الصـــــــبـــــر


هو حبس النفس على طاعة الله بالمحافظة عليها دواماً ,


ورعايتها إخلاصاً , و تحسينها علماً .


هو كــف النفس عن المعاصي , و ثباتها في مقابلة الشهوات و مقاومة الهوى


هو الرضى بقضاء الله و قدره دون شكوى فيه و لا معه .

الصبر

(( عقبات في طريق الصبر ))



لا بد لمن أراد أن يعتصم بعروة الصبر الوثقى أن يخدر من الآفات التي تعتري

النفس البشرية , فتعيق الصبر , وتعترض طريقه , هــــي :


1- الاســــتــــعـــجــــال .



الإنسان مولع بالعاجل لأنه خلق من عجل على حد قوله تعالى :


((خُلق الإنسان من عجل ((


فإذا أبطأ الخير عن الإنسان نفذ صبره , وضاق صدره ناسياً أن لكل أجل كتاب


مسمى , و أن الله لا يعجل بعجلة الخلق .


و ليعلم العبد أن لكل ثمرة أوان لنضوجها , فيحسن عندئذٍ قطافها , و الاستعجال


لا ينضجها بل يهلكها , و قديماً قيل :



)من استعجل الشيء قبل أوانه , عـــــوقـــب بــــحـــرمــــانـــــه(


و لهذا خاطب الله رسوله قائلاً :


[فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل و لا تستعجل ]




2- الغــــــــضـــــــب .




قد يرى المسلم ما يكره , و يسمع ما يؤذيه فيستفزه الغضب إلى الأعراض عن الناس

و النفور منهم , و من ثم إلى اليأس و القنوط و هما آفة الصبر .


فيجب على المسلم أن يصبر على أذى الناس و إعراضهم عن دعوته ,


و يعاودهم المرة بعد المرة عسى أن يهدي الله به رجلاً و احداً , فيكون خيراً له


مما طلعت عليه الشمس .


3- الضــــــيـــــق
.


الصبر    لرسوله الكريم :
[و اصبر و ما صبرك إلا بالله و لا تحزن عليهم و لا تكُ في ضيقٍ مما يمكرن ]


إن الإيمان و الكفر و الهدى و الضلال لا يستطيع الإنسان أن يجلبها لمن أحب و

يدفعها عنه ,

و إنما عليه التذكير و النصيحة و البيان و البلاغ .


4- الـــيـــأس .



اليأس آفة الصبر الكبرى , لأنها تطفىء سراج الأمل , فيترك العبد العمل ,


و يخلد إلى الكسل .

و لهذا حرص القرآن الكريم و السنة المطهرة على غرس بذور الأمل في نفوس المؤمنين .

قــــال تـــعــــالــــــى :

[ و لا تهنوا و لا تحزنوا و أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين]



و ما ذلك الإ لأن الأمل أعظم معوان على الصبر على طول الطريق و قلة الرفيق ,


و خاصة في زمن الغربة الذي نعيشه , فاللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ,



و افرغ علينا صبراً , و توفنا مسلمين , و ألحقنا بالصالحين .

hgwfv