>>
ولأن نظام الريش في أجسام الطيور هو نظام متكامل - رغما ًعن أنف الملحدين والتطوريين!! - فعلى الطائر أن يحتفظ بريشه نظيفا مرتبا وجاهزا دوماً للطيران أو غيره من الوظائف .. ولذلك وهب الله تعالى أغلب الطيور بغدة زيتية موجودة أسفل الذيل !!.. حيث يقوم بصيانة ريشه بواسطة هذا الزيت ويُلمعه !!.. كما أن عملية التشميع والتلميع هذه : تقي ريش مختلف الطيور من البلل عندما تسبح أو تغطس أو تطير في الأجواء الممطرة !!!.. وهي مهمة أخرى للريش بجانب حفظه لدرجة حرارة جسم الطائر من الهبوط في الجو البارد : كما تحفظ برودته في الجو الحار عن طريق التصاق الريش بالجسم !!..
ومع العلم أيضا ًبأن أغلب الطيور يتساقط ريشها - بالتدريج - في العام مرة أو مرتين : لينتج عنه ريشٌ جديد ..!
وقد يقوم الطائر نفسه بنتف ريشه لذات الغرض ..
ويتم ذلك بالتدريج كما قلت : حتى لا يؤثر سلبا ًعلى حياة الطائر وتدفئته أو قدرته على الطيران ...
ولهذا الريش المتساقط أو المنتوف مكانا ًفي حياة البشر !!!..
فمنهم مَن يستخدمه في حشو الوسائد .. ومنهم مَن يتخذ ريشه الكبير المُزخرف للزينة في الملابس والقبعات ونحوه ...


>>
وللتكوين الفريد للريش ووظيفته : كان دوما ًعلامة ًفاصلة ًكما رأينا من قبل : لتكذيب ادعاءات التطوريين بخصوص تطور الطيور من الديناصورات : ومحاولة افتراء حلقات وسيطة في ذلك كعادتهم - والتي لا يصدقها إلا المخدوعون -
حيث في عام 1996 أثار علماء المتحجرات القديمة ضجة حول متحجرات ما يُسمّى بالدينصور ذي الريش : والمكتشف في الصين (والمعروف باسم سينوسوروبِتْركس sinosauroptryx).. ومع ذلك : ففي عام 1997 : تم الكشف عن أن هذه المتحجرات : لا شأن لها ولم تكن تملك أي تركيب مشابه لريش الطيور !!!..
Plucking the Feathered Dinosaur», Science, Vol. ,872 41 November ,1997 p. 1229


وكذلك يعلن آلان فيدوشيا : عالم تشريح الطيور المشهور :
" إن كل مواصفة من مواصفات الريش : تملك خاصية أيروديناميكية (أي ديناميكية-هوائية)!!.. فهي خفيفة إلى أقصى حد !!.. ولديها المقدرة على الارتفاع : والتي تقل عند السرعات المنخفضة !!.. ويمكنها العودة إلى أوضاعها السابقة بكل سهولة " !!..
ثم يواصل قائلاً :
" لا أستطيع أن أفهم أبداً : كيف يمكن لعضو مصمم بشكل مثالي للطيران : أن يكون قد ظهر نتيجة ضرورة أخرى عند البداية " !!..
Douglas Palmer, «Learning to Fly» (Review of The Origin of and Evolution of Birds by Alan Feduccia, Yale University Press, 1996), New Scientist, Vol. ,153 March, 1 ,1997 p. 44


ويقول لاري مارتن : اختصاصي الطيور القديمة بجامعة كنساس :
" لأصدُقَك القول .. إذا اضطرِرْتُ إلى تأييد الفكرة القائلة بأن أصل الطيور هو الديناصورات بصفاتها الحالية : فسأشعر بالخجل في كل مرة أضطر فيها للنهوض والتحدث عن هذا الموضوع " !!..
Pat Shipman, "Birds Do It... Did Dinosaurs


>>
وأما ميكا###ية الطيران لمَن يريد أخذ فكرة ...
فالقسم الخلفي لجناحي الطائر : ينثني للأسفل قليلاً : وبذلك يصطدم الهواءَ المار من أسفل الجناح بهذا الانثناء ويتكاثف .. وبهذا يرتفع الطائر باتجاه الأعلى .. وأما الهواء المار من القسم الأعلى للجناح : فيدفع القسم الأمامي في الجناح للأعلى .. فيقِل بذلك ضغط الهواء الذي فوق الجناح : مما يَجْذِب الطائر إلى الأعلى هو الآخر !!!.. < صدفة !! >





فإذا كان هناك مجرى هواء كاف : فإن قوة الجاذبية تلك المتكونة فوق الجناح : مع قوة الرفعتحت الجناح : كليهما تكفي لتعلق الطائر في الجو !!.. حيث تستطيع الكثير من الطيور البقاء في الجو لساعات : باستخدام الرياح الصاعدة فقط : ودون حتى أن ترفرف بجناحيها !!.. وهو ما يُسمى بالتحليق .. ويعطي التحليق الفرصة للطيور لزيادة مسافة الطيران لمسافات بعيدة : لأنه يُقلل كثيرا ًمن الطاقة المبذولة في الرفرفة بالجناحين ..


وأما بعض الطيور : فتكوّن بنفسها تيار الهواء الذي يلزم أن يكون تحت جناحيها .. ولهذاترفرف بالجناح وكأنها تجدف به في الهواء !!.. وطريقة ذلك أنه أثناء رفع جناحيه إلى الأعلى : يضم نصفه باتجاه الداخل .. وهكذا يقلل احتكاك الهواء به !!.. ثم يتفتح جناحه كاملاً :عندما ينزل باتجاه الأسفل !!.. وتتداخل الريشات بعضها في بعض في كل حركة : ولكن يبقى القسم الأسفل أملسَ : رغم تغيرِ حركةِ الجناح في كل لحظة !!!.. وذلك في صورة كاملة في الديناميكية الهوائية !!!..
ولذلك فطائر مثل البط مثلا ً: وبفضل بنيته الديناميكية الهوائية الرائعة : يُرى وكأنه يحلق في الجو ببطء : رغم أن طيرانه قد يصل لسرعة 70 كيلو مترا ًفي الساعة تقريباً !!!..
كما أن لريش ذيل الطيور فائدة كبرى في التوجيه كدفة السفينة في الطيران وزيادة التحكم فيالمناورات بذلك ..!! كما أنه يعمل كفرامل أيضا ً!!..


>>
آخر ما يمكن إضافته هنا :
هو بخصوص سلوك عجيب للطيور أثناء هجراتها الجماعية الطويلة ..
حيث بحساب وزن الطائر - الدهون - قبل الهجرة وبعدها : ثم مقارنته بمقدار الطاقة اللازم لطيرانه طوال هذه الفترة (قد تصل لـ 88 ساعة طيران متواصل) .. وجدوا شيئا ًغريبا ًألا وهو : أن الطاقة المفترضة لهذا السفر الطويل المتواصل : كانت أكثر من التي بذلها الطائر بالفعل في رحلته !!!.. فكان السؤال هو :
أين ذهب هذا الفرق في الطاقة ؟!.. وكيف وفره الطائر ؟!..


وبالبحث :
وجد العلماء أن الطيور في أسرابها تتخذ دوما ًهذا الشكل (( > )) !!!..
حيث يكون رأس الشكل : هو الطائر الذي في المقدمة .. وهو يبذل الجهد العادي في الطيران وشق الهواء بجناحيه ..
ثم يليه طائران على جانبيه .. ويكون جهدهما في الطيران أخف .. وهكذا تتدرج الطاقة المبذولة للرفرفة عبر سرب الطيور !!..
فيكون أخفها مشقة هما الطائران الأخيران !!!!..
ثم تعمل الطيور على تبديل أماكنها كل فترة !!.. وسبحان مَن خلق فهدى !!!!!!..


-----------
-------------------
--------------------------


وأخيرا ً........
أجنحة النعامة .. البطريق .. الدجاج ..


أقول ...
الحديث عموما ًعن أجنحة الطيور : يطول ويطول ويطول ...
فمن عضلاتها الفريدة : والتي لو افترضنا تقليد الإنسان بيديه لها : لاحترقت عضلاته !!!!..
إلى التنوع الرهيب في أشكال وأطوال تلك الأجنحة حسب أماكن تحليقها - فوق البر أو البحر إلخ - وحسب نوع الطائر وحياته وطبيعته !!.. حيث الأجنحة القصيرة والمتينة مثلا ً:للمناورات المتتابعة !!.. وبعض الأجنحة تكون ضيقة وحادة : للطيران السريع !!.. وبعض الأجنحة تكون طويلة وواسعة : للطيران في ارتفاع ٍعال !!.. وبعض الأجنحة تكون طويلة وضيقة : للتحليق في الجو بسهولة !!..


من كل ذلك :
نعرف - وكما أشرت في أول هذه المشاركة - أن لله تعالى تقديرا ًحكيما ًفي إعطاء كل طائرلدور معين في الحياة : لا يستطيع الحيدة عنه إلى غيره .. وكل ذلك في منظومة بديعة من توازن البيئة بكائناتها الحية المختلفة على كوكب الأرض !!!..


>>> فالنعامة :
لم يخلقها الله تعالى أصلا ًلتطير !!.. بل خلقها لتعيش على الأرض في البراري - وهي هنا عكس الدجاج كطيور داجنة - .. ولذلك عوضها بسرعة الجري الرهيبة : عن الطيران ...!
حيث قد تصل سرعة الجري عند النعامة إلى 55 : 65 كيلومتر في الساعة (وقد تصل لـ 80 كيلومتر في الساعة) !!..
وللحصول على هذه السرعة الرهيبة (أسرع طائر في الجري) : فإن جناحي النعامة قصيران .. وهذا من جهة لا يعيق جريها إذا ما فتحتهما قليلا ًللتوجيه في الجري والمناورات أو غير ذلك .. ومن الجهة الأخرى تستخدمهما النعامة أحيانا ًفي ضرب الهواء لزيادة السرعة أو القفز ..!!
وأقدام النعام هنا تحتوي خلقا ًمميزا ًمن العضلات والأوتار القوية لمَن أراد البحث في ذلك للاستزادة !!!..
وكمثال فقط :
فإن سيقانها الطويلة والرفيعة والقوية : يبلغ طول عضلة الساق 60 سم : من الكعب لأعلى الساق فقط !!.. وهذه العضلة : هي التي تعطي النعامة السرعة
والقوة في الجري
.. بحيث يمكن أن تصل المسافة بين قدميها أحيانا ًإلى 8 أمتار تقريبا ً!!!!..





< ملحوظة عن النعام ...
هناك مسابقات جري ليست بين النعام فقط ولكن : وعلى ظهورها متسابقين من البشر !!!!..
كما أن مفهوم دفن النعامة لرأسها في الأرض جُبنا ًمن الأعداء : هي مقولة ليست صحيحة بالمرة
- وإلا لمات كل النعام وانقرض - !!!.. بل لذلك حالات يجب أن نعرفها وهي : حالة وضعها لرأسها على الأرض أو الرمال : لاستماع دبيب أقرب الحيوانات أو الأعداء منها .. وحالة وضعها لرأسها في الأرض للحظات : لمعرفة قدر الرطوبة فيها وهل هي مناسبة للاستقرار أم لا .. وحالة أخرى إذا رأت عدوا ًمقتربا ًمنها وهي معها بيضها أو صغارها .. فتجلس النعامة على الأرض مُفترشة وتخفي رأسها وعنقها الطويل على الرمال : وتسكن على ها الوضع حتى تظهر وكأنها صخرة : فينخدع بها العدو ويتركها ويمضي في حال البيض .. أو في حالة الصغار ينشغل بها عدوها : حتى يستطيعون الهرب : ثم تلحق هي بهم بسرعتها الرهيبة !!.. جدير بالذكر أن ذكر النعام يكون ريشه أسود في أغلبه .. وأنثى النعام تتميز بلون الريش الجبلي أو الترابي لحمايتها مع صغارها في التخفي والتمويه في البراري : رغم أن الاثنان يتناوبان الجلوس على البيض ليلا ًونهارا ً>


>>> وأما البطريق :
فلم يخلقه الله تعالى هو الآخر للطيران وإنما :
للعيش غالبا ًفي المناطق المتجمدة والمياه الباردة الشديدة البرودة !!!.. بجانب وجوده أحيانا ًعلى الشواطيء الحارة بجوار الماء ..
وهو وإن كان صاحب المشية المعروفة الشهيرة القصيرة الخطوة : إلا أنه بقدميه هاتين وبجناحيه المهيآن للغوص :
فهو سباح ماهر في الماء !!!!..
وقد تصل سرعة سباحته وغوصه إلى 24 : 32 كيلومتر في الساعة !!!!..
وهو في غوصه وسباحته يستخدم جناحيه كزعنفتين .. ويخلو ريشه بالطبع من الريش الكبير ..
بل وحتى ريش الجناحين : هو أصغر من باقي ريش الجسم وأقسى منه ولذلك : يبدو للناظر بصورة الأملس الصقيل !!..
وتتميز أنواع البطريق بنسق وألوان ريش الرأس ..


وأما لرؤية التكامل الإعجازي في خلق الله تعالى لهذا البطريق وحياته في المناطق القطبية والشديدة البرودة :
1- تقوم دورته الدموية والتي تصل للريش كما رأينا بتعديل حرارة جسمه بشكل مستمر ..
2- وهو يملك أيضًا طبقة من الدهون : تساعده على مقاومة البرد الشديد ..
3- كما يملك أيضا ًبين جلده وريشه : زغبًا كما قلنا : يحبس الهواء : ويؤمن له طبقة عازلة إضافية ..
4- يلتقط ريشه الأسود على ظهره حرارة الشمس : ويساهم في تدفئته ..
5- وأخيرًا : عندما يقف بثبات في موسم البرد : فهو يقف على قدميه وذيله فقط : وبالتالي : يتجنب أي اتصال مباشر لجسده مع الأرض المتجمدة !!..


ورغم كل هذه الإمكانات للحفاظ على درجة حرارته : إلا أنه يحتاج بالإضافة إلى كل ذلك : إلىالحركة الدائمة دون توقف : إذا ما غاص في الماء الذي تبلغ درجة حرارته الصفر أو أقل !!!..
وأما إذا تعرض البطريق للجو شديد الحرارة كما في بعض الشواطيء : فيقوم عندها بكل بساطة بفرد جناحيه لخفض حرارته ...!





< ملحوظة عن البطريق ...
حيث أن البطريق يعيش غالبا ًفي جماعات كبيرة العدد ...
فهو ليس في حاجة لأن يكون جسده كله باللون الأبيض للتخفي وسط الجليد من أعدائه كالدب القطبي مثلا ً!!!..
وإنما وهبه الله تعالى ريشا ًظهريا ًأسودا ًكما قلنا وكما هو معروف بشكله الشهير : لتجميع أشعة الشمس لجسده للتدفئة بقدر الإمكان !!!!..
فسبحان العاطي الوهاب
> .