أما بالنسبة لقولك :
أعذرني و لكن المعجزة الرياضية في سورة الكهف هذه لا تتعدى كونها صدفة و محاولة في استخراج إعجاز من لا شئ، على الأقل بالنسبة لي، فمن المصادفة أيضاً أن مجموع أعمار أبنائي الثلاثة = عمري الآن ! و لكنه لن يكون كذلك بعد عام مثلاً و هو ليس نوعاً من الاعجاز الذي يبهر العقول لأن القرآن قد يُسر للذكر أليس كذلك ؟
قال العلامة فضيلة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - :

... أولئك الذين فسروا القرآن بما يسمي بالإعجاز العلمي حيث كانوا يحملون القرآن أحياناً ما لا يتحمل صحيح أن لهم استنباطات جيدة تدل على أن القرآن حق ومن الله عز وجل وتنفع في دعوة غير المسلمين إلي الإسلام ممن يعتمدون على الأدلة الحسية في تصحيح ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام لكنهم أحياناً يحملون القرآن ما لا يتحمله مثل قولهم : إن قوله تعالي : ( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ) إن هذا يعني الوصول إلى القمر وإلى النجوم وما أشبه ذلك لأن الله قال : ( لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) والسلطان عندهم العلم وهذا لا شك أنه تحريف وأنه حرام ان يفسر كلام الله بهذا لأن من تدبر الآية وجدها تتحدث عن يوم القيامة، والسياق كله يدل على هذا ثم إنه يقول : ( أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا) وهؤلاء ما نفذوا من أقطار السموات ، بل ما وصلوا إلي السماء وأيضاً يقول : ( يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ ) وهؤلاء لم يرسل عليهم والحاصل أن من الناس من يتجاوز ويغلو في إثبات أشياء من القرآن ما دل عليها القرآن ومنهم من يفرط وينفي أشياء دل عليها القرآن لكن يقول هذا ما قاله العلماء السابقون ولا نقبله. لا صرفاً ولا عدلاً وهذا خطأ أيضاً فإذا دل القرآن على ما دل عليه العلم الآن من دقائق المخلوقات فلا مانع من أن نقبله وأن نصدق به إذا كان اللفظ يحتمله أما إذا كان اللفظ لا يحتمله فلا يمكن أن نقول به.

حسناً سؤالي الأخير هو أن نبي الاسلام قاتل من أجل نشر الدعوة و حتى يخلوا بينه و بين الناس و حتى يسمع الجميع منه رسالته، و كما قيل في القرآن أيضاً "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴿٤٥﴾ وَدَاعِيًا إِلَى اللَّـهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا ﴿٤٦﴾" و المسلمون ينشرون الدعوة للاسلام أينما ذهبوا. فلماذا لا تتركوا حرية التبشير بالمسيحية أيضاً ؟ فاذا كان المسلم من حقه الدعوة للاسلام فمن حق المسيحي أن يبشر بالمسيحية أليس كذلك ؟
من هم الذين يفعلون عفوا ، هل تسمي سيادة الأغلبية تضيق من وجهة نظرك ، فول قست الأمر على مصر والوطن العربي فهو نعم لا نسمح بالتبشير بهذا المعتقد البالي في مجتمعاتنا لأننا أحرار ونأبى أن ينتشر هذا الفساد في أوساطنا ، والسؤال بالمثل : لماذا يضهد الغرب المسلمين ويضيقون عليهم الخناق حتى، أنهم يأسسوا المنظمات للحد من أنتشار الإسلام ، أم أن سلطتنا في بيوتنا غير عادلة وعلى الغير في بيوتهم غير عادلة .
ثم أن التبشير بالمسيحة لا أساس له لأنه دين من صنع البشر هذا بخلاف الإسلام الذي هو دين الله والذي حس المسلمين على الدفاع عنه ومحاربة ما سواه ...