدَ بِنْتَ عُتْبَةَ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ وَلَيْسَ يُعْطِينِي مَا يَكْفِينِي وَوَلَدِي إِلَّا مَا أَخَذْتُ مِنْهُ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ فَقَالَ خُذِي مَا يَكْفِيكِ وَوَلَدَكِ بِالْمَعْرُوفِ

يقال بأن هند لما أسلمت يوم فتح مكة أمرها الرسول بعد النظر إليه أو التحدث معه وأن إذا رأته سلك طريقا فلتسلك هي طريقا آخر غيره وذلك بسبب مشاركتها في قتل أسد الله حمزة رضي الله عنه وأكل كبده !!!!!!!
ورغم ذلك فإن النبي قال لها بأن إسلامك مقبول عند الله إلا أنني لا أستطيع مقابلتك

والسؤال الذي يفرض نفسه علينا الآن: كيف تحدثت هند إلى رسول الله وهو كان قد أمرها بعدم التقرب منه والحديث إليه ؟؟؟
فهنا نسال ما هو مصدر القصة التي أتيت بها ؟؟ فان كانت مما يردده العامة مما لا اصل له فلا نرد به حديثا صحيحا ... وان كان لها أصل نبحث في اسنادها ... فلعله ضعيف ... وحتى ان كان الاسناد صحيحا وبدا لنا ان القصة تتعارض مع هذا الحديث الصحيح ... حينها نحاول الجمع بين القصتين ... وهذا لعلمك مجال واسع يعرف بعلم ( تأويل مختلف الحديث) ...
وفقنا الله تعالى واياك