اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aymanred مشاهدة المشاركة
هل من إعتنقت الإسلام من أجل الطلاق من زوجها فقط كما يقولون عن عبير - ولم تقتنع بالإسلام ينطبق عليها حد الردة أم لا
أنا أعتقد إن لو طبق حد الردة على أمثال هؤلاء لن يعبث أحدهم بالدين كما قالوا عن عبير
أخي الأصل عند الحكم على هذه الأمور الأخذ بالظاهر ، و إجراء أحكام الإسلام بحسب الظاهر ، فإذا أقر الكافر بالإسلام فإنه يصبح مسلماً بهذا الاقرار ، و نحن لسنا مطالبين بشق الصدور لنعلم أن فلان دخل بالإسلام عن اقتناع أم لا ؟؟

جاء في الحديث الصحيح المتفق عليه عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما ، قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة من جهينة ، فصبحنا القوم على مياههم ، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلاً منهم ، فلما غشيناه قال : لا إله إلا الله ، فكف عنه الأنصاري ، وطعنته برمحي حتى قتلته ، فلما قدمنا المدينة ، بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي : (( يا أسامة ، أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله ؟ فما زال يكررها على حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم .

و في رواية أخرى بصحيح مسلم (( أقال : لا إله إلا الله وقتلته ؟! )) قلت : يا رسول الله ، إنما قالها خوفا من السلاح ، قال : (( أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا ؟! )) فما زال يكررها حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ . ))

و بناءً عليه فإن وصف الإسلام يثبت لمن أقر بالإسلام إلا إذا علمنا من حاله علماً أكيداً أنه لا يريد حقيقة الدخول في الإسلام ، مع التأكيد على أن من أقر بالإسلام يثبت عليه وصف الإسلام ابتداءً فإن التزم بعد ذلك بمقتضيات الاقرار بالإسلام بعدم الاتيان بناقض من نواقضه فذلك المسلم الذي له ذمة الله و رسوله .

و قد أخرج البخاري في صحيحه ما يؤكد هذا

(( حدثنا عمرو بن عباس قال حدثنا ابن المهدي قال حدثنا منصور بن سعد عن ميمون بن سياه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله فلا تحقروا الله في ذمته ))

و قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما في صحيح البخاري (( إن ناساً كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الوحي قد انقطع ، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم ، فمن أظهر لنا خيراً ، أمناه وقربناه ، وليس لنا من سريرته شيء ، الله يحاسبه في سريرته ، ومن أظهر لنا سوءاً ، لم نأمنه ، ولم نصدقه وإن قال : إن سريرته حسنة ))

قال الإمام ابن حجر في فتح الباري
(( وفيه أن أمور الناس محمولة على الظاهر فمن أظهر شعائر الدين أجريت عليه أحكام أهله ما لم يظهر منه خلاف ذلك ))

هذا و الله تعالى أعلى و أعلم