الشبهة السابعة و التسعون (97):
- نحن نرى أن العِلمانية هى خير طريق, فهى وسط بين الأديان, منعاً للفرقة والاختلاف والطائفية, فنحن نؤمن بالله والرسل, ولكن لابد من التطوير والتحديث لنساير العصر, إذ أنه من غير المعقول أن نأتى فى القرن الحادى والعشرين, ونقول برجم الزانى والزانية, رغم رضا الطرفين, أو نقطع يد السارق, أو نقتل القاتل, فيزداد عدد القتلى, فنحن ننظم الحياة بالطريقة التى نراها, ونساير الحضارة, ولا نعود إلى عصر الجمال والحمير.

الرد:
- قبل أن نجيب على هذا, لابد أن نعرف ما هى العِلمانية؟ إن العِلمانية هى اتباع العلم ونبذ الدين, أى تحكيم العلم فى جميع شئون الحياة, وجعل الدين قاصراً على دور العبادة والعبادات, مثل الصلاة والصيام والحج, وغير ذلك من العبادات التى لا شأن لها بالسياسة, ولا الاقتصاد, ولا الفنون, ولا أى شىء من شئون الحياة. وقد ظهرت العلمانية فى أوربا, فى عصر النهضة, بعد عام 1516م, بعدما قامت الثورة الفرنسية, وكان شعارها (اشنقوا آخر قسيس بأمعاء آخر نبيل, أو اشنقوا آخر نبيل بأمعاء آخر قسيس) والنبيل معناها عندهم (الغنى أو الإقطاعى) وذلك لأن الكنيسة فى أوربا وقفت حجر عثرة فى طريق التقدم والحضارة, فكانت تحكم على كل جديد بالْحُرْمَة, وأنه من عمل الشيطان, وحاربت العلم والعلماء, لدرجة أنهم أعدموا بعض المكتشفين والمخترعين, مثل (جاليليو) الذى قالوا عنه إنه يريد أن يرى الرب, وكانت فى حالة من التخلف والقذارة, لدرجة أن طارق بن زياد حين فتح الأندلس, ووصل إلى مشارف فرنسا, وجدها لا تعرف الاغتسال, كمثيلاتها من دول أوربا, التى كانت تُسَمَّى ببلاد الهَمَج الهامِج, لدرجة أنهم كانوا يعتبرون الاغتسال عقوبة, وكانت عندهم حمامات يغسلون فيها من يريدون معاقبته, فلما كثر فيهم تقتيل العلماء, وتعذيبهم, ومنعهم من العلم, بفتاوى هؤلاء القسيسين, وتحكَّم فيهم الأغنياء, وأذلوهم, وساموهم سوء العذاب, ثار عليهم دُعاة النهضة والإصلاح, وقتلوا القساوسة والنبلاء, ونادوا بفصل الدين عن الحياة, فهَمَّشوا الكنيسة, وجعلوها قاصرة على العبادات فقط, وليس لها أى دخل فى شئون الحياة, وانطلقوا فى أبحاثهم, وتقدموا فى علومهم التى اقتبسوها من علماء المسلمين فى الأندلس, وأصبح منهجهم - إلى اليوم - أن يؤمنوا بالعلم, ويحكِّموه فى حياتهم, حتى لو خالف ما جاءت به شريعتهم الكَنَسيَّة, وسنُّوا القوانين, وأقاموا نُظُم الحكم على أساس تفكيرهم, بغض النظر عن دينهم ورجاله. أما الإسلام فلم يقف كحجر عثرة فى طريق العلم, ولم يعاقب العلماء, ولم يحرِّم ما يقومون به من أبحاث علمية نافعة كما فعلت الكنائس فى أوربا فى القرون الوسطى, وكذلك فإنه لم يفرق بين الدين والدولة, فليس فيه (اعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله) بل {إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ} [آل عمران:154] {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{162} لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام:162-163]
ثم كيف نحكم أنفسنا بأنفسنا؟ إننا ضعفاء قاصرو العلم والفكر, ولا نعلم الخير لأنفسنا كما يعلمه ربنا, وكذلك الشر, ونختلف فيما بيننا فى تصوُّر هذا الخير والشر, وكل منا له وجهة نظره التى يعتبرها أفضل من وجهة نظر الآخرين, وهذا لا يجمع شمل الناس على منهج واحد, كما نرى دولاً شيوعية وأخرى رأسمالية, ودولاً اشتراكية وأخرى ديمقراطية, وكل من هؤلاء يظن أن نظامه أفضل من النظم الأخرى. إن صانع الشىء هو الذى يعلم ما يصلحه وما يفسده, وهو الذى يضع له قوانين تشغيله وحمايته (وهو ما يسمى بالكتالوج) فهل تُصلِح سيارتك عند الجزار؟ أو غسالتك عند النجار؟ {وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى} فالذى خلقنا هو الذى شرع لنا قوانين حمايتنا, وسعادتنا, بما وضعه لنا من منهج لحياتنا {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك:14] أمّا الحدود - سواء حد القتل, أو السرقة, أو غير ذلك - فقد أجبنا عنها فى مواضعها.. وبالله التوفيق. والواقع أكبر شاهد على انتشار جرائم الزنى, والسرقة, والقتل, فى البلاد التى لا تطبق شرع الله جل وعلا, وكَثُرَ فيها تحايُل الناس على القوانين الوضعية, بتقديم الشهادات الطبية التى تدَّعى أن حالتهم النفسية غير سوية, حتى لا تطبق عليهم العقوبات الوضعية, كعقوبة القتل, أو السرقة, أو غير ذلك.
إن الإسلام عقيدة وعمل, وهذا العمل يشمل العبادات, وجميع شئون الحياة السياسية, والاقتصادية, والثقافية... إلخ. وهل أتى بالشرور والمصائب فى البر والبحر إلا مخالفة الشرع؟ {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم:41] وهل أتى بالأمراض المهلكة, مثل الإيدز, والسَّيَلان, والْجُذام, والزُّهَرى, وغير ذلك من الأمراض والأوبئة, إلا مخالفة الشرع؟ حتى جنون البقر فسببه مخالفة الشرع, لأنهم أطعموه العلف المصنوع مما نَفَقَ وتبقى من الأبقار والحيوانات الأخرى, بعد تجفيفها وطحنها, قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا معشر المهاجرين! خصال خمس إذا ابتليتم بهن, وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة فى قوم قط حتى يعلنوا بها, إلا فشا فيهم الطاعون, والأوجاع التى لم تكن مضت فى أسلافهم الذين مضوا, ولم يُنقِصوا المكيال والميزان, إلا أُخِذوا بالسِنين, وشدة المؤنة, وجور السلطان عليهم, ولم يمنعوا زكاة أموالهم, إلا مُنعوا القطر من السماء, ولولا البهائم لم يُمْطَروا, ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله, إلا سلَّط الله عليهم عدوهم من غيرهم, فأخذوا بعض ما كان فى أيديهم, وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله عز وجل, ويتحرَّوْا فيما أنزل الله, إلا جعل الله بأسهم بينهم)) [صحيح الجامع:7978]
إن أعلى معدلات الجرائم من سرقة, واغتصاب, وقتل, هى فى الدول التى لا تدين بالإسلام, أو التى لا تحَكِّم شرع الله, حتى إن أمريكا – وهى أكثر الدول تقدماً - بها أعلى نسبة من حوادث السيارات فى العالم, وذلك بسبب الخمر. وليست خطورة الخمر قاصرة على هذه الحوادث, بل إنها السبب فى انتشار الكثير من أمراض الكبد والكُلَى, فلو كان رأيهم عن العلمانية صحيحاً, لكانت هذه الجرائم والأمراض عندهم أقل من البلاد التى تطبق الشريعة (كالسعودية مثلاً) إن تطبيق الشريعة يجعل الإنسان آمناً على نفسه وماله وعِرضه, حافظاً لبدنه وعقله, وذلك بما شرعه الله له من قوانين حمايته مما يضره, وبما شرعه من الحدود الرادعة لمن يتعدى عليه بقتل, أو قطع طريق, أو سرقة, أو اغتصاب, أو غير ذلك. إن من قُطعِت أيديهم بسبب السرقة من عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى عهد على بن أبى طالب - رضي الله عنه - ستة أفراد, وكان تطبيق الحدود فى هذه الفترة على أشُدّه, أما الآن - ولغياب تطبيق الحدود - فإن أموال الناس وأقوات الشعوب تُنهَب, دون أى رادع من تقوى أو قانون, وهل يفهم الإنسان تنظيم حياته أكثر من ربه؟ وهل فرض علينا الإسلام أن نركب الجمال أو الحمير بدلاً من السيارات؟ وانظروا على أحوال من تسمونهم متشددين, أو أصوليين, أو متطرفين - أو حتى من تسمونهم إرهابيين - هل حرَّموا على أنفسهم ركوب القطارات, والسيارات, والطائرات؟ وهل حرَّموا استخدام الثلاجات, والتليفونات, والكمبيوترات, والتلكسات... إلخ؟ فلماذا تظنون أن تطبيق الشريعة يعود بالإنسان إلى عصر الحمير والجمال؟ إن هذا العِلمانى الذى سأل هذا السؤال لا يريد التقيُّد بالشرع, حتى لا يحرم نفسه من ملذاتها وشهواتها, فهو يريد أن يطلق العَنان لنفسه, دون النظر لعاقبته, والله أعلم.


الشبهة الثامنة و التسعون (98):
- إن نبيكم يمسح على ظهر الْخُفّ فى الوضوء, وكذلك أنتم تفعلون, أليس من الأحرى أن تمسحوا على باطن الخف لأنه أقذر؟

الرد:
- أولاً: إن الدين بالنقل, وليس بالعقل (كما قال على بن أبى طالب - رضي الله عنه -) ولو كان الدين بالعقل, لكان الاغتسال من الغائط أوْلى من الاغتسال من الجنابة. ثانياً: لو فرضنا أن المسح كان أسفل الخف.. فماذا يحدث لو كان الخف مليئاً بالتراب؟ إن هذا التراب سيتحول إلى طين لو مسحنا عليه بالماء, وسيلوِّث المساجد. ولا أقول إن هذه هى الحكمة, ولكنها مجرد فكرة, والله أعلم.





الشبهة التاسعة و التسعون (99):
- هل الأغنياء الصالحون عندكم أفضل عند الله من الفقراء الصالحين؟ فإن نبيكم حينما اشتكى له الفقراء من مشاركة الأغنياء لهم فى الذكر والطاعة, وتفوقهم بالعِتق والصدقة, قال لهم: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ}

الرد:
- إن القاعدة المعروفة عند المسلمين هى {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات:13] فالتقوى هى المِعيار الوحيد للتفضيل, فربما تفوق الغنى على الفقير, أو الفقير على الغنى, بناءً على هذه القاعدة, وكلاهما مُبتلَى {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [الأنبياء:35] فالغنى مُبتلَى بغناه {فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ} [الفجر:15] والفقير مُبتلَى بفقره {وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ} [الفجر:16] والقاعدة عند العلماء أنه كلما ثَقُلَ مالُك ثقل حسابُك. ومن رحمة الله سبحانه وتعالى أنه جعل أبواب الطاعات كثيرة جداً, فمن لا يقدر على بعضها, فبوسعه أن يجتهد فى البعض الآخر, فمن لا يقدر على الصدقة, فأبواب الخير كثيرة أمامه, من صيام وقيام, وبر الوالدين, وصلة الرحم, وإحسان إلى الجار... إلخ. ليس هذا فحسب.. بل إن الفقير الذى يتمنى أن يتصدق ولا يملك, فإن الله سبحانه وتعالى يكتب له أجر المتصدقين, قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ثلاث أقسِمُ عليهن: ما نقص مالُ عبدٍ من صدقة, ولا ظُلِمَ عبد مَظلمة صبر عليها, إلا زاده الله عز وجل عِزّاً, ولا فتح عبد باب مسألة, إلا فتح الله عليه باب فقر, وأحدِّثكم حديثاً فاحفظوه, إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً, فهو يتقى فيه ربه, ويصل فيه رَحِمه, ويعمل لله فيه حقاً, فهذا بأفضل المنازل, وعبد رزقه الله تعالى علماً, ولم يرزقه مالاً, فهو صادق النيَّة, يقول: لو أن لى مالاً لعملتُ بعمل فلان, فهو بنِيَّته, فأجرهما سواء, وعبد رزقه الله مالاً, ولم يرزقه علماً, يخبط فى ماله بغير علم, لا يتقى فيه ربه, ولا يصل فيه رَحِمه, ولا يعمل لله فيه حقاً, فهذا بأخبث المنازل, وعبد لم يرزقه الله مالاً ولا علماً, فهو يقول: لو أن لى مالاً لعملتُ فيه بعمل فلان, فهو بنِيَّته, فوزرهما سواء)) [صحيح الجامع:3024] وقد اختلف العلماء أيهما أفضل؟ الغنى الشاكر, أم الفقير الصابر؟ فمنهم من رجح الأول, ومنهم من رجح الثانى. والشاكر ليس معناه الذى يقول الحمد لله, ثم يفعل فى ماله ما يشاء, بدون أى ضوابط شرعية, ولكن الشاكر هو الذى يُصَرِّف نعم الله فيما أرضاه, فلا يخرجه غناه عن طاعة مولاه, مع قوله الحمد لله, قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((نِعْمَ المال الصالح مع الرجل الصالح)) [صحيح ابن حِبّان] والصابر ليس بالمتسخِّط على قَدَر الله, الذى يشتكى لخلق الله, ولكنه الصابر المحتسب, الذى لا يلجأ للكسب الحرام, مهما كان فيه, ولا يشتكى لغير الله, ولا يذل نفسه لأحد سواه, قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من سأل شيئاً وعنده ما يُغنيه, فإنما يستكثر من جمر جهنم)) قالوا: وما يغنيه؟ قال: ((قدر ما يغدّيه ويعشّيه)) [صحيح الجامع:6280] وقال: ((لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتى الجبل, فيجىء بحزمة الحطب على ظهره فيبيعها, فيَكُفّ الله بها وجهه, خير له من أن يسأل الناس, أعطوه أو منعوه)) [صحيح الجامع:5041] (هناك تفاصيل فى كتب الفقه عن الحالات التى يجوز فيها السؤال)
وهل يعيب ديننا أنه يحث على الزكاة والصدقة, فيفتح أبواب الخير للغنى والفقير معاً؟ أما الغنى فسيزيده الله سبحانه وتعالى فى الدنيا {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم:7] وفى الآخرة سيجازيه على طاعته, وامتثال أوامره, وأما الفقير فيسد حاجته فى الدنيا بمعاونة إخوانه, ويجزيه فى الآخرة على صبره خير الجزاء {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر:10] والزكاة جعلها الله سبحانه وتعالى غير مرهقة للغنى, أى أنها ليست عبئاً عليه, فهى رُبع عُشْر ماله إذا بلغ النصاب, ومرَّ عليه عام كامل (مع اختلافات بسيطة فى بعض أنواع المال) وبذلك يسهل عليه إخراجها, ومن ثَمَّ يثاب عليها, أما عندكم فالزكاة تعجيزية, بمعنى أنها تطالب الغنى بالتصدق بكل ماله, إن كان يريد دخول الجنة, وإن لم يفعل فلن يدخلها, وها هو الدليل من كتابكم المقدس:
بِعْ كل مالك ووزّع على الفقراء فيكون لك كنز فى السماء وتعالَ اتبعنى. (لوقا18: 22) فلما سمع رجل غنى ذلك الكلام من المسيح – على نبينا وعليه الصلاة والسلام - حزن لأنه لا يستطيع التصدق بكل ماله, فلما رأى المسيح حزنه قال: ما أعسر دخول ذَوِى الأموال إلى ملكوت الله. لأن دخول جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غنى إلى ملكوت الله. (لوقا18: 24-25)
أما نبينا - صلى الله عليه وسلم - فيقول: ((يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام)) [أخرجه الترمذى وقال حسن صحيح] أى أن الأغنياء لن يُحرموا من دخول الجنة, ولكنهم سيدخلونها بعد الفقراء بخمسمائة عام, وهذا من عدل الله سبحانه وتعالى, لأن الفقراء حُرِموا فى الدنيا, فلابد أن يعوضهم الله يوم القيامة, والله أعلم.


يتبع