الثالثة : من طرق عن الحسن فذكره، قد أعلت بعنعنة الحسن ، وما صرح بالتحديث إلا في الطريق التي رواها عنه المبارك بن فضالة وهو ضعيف لسوء حفظه.
وقد رواها النسائي (1958) الحميدي(830) وأحمد(4/428،439،440،445) والبيهقي في الكبرى (21398) وغيرهم والله أعلم.
المثال الخامس : مجهول الحال
عن كعب بن عجرة أن رسول الله  قال :" يا كعب بن عجرة إنها ستكون بعدي أمراء -وصفهم بالجور- فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على فجورهم فليس مني ولست منه ولا يرد علي الحوض، ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على فجورهم فهو مني وأنا منه ويرد علي الحوض. يا كعب حق للحم نبت من سحت أن لا يدخل الجنة، النار أولى به ".
هذا حديث صحيح :
أخرجه الطبراني في المعجم الصغير (431) وقال :" لم يروه عن سعد بن إسحاق إلا عبد الله بن أبي قتادة "
وفي سنده إسحاق بن كعب بن عجرة القضاعي، وهو مجهول الحال.
قال الحافظ في تهذيب التهذيب (1/348):" ذكره البستي في الثقات "
وقال ابن القطان مجهول الحال ماروى عنه غير ابنه سعد "
غير أن له متابعات تقويه :
فقد أخرجه الترمذي (2259) والنسائي(7/166)و أحمد(4/243) من طريق أبي حصين عثمان بن عاصم ، عن عامر الشعبي عن عاصم العدوي فذكره.
و أخرجه أيضا الترمذي (2559) من طريق إبراهيم وليس بالنخعي عن كعب بن عجرة بنحوه .
وأخرجه الترمذي من طريق أخرى(614،615) وهي من طريق عبيد الله بن موسى قال حدثنا غالب أبو بشر ، عن أيوب بن عائذ الطائي، عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن كعب بنحوه.
وأخرجه أحمد(3/321/399) وابن حبان (التعليقات الحسان 4497) والحاكم (6101) من طريق جابر بن عبد الله أن رسول الله  قال لكعب بن عجرة فذكره.
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
المثال السادس : زيادة الثقات.
- حديث ابن عمر ا " أن رسول الله  فرض زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير على كل حر أو عبد ذكرا أو أنثى من المسلمين "
هذا الحديث صحيح :
فقد أخرجه البخاري(2/161) ومسلم(3/68) وأبوداود(1611) وابن ماجه (1826) الترمذي(676) والنسائي(5/48) ومالك(190) وأحمد(2/63)(5303) والدارمي(1668) وابن خزيمة(2399،2400)من طرق عن مالك بن أنس به.
قال الترمذي :" حديث حسن صحيح "
وقد حكم بعض أهل العلم ومنهم الترمذي على أن زيادة " من المسلمين "قد تفرد بها مالك دون سائر الرواة عن نافع .
وفي هذا الكلام نظر، فإن مالكا لم يتفرد به بل تابعه كبار الحفاظ من أصحاب نافع وهم :
أيوب ، وعبد الله بن عمر العمري، ومحمد بن إسحاق وعبيد الله بن عمر، والليث بن سعد، وموسى بن عقبة وعمر بن نافع، والضحاك بن عثمان ، وعقيل وسليمان التيمي .
وفيما يلي سرد للطرق عنهم.
- فقد رواه البخاري(2/162) ومسلم(3/68) وأبوداود(1615) والترمذي(675) والنسائي(5/46،47) والحميدي(2/5)(4486) وابن خزيمة(2393)وفي(2397،2411)من طرق عن أيوب.
- ورواه أحمد(2/114)(5942)من طريق عبدالله بن عمر العمري
- وأخرجه عبد بن حميد(743) من طريق محمد بن إسحاق
- وأخرجه البخاري(2/162) ومسلم(3/68)وأبوداود(1613) والنسائي(5/49)وأحمد(2/55)(5174)و(2/66)(5339)و(2/137)(6214)و(2/102)(5781)والدارمي (1669)وابن خزيمة(2/161) ومسلم(3/68)وابن ماجه(1825) من طرق عن الليث بن سعد.
- وأخرجه ابن خزيمة(2405،2416)من طريق موسى بن عقبة.
- وأخرجه البخاري(2/161)وأبوداود(1612) والنسائي(5/48) من طريق عمر بن نافع.
- وأخرجه مسلم(3/69)وابن خزيمة(2398) من طريقين عن الضحاك.
- وأخرجه ابن خزيمة(2392) من طريق المعتمر عن أبيه وأيضا (2404) من طريق عقيل .
المبحث الثاني : الضعيف ضعفا شديدا لا تنفعه الشواهد أو المتابعات .
ومثاله :
- عن أبي هريرة ، عن النبي  قال : " الجمعة على من آواه الليل إلى أهله "
هذا الحديث ضعيف جدا لا تنفعه الشواهد أو المتابعات، وإليك بيان ذلك :
أخرجه الترمذي (502) وقال : سمعت أحمد بن الحسن يقول : كنا عند أحمد بن حنبل ، فذكروا على من تجب الجمعة ، فلم يذكر أحمد فيه عن النبي  شيئا ، قال أحمد بن الحسن ، فقلت لأحمد بن حنبل : فيه عن أبي هريرة ، عن النبي  ، فقال أحمد : عن النبي  ؟ قلت : نعم ، قال أحمد بن الحسن : حدثنا حجاج بن نصير ، حدثنا معارك بن عباد ، عن عبد الله بن سعيد المقبري ، عن أبيه ، فذكره.
قال : فغضب علي أحمد بن حنبل ، وقال لي : استغفر ربك ، استغفر ربك.
قال أبو عيسى : إنما فعل أحمد بن حنبل هذا لأنه لم يعد هذا الحديث شيئا ، وضعفه لحال إسناده.
وآفة هذا الحديث كل من حجاج بن نصير و معارك بن عباد و عبد الله بن سعيد المقبري.
فأما حجاج بن نصير فضعيف
قال أبو حاتم: منكر الحديث، ضعيف الحديث، ترك حديثه، كان الناس لا يحدثون عنه.
وقال البخاري: يتكلمون فيه.
وقال في موضع آخر: سكتوا عنه.
وقال النسائي: ضعيف.
وقال في موضع آخر: ليس بثقة، ولا يكتب حديثه.
وذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب " الثقات "، وقال: يخطئ ويهم.تهذيب الكمال (1130).
وأما معارك بن عباد
قال فيه البخاري : لم يصح حديثه ، وقال أبو زرعة: واهي الحديث .
وقال أبو حاتم: أحاديثه منكرة.
وقال الدار قطني: ضعيف .تهذيب الكمال(6039).
وعبد الله بن سعيد المقبري متروك .
قال عمرو بن علي: كان يحيى بن سعيد وعبد الرحمان بن مهدي لا يحدثان عنه.
وقال أبو قدامة ، عن يحيى بن سعيد: جلست إلى عبد الها بن سعيد بن أبي سعيد مجلسا، فعرفت فيه، يعني: الكذب.
وقال أبو طالب ، عن أحمد بن حنبل: منكر الحديث، متروك الحديث.
وكذلك قال عمرو بن علي.
وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين: ضعيف.
وقال عثمان بن سعيد الدارمي ، عن يحيى: ليس بشيء.
وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن يحيى: لا يكتب حديثه .
وقال أبو زرعة : ضعيف الحديث، لا يوقف منه على شيء.
وقال أبو حاتم : ليس بقوي.
وقال البخاري : تركوه .
وقال النسائي: ليس بثقة، تركه يحيى بن سعيد، وعبد الرحمان بن مهدي .
وقال الحاكم أبو أحمد: ذاهب الحديث . تهذيب الكمال (3305).
وللحديث شاهد يزيده ضعفا كما في أخبار أصبهان من طريق عبد الواحد بن ميمون ، مولى عروة ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : قال رسول الله  : " من لزمته الجمعة فليغتسل ، والجمعة على من آواه الليل "
وآفته عبد الواحد بن ميمون
قال فيه البخاري: منكر الحديث.الميزان (5301) وزاد في اللسان : قال البرقاني عن الدارقطني متروك صاحب مناكير.
قال النسائي في الكنى ليس بثقة وقال الحاكم أبو أحمد ليس بالقوي عندهم وقال عثمان الدارمي عن بن معين ليس بذاك.
قال الحافظ في التلخيص (2/111):"وله شاهد من حديث أبي قلابة مرسل رواه البيهقي "
قلت : يقويه إذا كانت الطرق ضعيفة ضعفا محتملا ، وليس كذلك فالطرق السابقة لا تصلح في الشواهد والمتابعات .
يتبع