محطة دموية أخرى من محطات الهولوكست الصهيوني
ثقافة الإرهاب ثقافة صهيونية ممتدة في الزمان والمكان ولا يحدها زمان أو مكان وهي تمارس باسم القانون أو الجنون، لذلك كانت إسرائيل التي قامت أساسا على العدوان تعمل على فرض الاستسلام على الدول العربية بالقوة والإرهاب، وهي لا تعوزها الأسباب في ذلك ولن تعوزها الأسباب في ذلك، ولذلك قامت بعملية عناقيد الغضب على جنوب لبنان معلنة أن هدف العملية هو نزع سلاح المقاومة الفلسطينية ومنع إطلاق الصواريخ على المستوطنات الصهيونية في شمال فلسطين المحتلة، لكن الهدف من وراء هذه العملية لم يكن هو ذلك الهدف المعلن وإنما كان فرض الاستسلام على لبنان تحقيقا لرؤية الإرهابي الأول دافيد بن – غوريون أن لبنان سوف يكون ثاني دولة عربية توقع اتفاقية استسلام مع الكيان الصهيوني، ولذلك قامت الطائرات الصهيونية في الرابعة والنصف من فجر يوم 11 نيسان 1996 بشن 883 غارة جوية على جنوب لبنان والبقاع والعاصمة بيروت، وذلك بالإضافة إلى ألاف عمليات القصف المدفعي، وقد ارتكبت القوات الصهيونية خلال هذه العملية مجازر مروعة في قرية المنصوري وقرية سحمر ومدينة النبطية، لكن أبشع المجازر في عملية عناقيد التي استمرت 16 يوما من 11/4/1996 إلى 26/4/1996 كانت مجزرة قانا حيث قامت الطائرات الصهيونية بقصف القاعدة الدولية مما أدى إلى استشهاد أكثر من 100 لبناني احتموا بالقاعدة الدولية من القصف الصهيوني، وقد كانت "لارا مارسو مراسلة مجلة "تايم" الأمريكية أول شاهد عيان وصل إلى مكان المذبحة وكتبت أول تقرير عنها قالت فيه "وجدت جثث القتلى مكدسة فوق بعضها، أياد محروقة وأطراف مبتورة وسيقان ممزقة، وكان بعض الجثث متفحما والبعض الأخر محترقا ومشوها، ومعظم الضحايا كانوا من الأطفال والنساء وكانت دمائهم في كل مكان حتى سقف الغرفة،كذلك أحذية القوات الدولية لأنهم كانوا يبحثون بين عشرات الجثث عن المصابين الأحياء ويحملون بقايا اللحم البشري في أكوام بينما قام آخرون بوضع قطع اللحم الآدمي في أكياس بلاستك من المستخدمة في تعبة القمامة، وشاهدت بعيني أحد أفراد القوة الدولية يمسك بيده طفل رضيع مقطوع الرأس، كما رأيت سيدة لبنانية تحتضن رجل عجوز بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة وكانت كتفه اليمنى قد قطعت وانفصلت عن جسده،وكانت السيدة تصرخ أبي أبي" وكانت محطة قانا محطة دموية أخرى من محطات دموية عديدة ولن تكن الأخيرة في سجل إسرائيل الدموي، وقد قامت العصابات الصهيونية بارتكاب مجزرة أخرى في قانا في عام 2006 ولكنها لن تكون المجزرة الأخيرة في سجل إسرائيل الدموي ايضا .
وقد قررت الجامعة العربية اعتبار يوم 18 نيسان من كل عام يوم حداد عربي، كما دعت الأمم المتحدة إسرائيل للأسف الشديد إلى دفع 1.7 مليون دولار للقوة الدولية في لبنان كتعويض للخسائر الناتجة عن قصف قاعدة قانا للقوات الدولية وهذا للأسف يشكل ؤصمة عار في جبين إسرائيل وفي جبين الأمم المتحدة ولكن سيظل لبنان أصغر بلد عربي أكبر بلد عربي وسيظل شعب لبنان أصغر شعب عربي أكبر شعب عربي يقاوم ويستمر في المقاومة .
المفضلات