معنى ( الهولوكست ) في معجم لاروس ( ص 772 باريس 1969م ) الهولوكست : طقس من طقوس التضحية
معروف عند اليهود ، وفيه تحرق النار القربان بالكامل .


بداية الفكر الصهيوني :

كانت بدايات النشاط التنظيري للصهيونية في القرن 19 م في المانيا في كتابات موسى هس مؤلف كتاب :
(( روما و القدس )) في سنة 1862م وفيه دعا إلى إقامة دولة يهودية ، ثم كانت جهود خلفه إسحاق رولف

حاخام ميمل بـ المانيا بكتاب بعنوان : إنقاذ إسرائيل في سنة 1881 م وقد رأى فيه أن المانيا منفى لليهود
الذين يجب عليهم إستعادة فلسطين ، وإقامة دولة وطنية لهم عليها ، وكان هذا الرأي مخالفا للفكر الديني
اليهودي لليهود الألمان آنذاك الذي كان يدعو إلى حب المانيا باعتبارها وطن اليهود الألمان الحقيقي .
إذن حدث تحول في الفكر اليهودي لليهود الالمان في النصف الثاني من القرن 19 م .


أول منظمة توحد الصهاينة :

وعلى أثر المؤتمر الصهيوني الأول في سنة 1897م نجح الصهاينة الألمان في تشكيل منظمة توحد صفوفهم
أسموها : مؤسسة اليهود الوطنية وكان أول أهدافها : أن اليهود المرتبطين بسلالة واحدة ، ومصير واحد
يشكلون مهما تفرقوا مجتمعا وطنيا واحدا على أساس أن هذا التعريف لاينقص أبدا من الشعور الوطني لدى
اليهود الألمان أو من واجباتهم المدنية تجاه الوطن الأم المانيا .

كشف النوايا بلا مراوغات :

في سنة 1914م حدث تحول خطير من قبل
اليهود الألمان الذين تخلوا لأول مرة عن المراوغة في الخطاب السياسي الصهيوني وأعلنوا في الأجتماع العام
الصهيوني بـ المانيا برياسة بلو مفيلد إلى عدم إعتبار أنفسهم المان بل يهودا مائة بالمائة ثم ما لبث المتطرفون
الصهانية وغلاتهم أن أزدادوا نفوذا ، عندما عقدت الحكومة الالمانية تحالفا مع المنظمات الصهيونية القوية خاصة
مؤسسة المانيا الصهيونية .

ردة فعل الألمان تجاه اليهود الصهاينة :

ولما خرجت المانيا منهزمة من الحرب العالمية الاولى قامت الأتحادات الطلابية الأشتراكية
و المحافظة بألمانيا بشن حملات مروعة على الصهانية باتهامهم بعدم الولاء للوطن الأم المانيا ، وقد وجدت هذه
الحملات تجاوبا مع الشعب الألماني الذي كان يحس بتجرع الهزيمة في الحرب العالمية الأولى ، وهذا الأحساس
بالهزيمة كان مما سبب عداء النازيين لليهود وتعقبهم و إلحاق الأذى بهم ولقد وصل هذا العداء غايته في الثلاثينيات
من القرن العشرين حينما طبق هتلر السياسة العنصرية على اليهود فيما عرف في سنة 1933م ( اللا سامية = العداء

لليهود ) الذي كان موجودا بدرجات متفاوتة في كل البلاد الأوربية ولم يكن مقصورا على المانيا وإن غالى فيه نظام
الحكم النازي بسبب أن المانيا كانت معقلا مهما للنشاط المالي اليهودي و النشاط الثقافي في أوربا وكانت أكثر
البلاد الأوربية قلقا من أوضاع اليهود فيها .
جهود الغرب في إقامة الكيان الصهيوني ( 1785 م - 1948م ) بقلم د . السيد أحمد نوح

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعليق :

كان هذا الامر في الظاهر أما في الباطن فقد تعاملت الحكومة النازية بأزدواجية مع اليهود و فرقت
بين اليهود الصهاينة و اليهود غير الصهاينة بمعنى هناك فرق بين اليهودي الذي يعتقد بأن الهجرة الى فلسطين

واجبة بل محتمه ويسعى لها وبين اليهودي الذي يرى ان المانيا هي الوطن الام ولا وطن غيره ، ففي
عام 1937م ساعدت الحكومة النازية اكثرمن 200 شخص وهجرتهم الى فلسطين وأخذ العدد يزيد حتى بلغ
65 الف يهودي الماني قبل أعلان دولة الكيان الصهيوني وكان الراي السائد في المانيا هو : ضرورة

التخلص من اليهود ومع هذا وجدت الفئات اليهودية الصهيونية التي تعمل على تهجير اليهود الصهاينه تعاطفا
من الحكومة النازية لان النازيين كانوا حريصون على تخليص المانيا من سيطرة اليهود من جميع المجالات
من مراكز تجارية او ثقافية وكذلك تنقية العرق الالماني حتى لايختلط بأي اعراق اخرى ، وعلى الرغم من

الاظطهاد الموجه الى اليهود فقد كان هناك تعاون سري بين الحكومة النازية و اليهود الصهاينة من أجل التهجير
و التخلص فحصل اتفاق مزدوج بين الطرفين على إبادة العنصر اليهودي الغير صهيوني الرافض للهجرة
وقدم للمحرق ككبش فداء و برضى الصهاينة من أجل أقناع المجتمع الدولي بوجوب

إقامة دولة صهيونية تحميهم من الحرق و التقتيل و الأبادة ونسى المجتمع الدولي ان اليهود الصهاينة قد
قسموا مجتمعهم الى قسمين يهود صهاينه نافعين يسعون الى الهجرة و إقامة دولة صهيونية فهولاء يستحقون
الحياة الكريمة و يهود غير صهاينة يقدمون قربان للمحارق و القتل و الأبادة من أجل التكسب الاعلامي .