ويَذْكُرُ محقق كتاب (أخبار مكّة) للأزرقي ، أنّ قبائل دوس ومَنْ جاورها كانت تُعظّم في بدايات هذا القرن ، بيتَ ذي الخلَصَة وتنحَرُ عنده ، حتى كانت سنة (1344هـ / 1925م) حيث سيّر إليهم الملك عبد العزيز بن سعود حملةً هدمت البيت ورَمَتْ بأنقاضه إلى الوادي ، وذَكَرَ أحدُ الذين شاركوا في هذه الحملة أنّ بُنيان ذي الخلصة كان قوياً ، بحيث لا يقدر على زحزحة الحجر الواحد إلا عشرات الرجال ".
انتهى
ولكنّ الشيطان لا يكلّ ولا يملّ ، بل يسعى دائماً لتنفيذ قَسَمِه في إضلال البشر وحَرْفِهم عن جادّة الحق ، فهاهو يُزيّنُ للجهلة أمراً آخر ليُدخِلَهم في الشرك والضلال ، ويُعينه على ذلك أشخاص ركِبوا أهواءهم وشهواتهم فركبهم الشيطان وجعلهم مطيّةً له ، لقد جعلهم يخترعون قبراً نائياً في وُديان وجبال حضرموت من اليمن ، ثمّ زعموا أنّ القبر يضمُّ جثمان نبيّ الله هود عليه السّلام ! ووجدوا بقربه صخرة عظيمة قائمة ولا شيء حولها فزعموا أنها ناقة هود المتحجّرة !! ولا أدري لماذا تحجّرت ؛ ثمّ بعد ذلك اخترعوا له زيارة خاصّة لها وقتٌ معلوم من السنة (لعلّهم اطلعوا على تاريخ ميلاده !!)
وهنا فعلَ الشيطان فِعْلَته التي عَجَزَ في الماضي عن تحقيقها على يد أبرهة الحبشي ملك اليمن ، عندما بنى معبداً عظيماً ليصرفَ الناس عن حجِّ بيت الله الحرام (الكعبة المشرّفة) ويأتي بهم إلى ذلك المعبد ، ولكنّ العرب وهم في جاهليّتهم قبل الإسلام رفضوا هذا الأمر وتمسّكوا ببيت الله العتيق وأفشلوا مخططَ الشيطان وأحرقوا معبد أبرهة و التجؤوا إلى الله وحده وقال عبد المطّلب: اللهمّ احمِ بيتك. فحمى الله تعالى بيتهُ وقضى على أبرهة وجيشه ، وخنسَ الشيطانُ وهو مخذول.