من منا لا تحن نفسه إلى الأندلس ؟!! أنا شخصيا أعشق الأندلس و أود لو يعود بي
الزمان حين كانت في ظل الإسلام لأعيش أيامها الغابرة .. نعم ، تحن النفس للأندلس ..
و تحزن لسقوطها أسفا على سؤدد أضعناه !! و ها هو أبو البقاء الرندي يسطر قلمه
أجود ما كُتب في هذه المناسبة .. فتعالوا نحن جميعا إلى الأندلس

[poem=font="traditional arabic,7,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/21.gif" border="inset,8,sienna" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لِكُـلِّ شَـيءٍ إِذَا مَا تَـمَّ نُقصَـانُ = فَلاَ يُغَـرَّ بِطِيـبِ العَيـشِ إِنسَـانُ
هِيَ الأُمُـورُ كَمَـا شَاهَدتُهـا دُوَلٌ = مَـنْ سَـرَّهُ زَمَـن سَاءَتـهُ أَزمَـانُ
وَهَذِهِ الـدَّارُ لاَ تُبقِـي عَلَـى أَحَـدٍ = وَلاَ يَـدُومُ عَلَى حَـالٍ لَهَـا شَـانُ
يُمَزِّقُ الدَّهرُ حَتـماً كُـلَّ سَابِغَـةٍ = إِذَا نَبَـت مَشـرَفِيَّـات وَخرصَـانُ
وَيَنتَضِي كُلَّ سَيـفٍ لِلفَنَـاءِ وَلَـو = كَانَ ابنَ ذِي يَزَن وَالغِمـدِ غمـدَانُ
أَينَ المُلوكُ ذَوِي التِيجَـانِ مِنْ يَمَـنٍ = وَأَيـنَ مِنهُـم أَكَـالِيـلٌ وَتيجَـانُ
وَأَينَ مَـا شَـادَهُ شَـدَّادُ فِـي إِرَمٍ = وَأينَ مَا سَاسَه فِي الفُـرسِ سَاسَـانُ
وَأَينَ مَا حَـازَهُ قَـارُونُ مِِنْ ذَهَـبٍ = وَأَيـنَ عَـادٌ وَشَـدَّادٌ وَقَحطَـانُ
أَتَى عَلَى الكُـلِّ أَمـرٌ لاَ مَـرَدَّ لَـهُ = حَتَّى قَضوا فَكَأَنَّ القَـومَ مَا كَانُـوا
وَصَارَ مَا كَانَ مِنْ مُلكٍ وَمِن مَـلِكٍ = كَمَا حَكَى عَنْ خَيالِ الطَيفِ وَسِنانُ
دَارَ الـزَّمَـانُ عَلَـى دَارا وَقَاتِلِـهِ = وَأَمَّ كِـسـرَى فَمَـا آوَاهُ إِيـوانُ
كَأَنَّمَا الصَعبُ لَمْ يَسهُـل لَهُ سَبَـبٌ = يَـوماً وَلاَ مَـلَكَ الدَّنيَـا سُلَيمَـانُ
فَجـائِـعُ الدَّهـرِ أَنـواعٌ مُنَوَّعَـةٌ = وَلِلـزَمـانِ مَـسـرّاتٌ وَأَحـزَانُ
وَلِلـحَـوادِثِ سَلـوانٌ يُهـوِّنُهَـا = وَما لِمَـا حَـلَّ بِالإِسـلامِ سَلـوانُ
دَهَى الجَزيـرَةِ أَمـرٌ لاَ عَـزَاءَ لَـهُ = هَوَى لَـهُ أُحُـدٌ وَانْهَـدَّ ثَهـلانُ
أَصَابَهَا العَينُ فِي الإِسلامِ فَارتَـزَأتْ = حَتَّى خَلَـت مِنـهُ أَقطَـارٌ وَبُلـدَانُ
فَاسـأَل بَلَنسِيـةً مَا شَـأنُ مرسِيَـةٍ = وَأَيـنَ شَاطِبـة أَم أَيـنَ جَـيّـانُ
وَأَيـنَ قُرطُبَـةُ دَارُ العُلُـومِ فَكَـم = مِنْ عالِـمٍ قَدْ سَمَا فِيهَـا لَهُ شَـانُ
وَأَينَ حِمصُ وَمَا تَحويِـهِ مِنْ نُـزَهٍ = وَنَهرُهَا العَـذبُ فَيَّـاضٌ وَمَـلآنُ
قَوَاعِدُ كُـنَّ أَركَـانَ البِـلادِ فَمَـا = عَسَى البَقَـاءُ إِذَا لَمْ تَبـقَ أَركَـانُ
تَبكِي الحَنيفِيَّةُ البَيضَـاءُ مِنْ أَسَـفٍ = كَمَا بَكَى لِفِـراقِ الإِلـفِ هَيـمَانُ
عَلَى دِيـارٍ مِـنَ الإِسـلامِ خَالِيَـةٍ = قَدْ أَقفَـرَت وَلَها بالكُفـرِ عُمـرَانُ
حَيثُ المَسَاجِدُ قَدْ صَارَت كَنائِـسَ مَـا = فِيهِـنَّ إِلاَّ نَواقِيـسُ وَصلبَـانُ
حَتَّى المَحَارِيبُ تَبكِي وَهيَ جَامِـدَةٌ = حَتَّى المَنَابِرُ تَبكِـي وَهـيَ عِيـدَانُ
يَا غَافِـلاً وَلَهُ فِي الدَّهـرِ مَوعِظَـةً = إِنْ كُنتَ فِي سنَةٍ فَالدَّهـرُ يَقظَـانُ
وَمَـاشِيـاً مَرِحـاً يُلهِيـهِ مَوطِنُـهُ = أَبَعدَ حِمـص تَغُـرُّ المَـرءَ أَوطَـانُ
تِلكَ المُصِيبَـةُ أَنسَـت مَا تَقَدَّمَهـا = وَمَا لَهَا مِنْ طِـوَالِ المَهـرِ نِسيـانُ
يَـا أَيُّهَـا المَـلكُ البَيضَـاءُ رَايَتُـهُ = أَدرِك بِسَيفِكَ أَهلَ الكُفرِ لاَ كَانُـوا
يَا رَاكِبينَ عِتَـاقَ الخَيـلِ ضَامِـرَةً = كَأَنَّهَا فِي مَجَـالِ السَبـقِ عُقبَـانُ
وَحَامِليـنَ سُيُوفَ الـهِندِ مُرهَفَـةً = كَأَنَّهَـا فِي ظَـلامِ النَقـعِ نِيـرَانُ
وَراتِعيـنَ وَراءَ البَحـرِ فِـي دعـةٍ = لَهُـم بِأَوطَانِهِـم عِـزٌّ وَسلطَـانُ
أَعِندكُم نَبَـأُ مِـنْ أَهـلِ أَندَلُـسٍ = ]فَقَد سَرَى بِحَدِيثِ القَـومِ رُكبَـانُ
كَم يَستَغيثُ بِنَا المُستَضعَفُونَ وَهُـم = قَتلَـى وَأَسـرَى فَمَا يَهتَـزَّ إِنسَـانُ
مَاذَا التَقَاطِـعُ فِي الإِسـلامِ بَينَكُـمُ = وَأَنـتُـم يَـا عِـبَـادَ اللهِ إِخـوَانُ
أَلاَ نُفـوسٌ أَبـيَّـاتٌ لَهَـا هِمَـمٌ = أَمَا عَلَـى الخَيـرِ أَنصَـارٌ وَأَعـوَانُ
يَا مَن لِذلَّـةِ قَـوم بَعـدَ عِزَّتِهِـم = أَحَـالَ حَـالَهُـم كُفـرٌ وَطُغيـانُ
بِالأَمسِ كَانُوا مُلُوكـاً فِي مَنَازِلِهِـم = وَاليَومَ هُم فِي بِلادِ الكُفـرِ عُبـدَانُ
فَلَو تَرَاهُم حَيَـارَى لاَ دَلِيـلَ لَهُـم = عَلَيهِـم مِنْ ثِيـابِ الـذُّلِّ أَلـوَانُ
وَلَو رَأَيـتَ بُكَاهُـم عِنـدَ بَيعهـمُ = لَهَالَكَ الأَمـرُ وَاِستَهوَتـكَ أَحـزَانُ
يَـا رُبَّ أُمٍّ وَطِفـلٍ حِيـلَ بَينَهُـمَا = كَـمَـا تُـفَـرَّقُ أَروَاحٌ وَأَبـدَانُ
وَطفلَة مِثلَ حُسنِ الشَّمسِ إِذْ بَـرَزَت = كَأَنَّمَـا هِـيَ يَاقُـوتٌ وَمُرجَـانُ
يَقُودُهَا العِلـجُ لِلمَكـرُوهِ مُكرَهَـةً = وَالعَيـنُ بَاكِيَـةٌ وَالقَلـبُ حَيـرَانُ
لِمِثلِ هَذا يَبكِي القَلـبُ مِنْ كَمَـدٍ = إِنْ كَانَ فِي القَلبِ إِسـلامٌ وَإِيْمَـانُ[/poem]

vehx hgHk]gs >> vhzum hgvk]d