الإشراقة الأولى (الابتلاء)
الاختبار , ويكون بالخير والشر . والابتلاء سنة من سنن الله , جارية على حملة الدعوات منذ فجر التاريخ , وقد يكون صعباً على النفوس , ولكن يرفع الله به درجة الأنبياء ويمحو الله به خطايا الصالحين . والمؤمن يرجو ألا يتعرض لبلاء الله وامتحانه , بل يتطلع إلى عافيته ورحمته .
((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَْمْوالِ وَالأَْنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِين))
عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عنه بها , حتى الشوكة يشاكها ) متفق عليه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول صلى الله عليه وسلم قال : (من يرد الله به خيراً , يصب منه ) رواه مالك والبخاري .
من أقوال السلف :
1. قال الفضيل بن عياض رحمه الله : من شكا مصيبة نزلت به فكأنما شكا ربه .
2. قال حكيم : البلاء سراج العارفين , ويقظة المريدين , وهلاك الغافلين .
3. قيل : أربع من كنوز الجنة : كتمان المصيبة , وكتمان الصدقة , وكتمان الفاقة , وكتمان الوجع .
القصة :
يقول أنس رضي الله عنه : ذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم له غبنه إبراهيم ونفسه تقعقع , فأخذه صلى الله عليه وسلم واحتضنه وهو في سكرات الموت , ويبكي عليه الصلاة والسلام وهو يقول : (إنا لله وإنا إليه راجعون , تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزنون)
يحكى أن شريحاً سمع أحدهم وهو يشتكي بعض ما غمه لصديق له , فأخذ بيده وقال : إياك والشكوى إلى غير الله , فإن لا يخلو من تشكو إليه أن يكون صديقاً أو عدواً , فأما الصديق فتحزنه و لا ينفعك , وأما العدو فيشمت بك . انظر إلى عيني هذه – أشار إلى أحدى عينيه – فو الله ما أبصرت بها شخصاً ولا طريقاً منذ خمس عشر سنة , وما أخبرت بها أحداً إلى هذه الغاية , أما سمعت قول العبد الصالح : إنما أشكو بثي وحزني إلى الله , فاجعله مشكاك ومحزنك عند كل نائبة تنوبك , فإنه أكرم مسؤول , وأقرب مدعو .hgYavhrm hgH,gn (hghfjghx)
المفضلات