السلام عليكم.

وقال أبو تمام الطائي:
السيف أصدق أنباءً من الكتب ... في حده الحدُّ بين الجد واللعب
بِيض الصفائح لا سُود الصحائف في ... متونهن جَلاَءُ الشكِّ والرِّيبِ
والسيف يُغنى عن غيره، ولا يُغنى عنه غيره في الأكثر، ويُعْمل به عمل السلاح كله. قال جامعٌ المحاربيُّ: إذا التقى السيفُ السيفَ زال الخيار.
وقال أبو الطيب:
حقرت الردينيات حتى تركتها ... وحتى كأن السيف للرمح شاتم
وقيل إن العرب كانت تطعن به كالرمح، وتضرب به كالعمود، وتقطع به كالسِّكِّين، وتجعله سوطاً ومقرعة، وتتخذه جمالاً في الملإ، وسِراجاً في الظلمة، وأُنساً في الوحدة، وجليساً في الخلاء، وضجيعاً للنائم، ورفيقاً للسائر. وتسميه عِطَافاً، ووِشاحاً، وعصاً، ورداءً، وثَوباً.
وهو قاضي القتال، وفيصل الحُكْم بين الرجال. وبذلك كله وردت الأشعار، وصارت الأمثال والأخبار.
قال عُتبةُ بن عَبْد السُّلَمِيّ: أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفاً قصيراً، فقال: إن لم تستطع أنْ تضرب به فاطعن به طَعْناً.


يتبع

تحياتي