ويكمل صاحب الكتيب عملية النصب علي قرائه في نقطة أخري فنجده يقول ما نصه :

(( وورد في الأحاديث المحمدية ( ويقصد هنا الأحاديث النبوية ) فقرات منقولة عن الكتاب المقدس, من أمثال ذلك ما ورد في كتاب - مشكاة المصابيح ص487 من طبعة سنة 1297 هـ الباب الأول والفصل الأول في كلامه عن وصف الجنة وأهلها - قال رسول الله قال الله تعالى أعددتُ لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فلا يشك أحد أن هذا الحديث منقول من الرسالة الأولى لبولس الرسول إلى أهل كورنثوس 2 :9, ومما هو جدير بالملاحظة هنا أنه بينما يقرر محمد أن هذا الوصف من كلام الله ينكر كثيرون من علماء الإسلام أن بولس رسولٌ وأن رسائله موحى بها من الله.))


وللنصاري واليهود العذر في تصديق هذا التلفيق إذ يبدو ولأول وهلة أن كلام هذا الكاذب صحيح فلقد أورد نصان متشابهان تقريبا ولكن بفحص النص المنسوب لبولس والذي خاف صاحب الكتيب أن يكتبة لعلة فيها تكشف زيفه كما سنوضح نجده يقول :

2: 9 بل كما هو مكتوب ما لم تر عين و لم تسمع اذن و لم يخطر على بال انسان ما اعده الله للذين يحبونه


وهذه الفقرة إن صح نسبتها إلي بولس فعلا فهي إنما تدل علي ان التوراة التي كانت نوجودة في عصر بولس ليست هي التوراة المستخدمة الآن وبالطبع سيسأل النصرأني واليهودي لماذا ؟ ونجيبه قائلين بأنه لو دقق في النص سيجد بولس يقول " بل كما هو مكتوب " وكلمة كما هو مكتوب تعني وجود النص الذي يستشهد به بولس في العهد القديم ولتأكيد هذه المعلومة نورد النصوص الآتية والتي بها كلمة كما هو مكتوب والتي تدل علي أنها تقصد أنه مكتوب في العهد القديم فنري مثلا في إنجيل مرقس :

7: 6 فاجاب و قال لهم حسنا تنبا اشعياء عنكم انتم المرائين (كما هو مكتوب) هذا الشعب يكرمني بشفتيه و اما قلبه فمبتعد عني بعيدا

أو في يوحنا :

12: 14 - 15 و وجد يسوع جحشا فجلس عليه ( كما هو مكتوب ) . لا تخافي يا ابنة صهيون هوذا ملكك ياتي جالسا على جحش اتان

والكثير من النصوص الأخري ولو فحص القارئ كتب اليهود والنصاري تحت المجهر فلن يجد جملة (ما لم تر عين و لم تسمع اذن و لم يخطر على بال انسان ما اعده الله للذين يحبونه) في العهد القديم مما يعني أن العهد القديم الموجود في أيام بولس تم حذف هذا الجزء منه علي الأقل وهو ما يثبت تحريف كتب اليهود والنصاري .

ونتابع مع المؤلف وهو يستعرض عضلاته بشرح ما يعينيه الكتاب المقدس وهو شرح فيه أخطاء جسيمة أظنها من جهله فقط فلا أري سبب يجعله يتعمد فعل هذا سوي جهله فنجده يقول مانصه :

ينقسم الكتاب المقدس في الغالب (( ولا أدري لماذ في الغالب اللهم إلا أتباع الظن ؟؟؟ )) إلى قسمين العهد القديم ويتضمن الأسفار المقدسة القانونية عند الأمة اليهودية وكُتبت في الأصل باللغة العبرانية ما عدا القليل منها فإنه كتب باللغة الآرامية, والعهد الجديد وقد كُتب باللغة اليونانية (( وهذا جهل منه فالعهد الجديد يقال أنه كتب باليونانية ماعدا إنجيل متي فيقال انه كتب بالعبرية لأنه موجه لليهود حسب زعمهم )), أما اليهود فلا يؤمنون إلا بواحد منهما أما نحن المسيحيين فنؤمن بالعهدين كليهما, ولكن القرآن يشير إلى الأسفار المقدسة جميعها بكتاب واحد هو الكتاب المقدس (( وهنا أيضا يكذب حيث أن القرآن لم يذكر كلمة الكتاب المقدس ولو لمرة واحدة )) مع أنه يذكر له ثلاثة أقسام وهي التوراة والزبور والإنجيل (( ولم يقسم القرآن بالطبع الكتاب المقدس المزعوم ثلاثة أقسام لأنه لم يذكره أساسا وإنما يتحدث عما أنزله الله علي بني إسرائيل والمسيح ويتحدث عن إنجيل واحد وليس أربعة انجيل وأكثر من عشرون رسالة ))