هذه فتوى فضيلة الشيخ العلّامة المحدث عبد الله السعد

معنى ( لا إكراه في الدين )

(( قوله تعالى: { فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم } ، وحديث: ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله .. الحديث ) ، هل هذه النصوص ناسخة لقوله تعالى: { لا إكراه في الدين } ؟ البعض يستدل بالآية والحديث على أن الإسلام انتشر بالسيف ، فكيف نرد عليهم ؟

الجواب :

لا شك أن الله عز وجل قد أمرنا بجهاد الكفار والمشركين وأنه :

إمّا أن يسلموا - وهذا هو المطلوب والمقصود -

وإما أن يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون فيدخلوا تحت حكم المسلمين، كما قال عز وجل: { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر } .

وإمّا أن يمتنعوا من دفع الجزية ؛ فهنا الواجب قتالهم .

كما جاء هذا في حديث بريدة بن الحصين الذي خرجه الإمام مسلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم: كان إذا أرسل سرية كان يوصيهم بتقوى الله ويقول: (( اغزوا في سبيل الله، و قاتلوا من كفر بالله ... إلى آخر الحديث ) ، أو كما قال صلى الله عليه وسلم ، فهذا هو الواجب .

ففي قوله تعالى: { لا إكراه في الدين } ، المقصود بذلك:

أن الإنسان لا يكره على أن يترك دينه ويدخل في دين الإسلام إلا باقتناع، لكن يكره في جريان أحكام الإسلام عليه ويلزم بذلك.

إما أن يسلم كما تقدم في حديث بريدة - وهذا هو المقصود - وإما أن يدفع الجزية فتجري عليه أحكام الإسلام ويكون خاضعاً لحكم المسلمين ، فإذا أبى فلا شك أنه يجب قتاله .

إذا كان المسلمون قادرون، فهنا يجب عليهم أن يقاتلوا من أبى أن يسلم ، أو أبى أن يدخل تحت حكم المسلمين فتجري عليه أحكام أهل الإسلام، فهنا الواجب قتاله في هذه الحالة.

فيكون { لا إكراه في الدين } ، أي : لا يكره على الدخول في دين الإسلام إلا باقتناع منه، ولكنه يكره أن تجري عليه أحكام الإسلام يكره على هذا إكراهاً وإلا فإنه يقاتل وهذا من الإكراه .

[جواب سؤال طرح على الشيخ ضمن اسئلة منتدى أهل الحديث))