أشهد أن لا إله الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه إختاره الله لهداية العالمين من عبادة العباد لعبادة رب العباد ومن جور الأديان لعدل الإسـلام , فصلى الله وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله .

لنرى الحديث مرة أخرى لنرى قصور نظر صاحب الشبهة النابع من جهله أو ضعف نظره :-

أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح قبل أن ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي فقدمت إلى النبي صلى الله عليه وسلم سفرة فأبى أن يأكل منها ثم قال زيد إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل إلا ما ذكر اسم الله عليه وأن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم ويقول الشاة خلقها الله وأنزل لها من السماء الماء وأنبت لها من الأرض ثم تذبحونها على غير اسم الله إنكارا لذلك وإعظاما له
الكلام واضح أن هذا الأمر قبل أن يُبعث الرسول صلى الله عليه وسلم وينزل عليه وحي السماء بالتشريعات الإلهية التي تُحرم الحرام وتُحلل الحلال ..فأين الشبهة إذاً لا أعرف ؟

كيف نُحاسب الرسول صلى الله عليه وسلم على شئ لم ينزل فيه تشريع يوضح حرمته إلا بعد أن أصبح نبياً صلى الله عليه وسلم , وعندما حرم ربنا عزّ وجل أكل ما ذُبح على النصب لم يأكله الرسول صلى الله عليه وسلم فضلاً عن عدم أكله في هذه الحادثة .

قَالَ الْخَطَّابِيُّ :- (( كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَأْكُل مِمَّا يَذْبَحُونَ عَلَيْهَا لِلْأَصْنَامِ , وَيَأْكُل مَا عَدَا ذَلِكَ وَإِنْ كَانُوا لَا يَذْكُرُونَ اِسْم اللَّه عَلَيْهِ , لِأَنَّ الشَّرْع لَمْ يَكُنْ نَزَلَ بَعْد , بَلْ لَمْ يَنْزِل الشَّرْع بِمَنْعِ أَكْل مَا لَمْ يُذْكَر اِسْم اللَّه عَلَيْهِ إِلَّا بَعْد الْمَبْعَث بِمُدَّةٍ طَوِيلَة )) أ.هــ

قال الإمام بن حجر مُعلقاً :- (( قُلْت : وَهَذَا الْجَوَاب أَوْلَى )) أ.هـ

أما بخصوص قول صاحب الشبهة :-

اولا: ان زيـد بـن عـمـرو بن نفيل كان اعرف واعلم في معرفة التوحيد من رسول اللّه (ص )
أقول أن هذا رأي زيد ليس إلا , ولا يجب أن نُحاسب النبي صلى الله عليه وسلم على تشريع لم ينزل له بعد , فهذا ضرب من الحُمق .

َقَالَ السُّهَيْلِيّ :- ((فَإِنْ قِيلَ فَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَوْلَى مِنْ زَيْد بِهَذِهِ الْفَضِيلَة , فَالْجَوَاب أَنَّهُ لَيْسَ فِي الْحَدِيث أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ مِنْهَا , وَعَلَى تَقْدِير أَنْ يَكُون أَكَلَ فَزَيْد إِنَّمَا كَانَ يَفْعَل ذَلِكَ بِرَأْيٍ يَرَاهُ لَا بِشَرْعٍ بَلَغَهُ , وَإِنَّمَا [mark=#f7ff00]كَانَ عِنْد أَهْل الْجَاهِلِيَّة بَقَايَا مِنْ دَيْن إِبْرَاهِيم , وَكَانَ فِي شَرْع إِبْرَاهِيم تَحْرِيم الْمَيْتَة لَا تَحْرِيم مَا لَمْ يُذْكَر اِسْم اللَّه عَلَيْهِ [/mark], وَإِنَّمَا نَزَلَ تَحْرِيم ذَلِكَ فِي الْإِسْلَام , وَالْأَصَحّ أَنَّ الْأَشْيَاء قَبْل الشَّرْع لَا تُوصَف بِحِلٍّ وَلَا بِحُرْمَةٍ , مَعَ أَنَّ الذَّبَائِح لَهَا أَصْل فِي تَحْلِيل الشَّرْع , وَاسْتَمَرَّ ذَلِكَ إِلَى نُزُول الْقُرْآن , وَلَمْ يُنْقَل أَنَّ أَحَدًا بَعْد الْمَبْعَث كَفّ عَنْ الذَّبَائِح حَتَّى نَزَلَتْ الْآيَة )) أ.هـ

وأما قوله :-

ثانيا: ان الرسول (ص ) لا يمتاز عن سائر العرب الجاهليين , لانه كان يملك صنماونصبا, وكان ياكل الـلـحـم الـذي ذبـح على النصب , واما زيد بن عمرو بن نفيل فقد كان موحدا ومؤمنا, وكان يرفض الاصنام وعبادتها, كما ورد في الحديث انه قال : فاني لا اكل مما تذبحون على انصابكم
من قال أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يملك صنماً أو نصباً ؟؟

هذا من باب التدليس الذي إمتاز به أصحاب شبهات كل زمن !

فمن كان لديه دليل صحيح واحد يُثبت ملكية الرسول صلى الله عليه وسلم لصنم فليفحمنا به أو ليصمت .

أما الجزء الثاني فقد تم بيانه , بأن هذا رأي زيد ليس إلا ولا يجب أن نحاسب الرسول صلى الله عليه وسلم على شئ لم يكن يعرفه ولم يوحى به إليه .

{ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } المائدة 3

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,