الشبهة المائتان ثمانية و سبعون (278):
- إن نبيكم كان يباشر زوجاته أثناء الحيض, مع أن هذا يتعارض مع قول كتابكم: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ} [البقرة:222] وكان يقرأ القرآن فى حجر عائشة وهى حائض.

الرد:

- ورد فى الصحيحين من حديث ميمونة بنت الحارث الهلالية - رضى الله عنها - قالت: كان النبى - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يباشر امرأة من نسائه, أمرها فاتَّزرت وهى حائض. ولها عن عائشة نحوه. وروى الإمام أحمد وأبو داوود والترمذى وابن ماجه, عن عبد الله بن سعد الأنصارى - رضي الله عنه - أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما يحل لى من امرأتى وهى حائض؟ فقال: ((ما فوق الإزار)) وروى ابن جرير أن مسروقاً ذهب إلى عائشة - رضى الله عنها - فقال: السلام على النبى وعلى أهله, فقالت عائشة: مرحباً مرحباً, فأذنوا له فدخل, فقال: إنى أريد أن أسألك عن شىء وأنا أستحى, فقالت: إنما أنا أمك وأنت ابنى, فقال: ما للرجل من امرأته وهى حائض؟ فقالت له: كل شىء إلا الجماع, وفى رواية: ما فوق الإزار.
لقد فهم أعداء الإسلام أن المباشرة هى الجماع, مع أن هذا فيه مغالطة كبيرة, إذ كيف يتم الجماع مع الاتزار؟ إن المباشرة المنهى عنها فى الآية الكريمة هى الجماع, أما ما دون ذلك فهو حلال بالإجماع. أما قراءته القرآن فى حجر السيدة عائشة - رضى الله عنها - فقد روى البخارى عن عائشة أنها قالت: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرنى فأغسل رأسه وأنا حائض, وكان يتكئ فى حجرى وأنا حائض فيقرأ القرأن) فأى عيب فى هذا؟ لقد كان الأوْلى أن يُعَد هذا من الفضائل, بدلاً من جعله من الرذائل.
إن المرأة فى الإسلام مُكرَّمَة, لا ينجسها حيضها, ولا نفاسها, لعموم قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((إن المؤمن لا ينجُس)) [صحيح الجامع:1933] بعكس ما جاء فى الكتاب المقدس من اعتبار الحائض والمستحاضة نجسة, هى وكل ما تلمسه أو يلمسها, بدليل قوله: وإذا كانت امرأة لها سيل وكان سيلها دماً فى لحمها فسبعة أيام تكون فى طمثها وكل من مسها يكون نجساً إلى المساء. وكل ما تضطجع عليه فى طمثها يكون نجساً وكل ما تجلس عليه يكون نجساً. وكل من مس فراشها يغسل ثيابه ويستحم بماء ويكون نجساً إلى المساء. وكل من مس متاعاً تجلس عليه يغسل ثيابه ويستحم بماء ويكون نجساً الى المساء. وإن كان على الفراش أو المتاع الذى هى جالسة عليه عندما يمسه يكون نجساً الى المساء. وإن اضطجع معها رجل فكان طمثها عليه يكون نجساً سبعة أيام. وكل فراش يضطجع عليه يكون نجساً. وإذا كانت امرأة يسيل دمها أياماً كثيرة فى غير وقت طمثها أو إذا سال بعد طمثها فتكون كل أيام سيلان نجاستها كما فى أيام طمثها. إنها نجسة. كل فراش تضطجع عليه كل أيام سيلها يكون لها كفراش طمثها. وكل الأمتعة التى تجلس عليها تكون نجسة كنجاسة طمثها. وكل من مسهن يكون نجساً فيغسل ثيابه ويستحم بماء ويكون نجساً الى المساء (لاويين15: 19-27) وقد ذكرنا أن الحائض عندهم مذنبة, ولابد أن تكفر عن خطيئتها, فى الرد على الشبهة رقم (71)
ونَودّ هاهنا أن نذكِّر الذين يعيبون على نبينا - صلى الله عليه وسلم - مباشرته لزوجاته (رضى الله عنهن) أثناء الحيض, بما جاء فى كتابهم المقدس عن نبى الله داود - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - وهو منه بَراء: وشاخ الملك داود. تقدم فى الأيام. وكانوا يدثرونه بالثياب فلم يدفأ. فقال له عبيده ليفتشوا لسيدنا الملك على فتاة عذراء فلتقف أمام الملك ولتكن له حاضنة ولتضطجع فى حضنك فيدفأ سيدنا الملك. ففتشوا على فتاة جميلة فى جميع تخوم إسرائيل فوجدوا أبيشج الشونمية فجاءوا بها إلى الملك. وكانت الفتاة جميلة جداً فكانت حاضنة الملك وكانت تخدمه ولكن الملك لم يعرفها (الملوك الأول1: 1-4) فهل التدفئة لا تتم إلا باحتضان الفتيات الجميلات الْمُحرَّمات؟, والله أعلم.




الشبهة المائتان تسعة و سبعون (279):
- لقد قاتل نبيكم فى الشهر الحرام, رغم نهى القرآن عن ذلك فى قوله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ} [البقرة:217]

الرد:
- إن المسلمين جميعاً, وعلى رأسهم إمامهم ورسولهم محمد - صلى الله عليه وسلم - هم أحفظ الناس لحرمة الأشهر الحرم, وعدم القتال فيها, واعتبار القتال فيها حدثًا كبيراً, وكأنه كبيرة من الكبائر. ولكن ماذا يفعل المسلمون إذا ما وُوجِهُوا من المشركين بالقتال, والعدوان على الأنفس والأموال والأعراض؟ بل ماذا يفعلون إذا فوجئوا بمن يخرجهم من المسجد الحرام, وهم أهله, وأوْلى الناس به؟ إن قانون (الدفع الحضارى) الذى يقرّه القرآن الكريم لحماية الأرض من الفساد، ثم لحماية بيوت العبادة, سواء كانت للمسلمين, أو اليهود, أو النصارى، والذى عبر عنه القرآن بقوله: {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ} [البقرة:251] وقوله: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً} [الحج:40] هذا القانون هو الذى يحمى الأرض والناس - بأمر الله - من إفساد المتجبرين, وظلم الظالمين, وليس قانون (من ضربك على خدك الأيمن فأدِرْ له خدك الأيسر) وذلك على أساس أن من يمكِّن الله لهم فى الأرض - بما يمنحهم من القوة والثروة والعلم - يجب أن يكونوا صالحين ومصلحين. بمعنى ألا يستخدموا قوتهم وثروتهم وعلمهم فى الطغيان والظلم والإفساد, وإيثار ملذاتهم وشهواتهم, ولكن فى إقامة شرع الله, ورفع الظلم عن المظلومين, وإشاعة الحق والعدل بين العالمين {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج:41] ولأن إقرار حقوق عباد الله فى أرضه, وحماية المستضعفين من بطش المتجبرين, لا يقل حرمة عند الله من حرمة الأشهر الحرم, فقد أبيح القتال فيها لمن ظُلِموا من المسلمين, ومن فُتِنوا فى دينهم, وأُخرجوا من ديارهم ظلماً وعدواناً, وهذا ما تقرره الآية الكريمة التى ذكرت فى السؤال: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ}, والله أعلم.




الشبهة المائتان و ثمانون (280):
- يزعم القرآن أن الأنصار كانوا مثلاً أعلى يُحتَذَى, فيقول: {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر:9] إذن فلماذا انقلبوا على نبيهم فى تقسيم غنائم حُنَيْن؟

الرد:
- إن الأنصار - رضوان الله عليهم -لم ينقلبوا على نبيهم - صلى الله عليه وسلم - طرفة عين, وللإجابة على هذا السؤال, لابد أن نعرف مُلابسات الغزوة. إن سياسة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فى تقسيم الغنائم لم تُفهَم فى أول الأمر, فقد مكث بالْجُعْرانة بضع عشرة ليلة لا يقسمها, لعل أهل هوازن يأتون إليه تائبين, فيحرزوا ما فقدوا, ولكن لم يأته أحد منهم, فبدأ بقسمة المال, ليرضى المتطلِّعين من رؤساء القبائل وأشراف مكة, فكان المؤلفة قلوبهم أول من أعطى, وحظوا بالأنصبة الكبيرة, فأعطى أبا سفيان بن حرب أربعين أوقية ومائة من الإبل, فقال: (وابنى يزيد) فأعطاه مثلها, فقال: (وابنى معاوية) فأعطاه مثلها, وأعطى حكيم بن حزام مائة من الإبل, ثم سأله مائة أخرى فأعطاه إياها, وأعطى صفوان بن أمية مائة من الإبل, ثم مائة (كذا فى الشفاء للقاضى عِياض) وأعطى الحارث بن الحارث بن كِلدة مائة من الإبل, وكذا أعطى رجالاً من رؤساء قريش وغيرها مائة من الإبل, وأعطى آخرين خمسين وأربعين, حتى شاع فى الناس أن محمداً يعطى عطاء من لا يخشى الفقر, فازدحمت عليه الأعراب يطلبون المال, حتى اضطروه إلى شجرة فانتزعت رداءه, فقال: ((يا أيها الناس! ردوا علىَّ ردائى, فوالله لو أن لى بعدد شجر تِهامة نَعَماً لقسمته عليكم, ثم لا تلقَوْنى بخيلاً ولا جباناً ولا كذوباً, يا أيها الناس! ليس لى من هذا الفَىْء شىء, ولا هذه الوبرة, إلا الْخُمْس, والخمس مردود فيكم, فأدُّوا الخياط والمخيط, فإن الغلول يكون على أهله عاراً, وناراً, وشناراً يوم القيامة)) [صحيح الجامع:7883]‌ وبعد إعطاء المؤلفة قلوبهم, أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - زيد بن ثابت - رضي الله عنه - بإحضار الغنائم ثم فرقها عليهم, وكانت هذه القسمة مبنية على سياسة حكيمة, فإن البشر يحتاجون إلى فنون من الإغراء حتى تستأنس بالإيمان قلوبهم, وهناك أقوام كثيرون يقادون إلى الحق من بطونهم لا من عقولهم, ولم يكن الأنصار - رضوان الله عليهم - يعلمون نيته - صلى الله عليه وسلم - فعتبوا عليه, لأنهم حُرِمُوا جميعاً من هذه المغانم, وهم الذين نودوا وقت الشدة بعدما تفرق عنه الناس, فطاروا يقاتلون معه - صلى الله عليه وسلم - حتى تبدل الفرار فى الغزوة انتصاراً بإذن الله, وهاهم يرون أيدى الفارّين مَلأى, وأيديهم خاوية.
وإليكم ما جاء فى مسند الإمام أحمد رحمه الله: عن أبى سعيد الخدرى - رضي الله عنه - قال: لما أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أعطى من تلك العطايا فى قريش وقبائل العرب, ولم يكن فى الأنصار منها شىء, وجد هذا الحى من الأنصار فى أنفسهم (أى غضبوا) حتى كثرت فيهم القالَة, حتى قال قائلهم: لقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قومه, فدخل عليه سعد بن عبادة, فقال: يا رسول الله.. إن هذا الحى قد وجدوا عليك فى أنفسهم لما صنعت فى هذا الفىء الذى أصبت, قسَمْتَ فى قومك, وأعطيت عطايا فى قبائل العرب, ولم يكن فى هذا الحى من الأنصار شىء, قال: ((فأين أنت من ذلك يا سعد؟)) قال يا رسول الله ما أنا إلا امرؤ من قومى وما أنا, قال: ((فاجمع لى قومك فى هذه الحظيرة)) قال: فخرج سعد, فجمع الناس فى تلك الحظيرة, قال فجاء رجال من المهاجرين, فتركهم فدخلوا, وجاء آخرون, فلما اجتمعوا أتاه سعد فقال: قد اجتمع لك هذا الحى من الأنصار, قال: فأتاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحمد الله وأثنى عليه بالذى هو له, ثم قال: ((يا معشر الأنصار مَقالةٌ بلغتنى عنكم وَجْدَةٌ وجدتموها فى أنفسكم, ألم آتِكُم ضُلالاً فهداكم الله؟ وعالة فأغناكم الله؟ وأعداء فألَّف الله بين قلوبكم؟)) قالوا: الله ورسوله أَمَنُّ وأفضلُ, قال: ((ألا تجيبونى؟)) قالوا: وبما نجيبك يا رسول الله, ولله ولرسوله المنُّ والفضل؟ قال: ((أمَا والله لو شئتم لقلتم فلصَدَقْتُم وصُدِّقْتُم: أتيتَنا مكذوباً فصدَّقناك, ومخذولاً فنصرناك, وطريداً فآويناك, وعائلاً فأغنيناك, أوجدتم فى أنفسكم يا معشر الأنصار فى لُعاعَة من الدنيا, تألَّفتُ بها قوماً ليُسْلِموا, ووكلتكم إلى إسلامكم؟ أفَلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير, وترجعون برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى رحالكم؟ فوالذى نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنتُ امرأً من الأنصار, ولو سلك الناس شِعباً, وسَلَكَت الأنصار شِعباً, لسلكتُ شِعب الأنصار, اللهم ارحم الأنصار, وأبناء الأنصار, وأبناء أبناء الأنصار)) قال: فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم, وقالوا: رضينا بالله قِسْماً وحظاً, ثم انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتفرقنا.
يتضح مما سبق أن الأنصار - رضوان الله عليهم - لم يتطاولوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يسيئوا معه الأدب, ولكن غاية ما ظنوه وقالوه, إنه لقى قومه بعد فراق دام لعدة سنوات, فأكرمهم بالعطايا, ولم يزيدوا على ذلك, فهم والمهاجرون خِيرَة خلق الله بعد نبيهم - صلى الله عليه وسلم -, فرضى الله عنهم وأرضاهم.
وقد جاء فى الكتاب المقدس عن تلاميذ المسيح - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - ما هو أشد بكثير من اعتراض الصحابة - رضوان الله عليهم - على قِسْمَة نبيهم - صلى الله عليه وسلم -, فقد انتهره بطرس (وهو أكبر تلاميذه) واستكثروا عليه الطِّيب الغالى, وأسلَمَه أحدهم (على حد قولهم) لليهود ليقتلوه, وكان أحدهم سارقاً, وحدثت مشاجرة بين برنابا وبولس:
فأخذه بطرس إليه وابتدأ ينتهره (متى16: 22)
وفيما كان يسوع فى بيت عِنيا فى بيت سمعان الأبرص تقدمت إليه امرأة معها قارورة طِيب كثير الثمن فسكبته على رأسه وهو متكئ. فلما رأى تلاميذه ذلك اغتاظوا قائلين لماذا هذا الإتلاف. لأنه كان يمكن أن يُباع هذا الطيب بكثير ويُعطى للفقراء. فعلم يسوع وقال لهم لماذا تزعجون المرأة فإنها قد عملت بى عملاً حسناً. لأن الفقراء معكم فى كل حين. وأما أنا فلستُ معكم فى كل حين. (متى26: 6-11)
وكان يهوذا مُسَلِّمُهُ يعرف الموضع. لأن يسوع اجتمع هناك كثيراً مع تلاميذه. فأخذ يهوذا الْجُنْد وخدّاماً من عند رؤساء الكهنة والفريسيين وجاء إلى هناك بمشاعل ومصابيح وسلاح. (يوحنا18: 2-3) رغم أن (يهوذا) كان من الاثنى عشر رسولاً الذين اختارهم المسيح ليكونوا وكلاء عنه فى تبليغ دعوته. وقد كان لِصّاً كما يتضح من النَّص التالى:
ثم قبل الفِصْح بستة أيام أتى يسوع إلى بيت عنيا... فأخذت مريم منا من طيب ناردين خالص كثير الثمن ودهنت قدمَى يسوع ومسحت قدميه بشعرها. فامتلأ البيت من رائحة الطيب. فقال واحد من تلاميذه وهو يهوذا سمعان الإسخريوطى الْمُزْمِعُ أن يُسَلَّمَهُ لماذا لم يُبَع هذا الطِّيب بثلاثمئة دينار ويُعْطَ للفقراء. قال هذا ليس لأنه كان يبالى بالفقراء بل لأنه كان سارقاً وكان الصندوق عنده وكان يحمل ما يُلْقَى فيه. (يوحنا12: 1-6)
ثم بعد أيام قال بولس لبرنابا لنرجع ونفتقد إخوتنا فى كل مدينة نادينا فيها بكلمة الرب كيف هم. فأشار برنابا أن يأخذا معهما أيضاً يوحنا الذى يُدعَى مرقس. وأما بولس فكان يستحسن أن الذى فارقهما من بمفيلية ولم يذهب معهما للعمل لا يأخذانه معهما. فحصل بينهما مشاجرة حتى فارق أحدهما الآخر. (أعمال الرسل15: 36-39), والله أعلم.