رفع المسيح و صلب شبيهه

هكذا إذن التقت مصلحة الحكام الرومان و الطغمة الفاسدة من كُهّان المعبد في معاداة المسيح عليه السلام و أتباعه. و في هذه الظروف وقعت المؤامرة ضده فصُلِب رجل آخر مكانه, ربّما هو يهوذا الأسخريوطي:

" و لما دنت الجنود مع يهوذا من المحل الذي كان فيه يسوع , سمع يسوع دنو جم غفير , فلذلك انسحب إلى البيت خائفا , و كان الأحد عشر نياما , فلما رأى الله الخطر على عبده أمر جبريل و ميخائيل و رفائيل و أوريل سفراءه أن يأخذوا يسوع من العالم , فجاء الملائكة الأطهار و أخذوا يسوع من النافذة المشرفة على الجنوب , فحملوه و وضعوه في السماء الثالثة في صحبة الملائكة التي تسبح الله إلى الأبد , و دخل يهوذا بعنف إلى الغرفة التي أصعد منها يسوع , و كان التلاميذ كلهم نياما , فأتى الله العجيب بأمر عجيب , فتغير يهوذا في النطق و في الوجه فصار شبيها بيسوع , حتى أننا اعتقدنا أنه يسوع , أما هو فبعد أن أيقظنا أخذ يفتش لينظر أين كان المعلم , لذلك تعجبنا و أجبنا : أنت سيدنا هو معلمنا أنسيتنا الآن ؟ , أما هو فقال مبتسما : هل انتم أغبياء حتى لا تعرفون يهوذا الإسخريوطي , و بينما كان يقول هذا دخلت الجنود و ألقوا أيديهم على يهوذا لأنه كان شبيها بيسوع من كل وجه " إنجيل برنابا ص 308 "

" و أُسْلِمَ يهوذا للكتبة و الفريسيين كأنه مجرم يستحق الموت , و حكموا عليه بالصلب و على لصين معه , فقادوه إلى جبل الجمجمة حيث اعتادوا شنق المجرمين , و هناك صلبوه عريانا مبالغة في تحقيره " إنجيل برنابا ص 314 "

”حتى يذوق العذاب لوشايته برجل آخر” (2)

شكّل الاعتقاد الخاطئ بأن المصلوب هو المسيح – و هي الفكرة التي دافع عنها بحماس شديد شاؤول الطرسوسي- أول أسباب الانشقاق داخل الكنيسة في أولى أيامها:

”أولئك التلاميذ الذين لا يخشون الرب سرقوا في الليل جسد يهوذا و أخفوه, ثم أشاعوا أن يسوع انبعث, فنجم عن ذلك بلبلة عظيمة. كبير الكهان منع الكلام حول يسوع الناصري مهددا بعقوبة اللعنة. هكذا انطلقت حملة عظيمة من الاضطهاد؛ البعض رُجموا, الآخرون جُلدوا و غادر الكثيرون البلاد لعدم استطاعتهم العيش في سلام في هذه الوضعية” (3).

يتبع إن شاء الله