أيها الصدّيق وابن الصديقة، يا رسول الله، حقّا لقد ظلموك، ظلمك كل أولئك الذين ابتعثك الله سبحانه لتردهم الى الجادة، تلك الخراف التي ضلّت الطريق وأوشكت أن تكون فريسة الشياطين كما تكون الخراف فريسة الذئاب .
ظلموك يا سيدي يوم أن قالوا إنك ابن الزنا، حيث رموا أمك الطاهرة بيوسف النجار، { كبُرَت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا}.
ظلموك يوم كفروا بك رغم أنهم رأوك تبرئ الأكمه والأبرص، وتحيي الموتى بإذن الله وزعموا أنك ساحر، وظلموك يوم طاردوك يريدون قتلك، لا بل إنهم الذين وشوا بك الرومان حسدا من عند أنفسهم فنجّاك الله منهم ورفعك إليه، وظلمك كل الذين قالوا انك أنت الله والذين قالوا أنك ابن الله، وأنت الذي قلت { إن الله ربي وربّكم فاعبدوه، هذا صراط مستقيم} (آل عمران: 51).
ظلموك يا سيدي لمّا أنك حدّثتهم وبشّرتهم بأخيك محمد صلى الله عليه وسلم الذي سيأتي من بعدك فزعموا أنك ساحر وبك مسّ من الشيطان ، نعم وأنت الذي قال الله سبحانه في قرآنه مؤكدا على بشارتك تلك بأخيك محمد صلى الله عليه وسلم{وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني اسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد، فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين} (الصف:6).
ظلموك يا سيدي وأنصفناك حتى ظنوا أنهم يحسنون إليك بأن قالوا فيك ما لم تقله أنت عن نفسك وقد ذكر القرآن هذا في حوار بينك وبين ربك وربنا يوم القيامة {وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق، إن كنت قلته فقد علمتَه، تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علاّم الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} (المائدة 116-118)، هذه الآية ولوقعها على النفوس المؤمنة { إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} فقد ظلّ يرددها أخوك محمد صلى الله عليه وسلم لما أُنزلت إليه عندما قام الى الصلاة وراح يبكي وهو يرددها حتى الصباح.
ظلموك يا سيدي وأنصفناك لما قال الله سبحانه في أتباعك الحقيقيين أنهم أكثر مودة ورحمة وحنانا {ولتجدنّ أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنّا نصارى، ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون} (المائدة: 82) ، كما أنه سبحانه الذي أثنى، في كتابه المنزل على أخيك محمد صلى الله عليه وسلم ،على أتباعك الذين ساروا على هديك وتخلّقوا بأخلاقك، فقال :{ وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة} (الحديد: 27).
إننا نقف خاشعين عند عتبات أمك وأمنا مريم، عند عتبات الطهر والتقوى والفضيلة والعفّة والشرف، نقف خاشعين نقول لكم: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، السلام عليكم يا آل عمران، السلام عليك يا مريم، السلام عليك يا عيسى ابن مريم، السلام عليك والعهد لك بأن نبقى الأوفياء ونحن ننتظر يوم العودة، فإن طال بنا العمر بأن نكون سهاما في جعبتك وعيدانا في حزمتك ونحن نبلغك سلام أخيك محمد صلى الله عليه وسلم لما أوصانا وقال :«إني لأرجو إن طال بي عمر أن ألقى عيسى ابن مريم فإن عجّل بي موت فمن لقيه منكم فليقرئه مني السلام»، فالسلام عليكم يا عيسى ابن مريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأخيرا وإنه الوعد والقسم لك في ذكرى مولدك، أننا لن نغفر لمن ظلموك ... أننا لن نغفر لمن ظلموك .... أننا لن نغفر لمن ظلموك.
وهذا رد الاخ الفاضل سعد على هذه الرسالة
أشهد أن عيسى بن مريم هو مسيح الله الحق و هو كلمة الله وروح منه
اللهم صلي وسلم و بارك على المسيح بعدد حبات الرمل و قطرات المطر
وأشهدكم أنهم لو وضعوا أبي و أمي وذريتي في كفة و شعرة من شعرات المسيح في كفة
لأخترت ألا تقطع شعرة المسيح وفداه أبي و أمي و ذريتي
وأشهدكم أنه وُلد ميلادا تعجيزيا على عقول البشر هينا على خالق البشر من العذراء مريم
عليك سلام الله يا مريم يا أشرف نساء أهل الأرض اللهم ألحقنا بك و أبنك في الفردوس الأعلى
اللهم آميـــــــــــــــن
المفضلات