1601 " إن الرجل من أهل النار ليعظم للنار حتى يكون الضرس من أضراسه كأحد " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 131 :

أخرجه أحمد ( 4 / 366 ) من طريق أبي حيان التيمي حدثني يزيد بن حيان التيمي
.... و حدثنا # زيد ( بن أرقم ) # قال : فذكره , و هو مرفوع و لكنه لم يصرح
برفعه .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم . و له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري
مرفوعا نحوه . أخرجه ابن ماجة ( 2 / 587 ) من طريق محمد بن أبي ليلى عن عطية
العوفي عنه . و هذا إسناد ضعيف . لكن يقويه أن أحمد أخرجه ( 3 / 29 ) من طريق
ابن لهيعة حدثنا دراج عن أبي الهيثم عنه نحوه . و أخرجه مسلم ( 8 / 154 )
و الترمذي ( 4 / 341 ) و الحاكم ( 4 / 595 ) و ابن حبان ( 2616 ) و أحمد ( 2 /
328 و 334 و 537 ) من طرق عن أبي هريرة مرفوعا مختصرا . و أحمد ( 2 / 26 ) من
حديث أبي يحيى الطويل عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا به مختصرا
. قلت : و الطويل و القتات فيهما ضعف , لكن لا بأس بهما في الشواهد .
1602 " إن الرحم شجنة آخذة بحجزة الرحمن , يصل من وصلها و يقطع من قطعها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 132 :

أخرجه أحمد ( 1 / 321 ) و ابن أبي عاصم في " السنة " ( رقم 538 - بتحقيقي ) عن
ابن جريج قال : أخبرني زياد أن صالحا مولى التوأمة أخبره أنه سمع # ابن عباس #
يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير صالح مولى التوأمة ,
ففيه كلام , و الذي يتحرر منه ما ذهب إليه الإمام أحمد و غيره أن من سمع منه
قديما فهو حجة , و إلا فلا . و قال ابن عدي : " لا بأس به إذا روى عنه القدماء
مثل ابن أبي ذئب و ابن جريج و زياد بن سعد , و من سمع منه بأخرة فهو مختلط (
يعني فهو ضعيف ) و لا أعرف له حديثا منكرا إذا روى عنه ثقة و حدث عنه من سمع
منه قبل الاختلاط " .
قلت : و هذا الحديث من رواية زياد بن سعد عنه كما ترى , فالحديث جيد , إن شاء
الله تعالى . و قد صح الحديث عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا نحوه , و هو مخرج
في " تخريج الحلال و الحرام " ( 405 ) . و للحديث شواهد كثيرة يأتي أحدها برقم
( 2474 ) .
( شجنة ) بتثليث الشين المعجمة : الشعبة من كل شيء , كما في " المعجم الوسيط "
. و في " الترغيب " ( 3 / 226 ) : " قال أبو عبيد : يعني قرابة مشتبكة كاشتباك
العروق " .
و ( الحجزة ) بضم الحاء المهملة : موضع شد الإزار من الوسط . و يقال : أخذ
بحجزته : التجأ إليه و استعان به كما في " المعجم " . و راجع " الأسماء و
الصفات " للبيهقي ( ص 369 ) .
1603 " إن المصلي يناجي ربه فلينظر بما يناجيه , و لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن "
.

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 133 :

رواه الطبراني في " الأوسط " ( رقم 4757 - نسختي ) : حدثنا عبيد الله بن محمد
العمري حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني أبي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن
# أبي هريرة و عائشة # عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه اطلع من بيته و الناس
يصلون يجهرون بالقراءة فقال لهم : فذكره و قال : " لم يروه عن محمد بن عمرو إلا
أبو أويس تفرد به ابنه " .
قلت : و هو صدوق أخطأ في أحاديث من حفظه كما قال الحافظ , و قال الذهبي في
" الضعفاء " : " صدوق , ضعفه النسائي , و ابن عدي قال : يسرق الحديث كأبيه " .
و محمد بن عمرو حسن الحديث لكن قد خولف في إسناده , فقال الإمام أحمد ( 3 / 94
) : حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن إسماعيل بن أمية عن أبي سلمة بن عبد الرحمن
عن أبي سعيد الخدري قال : " اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ,
فسمعهم يجهرون بالقراءة , و هو في قبة له , فكشف الستور و قال : ألا إن كلكم
مناج ربه , فلا يؤذين بعضكم بعضا , و لا يرفعن بعضكم على بعض بالقراءة . أو قال
: في الصلاة . و هكذا أخرجه أبو داود ( 1 / 209 - تازية ) : حدثنا الحسن بن علي
حدثنا عبد الرزاق به . و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين .
قلت : فجعله من مسند أبي سعيد الخدري , لا من مسند أبي هريرة و عائشة , و هو
الصواب . و للحديث شاهد من حديث البياضي : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
خرج على الناس و هو يصلون و قد علت أصواتهم بالقراءة فقال : إن المصلي يناجي
ربه , فلينظر بما يناجيه , و لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن " . و قد روي عنه
من أربعة وجوه مختلفة , كما تقدم بيانه برقم ( 1597 ) . و حديث الترجمة عزاه
السيوطي للحاكم من حديث أبي هريرة بلفظ : " إن أحدكم إذا قام يصلي إنما يناجي
ربه فلينظر كيف يناجيه " . و لم أره في " مستدرك الحاكم " ! و قد عزاه المناوي
لأحمد و النسائي و البيهقي و لم أره عندهم عن أبي هريرة , و إنما رأيته عندهم -
حاشا النسائي - من حديث أبي سعيد المتقدم و من حديث البياضي المذكور عند أحمد .
و قد مضيا قريبا برقم ( 1597 ) . ثم وقفت على حديث أبي هريرة في " المستدرك "
بواسطة فهرسي الذي وضعته له أخيرا , و هو تحت الطبع , أخرجه ( 1 / 235 - 236 )
من طريق محمد بن إسحاق أخبرني سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة قال : صلى
بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر , فلما سلم نادى رجلا كان في آخر
الصفوف فقال : " يا فلان ! ألا تتقي الله , ألا تنظر كيف تصلي ? ! إن أحدكم إذا
قام يصلي إنما يقوم يناجي ربه , فلينظر كيف يناجيه , إنكم ترون أني لا أراكم ,
إني و الله لأرى من خلف ظهري كما أرى من بين يدي " . و هو في " مسند أحمد " ( 2
/ 449 ) من هذا الوجه دون فقرة المناجاة , و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم
" . و وافقه الذهبي .
و أقول : إنما هو حسن فقط كما نبهنا عن ذلك مرارا في أحاديث ابن إسحاق . و على
كل حال فروايته للحديث بسنده الصحيح عن أبي هريرة , يدل على أن لحديث الترجمة
أصلا أصيلا عنه , فهو شاهد قوي له . و الله أعلم .