السلام عليكم
[poem=font="simplified arabic,6,purple,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فالمرسلات تسوق العاديات إلى =غزو العداة وتجويز صباحَ مَسا
كأنما البحر أضحى للجياد مَدىً= وكل عُشبْة ماء حُوّلت فَرَسا
كأنما اقترب البرَّان واتصلا=فصار ذاك طريقاً للورى يَبِسا[/poem]

[frame="7 10"]فلما وصلت عساكر المسلمين بلاد الأندلس انتشرت بين مدينة طريف إلى الجزيرة الخضرة، جاز أمير المسلمين أبو يوسف في آخرهم في خاصته ووزرائه وخُدَّام دولته، ومعه جماعة من صلحاء المغرب، وكان جوازه يوم الخميس 21 صفر 674هـ وفي الأندلس تلقاه ابن الأحمر والرؤساء من بني اشقيلولة بعساكرهما، واهتزت الأندلس فرحاً وسروراً واستبشاراً بقدومه.
وكان بين محمد الفقيه ابن الأحمر وبين اشقيلولة منافسة ومخاصمة
وشحناء، فعمل أبو يوسف على إزالتها وأصلح بينهما، وتصافت القلوب وتعاهدوا على التقوى والجهاد ورجع محمد الفقيه إلى غرناطة لترتيب أمورها وسار بنو أشقيلولة إلى مالقة، ومضى المجاهد أبو يوسف بجيشه الجرار قاصداً جهاد النصارى، ولم يعقد، ولم يبال أو يكترث بمن سار عنه أو قعد أو أبطأ أو تخلّف، ولم تستطب جفونه مناماً، ولم يلتذ شراباً ولا طعاماً، ولم يزل يجد الرحيل، ويوالي المسير، حتى وصل إلى الوادي الكبير، فعقد هنالك لولده الأمير أبي يعقوب يوسف على مقدِّمته وقدَّمه بين يديه مع الأدلاء في جيش من خمسة آلاف فارس من شجعان بني مرين والعرب، فتقدم والدَهُ بمرحلة، وسار أبو يوسف في أثر ابنه في جميع جيوشه، فانتشرت عساكر المجاهدين في أرض الإسبان، ووصل إلى حصن المقورة مابين قرطبة واشبيلية ودخل حصن (بلمه) عنوة بالسيف، ثم سار إلى أحواز قرطبة ثم إلى إستجه.
ووصلت الأخبار إلى أبي يوسف بتحرك حشود النصارى بقيادة "دونونة" في جيش كبير في ثلاثين ألف فارس، وستين ألف راجل قاصدين هزيمة جيش المسلمين وأخذ ما في أيديهم من الغنائم.
[/frame]