هذه طرف من مداخلة:
ثمَّ إنك ترفض أن يقسم الله بشيء أقل منه استنادًا إلى هذا النص: }فَإِنَّهُ لَمَّا وَعَدَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْظَمُ يُقْسِمُ بِهِ، أَقْسَمَ بِنَفْسِهِ{, (الرسالة إلى العبرانيين, ح: 6, ع: 13). ولكنَّنا ألفينا نصوصًا أخر تتناقض مع هذا النص إن كان هذا النص ينفي أن يقسم الله بشيء أقل منه, ألا وهي:
ü }أَقْسَمَ الرَّبُّ لِدَاوُدَ بِالْحَقِّ لاَ يَرْجعُ عَنْهُ{, (سفر المزامير, م: 32, ع: 11). فهنا لم يقسم الربُّ بذاته, بل أقسم بالحقِّ, والحق هنا هو ضد الباطل, والحق مهما كان عظيمًا فهو أقل عظمة من الله, فكيف يحلف الله بشيء أقل منه؟! فهذا التناقض الأول.

ü }قَدْ أَقْسَمَ السَّيِّدُ الرَّبُّ بِقُدْسِهِ{, (سفر عاموس, ح: 4, ع: 2). وكذلك: }مَرَّةً حَلَفْتُ بِقُدْسِي، أَنِّي لاَ أَكْذِبُ لِدَاوُدَ{, (سفر المزامير, م: 89, ع: 35). قدس الله هو صفة لله, والصفة تغاير الموصوف, فمهما كان القدس عظيمًا فهو غير الله, وهو أقل عظمة منه. فكيف يحلف الله بشيء أقل منه؟! فهذا التناقض الثاني.
ü }أَيْنَ مَرَاحِمُكَ الأُوَلُ يَا رَبُّ، الَّتِي حَلَفْتَ بِهَا لِدَاوُدَ بِأَمَانَتِكَ؟{, (سفر المزامير, م: 89, ع: 49). وهنا لم يقسم الربُّ بذاته, بل أقسم بمراحمه الأول, وأقسم بأمانته, وكلاهما مع كونهما عظيمين إلا أن الله أعظم منهما. فكيف يحلف الله بشيء أقل منه؟! فهذا التناقض الثالث.
ü }حَلَفَ الرَّبُّ بِيَمِينِهِ وَبِذِرَاعِ عِزَّتِهِ{, (سفر إشعياء, ح: 62, ع: 8). وهنا لم يقسم الربُّ بذاته, بل أقسم بيمينه, فإن كان المقصود باليمين يده اليمنى, فيده ليست ذاته, بل جزء من ذاته, والجزء أقل من الكل, وهذا لا يكابر به إلا معاند. وإن كان يمينه جهته اليمين؛ لأن ابنه يسوعًا سيجلس على يمين أبيه, أو شيء آخر فهو كذلك أقل منه. ومهما سما ذراع العزة فهو ليس ذات الله, وليس أعظم من الله, فيكون الرب قد أقسم بذراع العزة الذي هو أقل منه. فكيف يحلف الله بشيء أقل منه؟! فهذا التناقض الرابع.
ü }أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ بِالظِّبَاءِ وَبِأَيَائِلِ الْحُقُولِ، أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ{, (سفر نشيد الأنشاد, ح: 2, ع: 7). في هذا النص تحليف بالظباء وبأيائل الحقول, فإن كان الذي حلَّف بنات أور شليم بهما الرب, فها هو يأمر بالحلف بشيء أقل منه, فكيف يأمر بذلك ولم يحلفهن بذاته؟ وإن كان الذي حلَّفهنَّ هو الملك سليمان u فلكم فيه أسوة, أليس كذلك؟!
ü }وَحَلَفَ يَعْقُوبُ بِهَيْبَةِ أَبِيهِ إِسْحَاقَ{, (سفر التكوين, ح: 32, ع: 53). وهذا يعقوب يحلف بهيبة أبيه إسحق, أي بوقاره وجلاله, فلكم فيه أسوة, أليس كذلك؟!
ü }قَدْ أَقْسَمَ الرَّبُّ بِفَخْرِ يَعْقُوبَ{, (سفر عاموس, ح: 8, ع: 7). وهنا فسر تادرس يعقوب فخر يعقوب برب يعقوب, ومع أن هذا التفسير فيه تمحل إلا أن الترجمة الأخرى تدحض هذا التفسير, ألا وهي: }قَدْ أَقْسَمَ الرَّبُّ بِعِزَّةِ يَعْقُوبَ{. فعزة يعقوب هي رفعته ومكانته وطاعته وليست ربه, فإن قلتم: بل عزة يعقوب رب يعقوب, فإنا قائلون: لو وجد نص يقول (بطعام يعقوب) لقلتم طعام يعقوب هو رب يعقوب, وهذا هو التمحل!!

أعلن تحدِّيًا ليس للمسيحيين, بل لصفوتهم من الآباء والقمامصة والقساوسة أن يجيبوني!!
فمن لها يا صفوة الكنيسة؟