حوار مع السيف البتار

[السيف البتار]

1- ما حملك على سل سيفك أمام أهل الصليب ؟

أخي الحبيب .. سؤالك جميل

ممكن أن يكون ردي في كلمة ولكنني قبلت هذا الحوار الجميل لأرد على أي سؤال بشمولية.

ظهوري في عالم حوارات الأديان ليس فقط بسبب حبي لله ورسوله فقط ولكن القصة كانت تحدي مع النفس .. أنا قبل الدخول في حوارات الأديان كنت تاجر وأعمل في تجارة المواد الغذائية ... ولكن للأسف كنت اتعامل مع من حولي بكل أمانة ولكنهم سرقوني في حوالي 750 ألف جنيه ومنهم من هو أقرب الناس لي ولا يمكن أن ادخله السجن ... بالطبع كنت أصلي جميع الفرائض ولكن هذه المحنة جعلتني أزيد من التقرب إلى الله أكثر وأكثر .. فبدأت أقرأ القرآن ثم فجأة وجدت زوجتي تأتي لي بسي دي يحمل تفسيرات لستة من العلماء وهم (ابن كثير والقرطبي والطبري والبغوي وفتح القدير والبيضاوي) وكنت اتعجب من تسلسل الأحداث وكأني أشعر بان هناك شيء مخفي سيكون مفاجأة لي .. ثم بعد ذلك وجدت احد الأصدقاء يرسل لي تفسير كامل للقرآن وهو " إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم"لابو السعود .... وكنت اتعجب من الأحداث التي تدور من حولي .. لماذا انخرطت بهذا الشكل للقرآن وتفسيراته .. ففي خلال هذه الفترة بدأ ظهور عالم النت فبدأت أدخل وأشترك في المجموعات البريدية الشبابية لأنها كانت هي الوسيلة الشائعة بالنت وهي الوسيلة الوحيدة لتبادل المعلومات والأخبار بشكل سريع ... وخلال هذه الفترة كنت أقرأ في التفسيرات حتى شعرت بأنني أعرف كل شيء في القرآن ... وفجاة جاءتني رسالة من مجموعة بريدية مسيحية تطلب مني الاشتراك معهم ، ولكنني تجاهلت هذه الرسالة .... ولكن بعد اسبوع تقريباً وجدت نفسي أفكر في هذه الرسالة مرة اخرى وقلت في نفسي أن كل ما تعلمته من المفسرين كافي لأدعوهم للإسلام ... فكنت أدعو الله أن تعاود هذه المجموعة البريدية المسيحية دعوتي للإشتراك معهم وخلال عدة أيام وصلتني رسالة منهم بدعوة للإشتراك معهم وقد كان .

بدأت تصلني رسائل المجموعة عبر بريدي الإلكتروني وهي رسائل تتكلم عن المسيحية .. فأرسلت لهم دعوة كنوع من أنواع نشر الإسلام إلا انني وجدت سيل من المواضيع التي تطعن في الإسلام والله ورسوله ولكن بدون سباب ...... وطبعاً المفروض أن أدحض هذه الشبهات .

كنت اظن أن الكم من المعلومات التي تعرفت عليها من علماء التفسيرات كانت كافية لدحض أي شبهة ولكنني فجأة وجدت ان كل ما قرأته من تفسيرات غير كافي لدحض الشبهات .. فبدأت أبحث من خلال محركات البحث عن رد لأي شبهة فلم اجد شيء إلا منتدى إسلامي (لا داعي لذكر اسمه) وهو الوحيد على شبكة المعلومات يتكلم عن عالم حوارات الأديان فاشترك فيه ... وبدأت أبحث عن رد للشبهات ولكنها كان قليلة جداً وكلما أسأل أعضاء المنتدى عن رد شبهة ضد الإسلام ألقى سيل من الإهانات بدون أي سبب .

خرجت من هذا المنتدى وبدأ الشك يقع في قبلي ، فكانت الشبهات تزداد ولا املك القدرة على الرد وليس هناك مُعين يساعدني على دحض هذه الشبهات وبدأ إيماني يختل ...... فحين أقرأ شبهة أدخل على تفسير لأحد العلماء لأحاول الرد ولكنني لا أجد الرد الذي يُقنعني أنا لأكتبه فكيف أكتبه لغيري وأن غير مقتنع به ..... ولكن خطر في بالي فكرة كانت الإنقاذ لي وهي أن أقرأ الآية التي هي محور الشبهة (أتذكر انها كانت حول الكعبة) وأقرأ تفسير هذه الآية لكل المفسرين الستة وأبدأ في تجميع هذه التفسيرات في صفحة واحدة ثم احذف الكلمات والجمل التي هي خارج مضمون الشبهة إلى أن جمعت أول رد على شبهة .. فرغم اقتناعي بالرد إلا أنني كنت خائف جداً ورغم ذلك إيماني كان ضعيف ويضعف يوم بيوم ... ولكن حين أرسلت رد الشبهة للمجموعة البريدية المسيحية وجدت رسالة من أحد الأعضاء يرد على رسالتي بكل وقاحة قائلاً لي : لا يهُمنا إن كانت الكعبة بيت الله أو حتى ولو كذا وكذا سباً في رسول الله صلى الله عليه وسلم.

حملت هذه الجملة السعادة والحزن في آن واحد .. فالسعادة جاءت لأنني تأكدت أن الإسلام هو الحق وأن ردي كان قوي لدرجة انهم عجزوا في التعقيب عليه ... وحزني جاء حين اظهروا حقدهم للإسلام بالحديث عن رسول الله بهذا الشكل الوقح على الرغم انه مات منذ الف وربعمائة عام .

كان أهم شيء عندي هو التأكد من صدق إيماني وأن الإسلام هو الحق ... لكن وجدت أن كل ما قرأته من تفسيرات كانت قراءة خطأ لأنني كنت أقرأ على أن هذه التفسيرات موجة للمسلمين لكن أنا مضطر لقراءة هذه التفسيرات مرة اخرى ولكن بعقلية جديدة ومختلفة عن ما قبل لأن عالم حوارات الأديان مختلف عن عالمنا الذي نعيش فيه بالفطرة .

رجعت مرة اخرى للمنتدى الإسلامي المخصص لحوارات الأديان وحاولت أن أندمج فيه مع أعضائه المسلمين ولكن كانت هناك شللية ومصالح .. ولو أخطأت في كلمة وجدت ثلاثة أو أربعة أفراد يتهموني بالكفر تارة وبالجهل تارة .

بدأت أفكر بسد نقص رد الشبهات ولكن الحرب بدأت بيني وبين المسيحيين تارة وبين المسلمين اعضاء هذا المنتدى تارة أخرى ... وفي نفس الوقت بدأت أتحاور مع مسيحيين واكتسب الخبرة ولكن بعد أن تأكدت بأن الإسلام هو دين الحق .

المشكلة الأخرى التي كنت أعاني منها هي وجود مسلمين كانت تتحدث عن الكتاب المقدس وتذكر فقرات منه .. فكنت أقتبس من كلامهم ولكنني وقعت في شر أعمالي امام المسيحيين لأن الكلام الذي كنت اقتبس كلام خطأ والفقرات أيضا خطأ وارقام الفقرات والإصحاحات خطأ .. فتحولت إلى مادة للسخرية بين المسيحيين .

فلزم عليَّ أن أجد مخرج من هذا الأمر ولكن الظروف المحيطة بي داخل المنتدى الإسلامي لا تساعد على التقدم أو تقديم شيء جديد إلا أن حدثت مشكلة كبيرة في هذا المنتدى نتج عنها خروج اربعة أفراد من هذا المنتدى وهم (شبكة ابن مريم ، أبو مريم ، نسيبة بنت كعب، السيف البتار) .. وكنا على اتصال ببعضنا البعض عبر البريد الإلكتروني إلى أن قرر الأخ شبكة ابن مريم فتح منتدى جديد لحوارات الأديان وكانت مجزفة كبيرة في ذلك الوقت وقامت الأخت نسيبة بنت كعب تسمية المنتدى باسم "أتباع المرسلين" .

بدأ التحدي .. فكان دائماً يخطر ببالي ما حدث لي من زعزة في العقيدة بسبب الشبهات ضد الإسلام وقلة مصادر الرد فكنت اخاف على المسلمين الأخرين الذي كانوا يقعوا صيداً سهلاً وفريسة لهذه المجموعات البريدية الشيطانية كما أن المنتدى الجديد يجب أن يقدم كل ما يحتاجه المسلم .. فما وجدت إلا أن ادخل المواقع المسيحية التنصيرية وتجميع جميع الشبهات ضد القرآن وأبدأ في الرد عليها .

لا شك انني كنت أعجز في الرد على هذه الشبهات لأن تفسيرات العلماء الستة لم تكفيني .. وفي إحدى المساجد وجدت تفسيرات للإمام الشعراوي فبدأت أقرأ فيها فوجدت في خواطره مواضيع كثيرة تساعدني في المهمة التي اقوم بها ... قرأت له مجلدات كثيرة وعجبني أسلوبه وطريقة شرحه فبدأت أستخدم نفس الطريقة ونفس الأسلوب .

ثم بعد أن انتهيت من رد الشبهات ضد القرآن انتقلت للرد على الشبهات ضد السنة........ و عندما شعرت بأنني جهزت أول حائط صد في حوارات الأديان وجدت بأن آن الأوان للهجوم عليهم وكفى المسلمين الوقوف مدافعين فقط أمام سيل السباب والطعن في قدسية الله وشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم... فبدأت في قراءة الكتاب المقدس للعهد القديم وتفنيده وفي نفس الوقت كنت كلما أتحاور مع مسيحي وأجده يسب رسول الله أزداد عزيمة في تجهيز صواريخ مضادة من حقائق مذهلة تؤكد فساد العقيدة المسيحية .

لا شك ان المسلم اليوم بمجرد أن يستعين بمحرك البحث للبحث عن رد شبهة يجدها بكل سهولة وهذا ما كنت أتمناه طوال فترة دخولي في عالم حوارات الأديان لأنني مهما وصفت لكم فلا يمكن أن اصف شعوري في بداية الأمر وأنا واقف عاجز لا املك من القوة أو المصادر لرد شبهة .

وخلال هذه الفترة كنت متأكد بأن كل الأحداث التي ممرت بها كانت بحكمة من الله واليوم أن عرفت ما هو الشيء الخفي الذي كان يخفيه لي القدر وأنا سعيد بقدري وما كتبه الله لي .

2- ما نصيحتك لإخواننا المتحمسين الذي يدخلون منتديات النصارى حين يرون أذاى الأبعدين لله والرسول عليه السلام دون خلفية علمية - ولا أبرئ نفسي - ؟

لا شك بان المسلم غيور على دينه ولكن هو يظن بان دخوله المنتدى المسيحي يمكنه من الدفاع عن الإسلام ورسول الله ولكن الحقيقة هو يضر بالإسلام وبرسول الله لأن علمه غير كافي .. فأنا لا أرفض دخول المسلم للمنتديات المسيحية ولكن لا يدخلها إلا بعد أن يتسلح بالعلم لأن أي خطأ سيقلل من احترم الأخرين له وسيتسبب في توجه السباب للإسلام والرسول ...... إذن دخول المنتديات المسيحية مشروط بالعلم والتثقف لأن الاندفاع بتهور سيحولك لشريك متضامن معهم في الطعن في الإسلام.