عنوان الشبهة ..

آيتهم رجل إحدى يديه مثل ثدي المرأة

الشبهة ..

يعترض النصارى والمستشرقون على لفظ جاء في حديث صحيح أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما ، ووجه الاعتراض هو وصف النبي صلى الله عليه وسلم لرجل بأن يديه مثل ثدي المرأة .. فكيف تكون يد الرجل كثدي المرأة ؟

رد الشبهة ..

عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: "بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يَقْسِمُ قِسْمًا؛ أَتَاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ! فَقَالَ: (وَيْلَكَ! وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ، قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ) فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي فِيهِ فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَقَالَ: (دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ، يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى رِصَافِهِ فَمَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى نَضِيِّهِ - وَهُوَ قِدْحُهُ - فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، قَدْ سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ إِحْدَى عَضُدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ أَوْ مِثْلُ الْبَضْعَةِ تَدَرْدَرُ، وَيَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنْ النَّاسِ) قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَاتَلَهُمْ وَأَنَا مَعَهُ، فَأَمَرَ بِذَلِكَ الرَّجُلِ فَالْتُمِسَ فَأُتِيَ بِهِ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَيْهِ عَلَى نَعْتِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الَّذِي نَعَتَهُ". .. رواه البخاري ومسلم .

وحتى لا أطيل الرد سأكتفي بشرح الحديث شرحاً موجزاً
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم قسماً - وهو ذهب بعثه إليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه - بين أربعة أنفس .
أتاه رجل فقال له " اعدل يا محمد " أي قسم بالعدل
فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم أنه أعدل الناس
غضب عمر بن الخطاب رضي الله عنه لقول الرجل واستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في قتل الرجل عقاباً له على قوله
فنهاه الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال إن له أصحاب _ وهذا لا يقتضي ترك قتله مع ما أظهره من مواجهة النبي صلى الله عليه وسلم بما واجهه، فيحتمل أن يكون لمصلحة التأليف - لهم الصفات التالية : يظن أحدكم أن صلاتهم أحسن من صلاته وصيامهم أحسن من صيامه ، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم أي الترقوة وهي العظم الذي بين نقرة النحر بمعنى يقرؤون القرآن ولا يتقبل منهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية أي يخرجون من الدين كما يدخل السهم من المرمي عليه - الضحية - ويخرج من الجهة الأخرى فإذا تفقدّت السهم بعد خروجه لم تجد فيه شيء عالق .

آيتهم .. أي علامتهم أو دلالتهم - العلامة المميزة لهم -
رجل أسود .. إحدى يديه أو عضديه مثل ثدي المرأة ولهذا سُمي بذي الثدية وهذا تشبيه للرجل وبالرجوع إلى لسان العرب لابن منظور :
" وذو الثُّدَيَّة: رجل، أَدخلوا الهاء في الثُّدَيَّة ههنا، وهو تصغير ثَدْي. وأَما حديث عليّ، عليه السلام، في الخوارج: في ذي الثُّدَيَّة المقتول بالنهروان، فإِن أَبا عبيد حكى عن الفراء أَنه قال إِنما قيل ذو الثُّدَيَّة بالهاء هي تصغير ثَدْي؛ قال الجوهري: ذو الثُّدَيَّة لقب رجل اسمه ثُرْمُلة، فمن قال في الثَّدْي إِنه مذكر يقول إِنما أَدخلوا الهاء في التصغير لأَن معناه اليد، وذلك أَن يده كانت قصيرة مقدار الثَّدْي، يدل على ذلك أَنهم يقولون فيه ذو اليُدَيَّة وذو الثُّدَيَّة جميعاً، وإِنما أُدخل فيه الهاء، وقيل: ذو الثُّدَيَّة وإِن كان الثَّدْي مذكراً لأَنها كأَنها بقية ثَدْي قد ذهب أَكثره، فقللها كما يقال لُحَيْمة وشُحَيْمة، فأَنَّثها على هذا التأْويل، وقيل: كأَنه أَراد قطعة من ثَدْي، وقيل: هو تصغير الثَّنْدُوَة، بحذف النون، لأَنها من تركيب الثَّدْي وانقلاب الياء فيها واواً لضمة ما قبلها، ولم يضر ارتكاب الوزن الشاذ لظهور الاشتقاق.
وقال الفراء عن بعضهم: إِنما هو ذو اليُدَيَّة، قال: ولا أُرى الأَصل كان إِلاَّ هذا، ولكن الأَحاديث تتابعت بالثاء. "

http://www.alwaraq.net/Core/AlwaraqSrv/LisanSrchOneUtf8

ومن هنا نرى أن هذا الرجل الموصوف كان به تشوه في احدى يديه وأنها كانت تدردر والتدردر كما فسرته المعاجم


" وفي حديث ذي الثُدَيَّةِ المقتولِ بالنَّهْروان: كانت له ثُدَيَّةٌ مثل البَضْعَةِ تَدَرْدَرُ أَي تَمَزْمَزُ وتَرَجْرَج تجيء وتذهب، والأَصل تَتَدَرْدَرُ فحذفت إِحدى التاءين تخفيفاً ." .. لسان العرب لابن منظور الجذر ( د ر ر ) .

ونستحضر شاهد آخر للحديث وهو ما أخرجه أحمد شاكر في مسند أحمد بإسناد صحيح
"ذكر الخوارج فقال : فيهم مخدج اليد أو مودن اليد أو مثدن اليد لولا أن تبطروا لحدثتكم بما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمد قلت : أنت سمعته من محمد قال : أي ورب الكعبة أي ورب الكعبة أي ورب الكعبة "

وجاء في لسان العرب

رجل مُثدَّن اليَدِ أَي تُشْبه يدُه ثَدْيَ المرأَة،
وفي التهذيب والنهاية: مَثْدُونُ اليد أَي صغيرُ اليد مجتمعها،
والمُثْدَن والمَثْدُون: الناقصُ الخَلْق، وقيل: مُثْدَن اليد معناه مُخْدَج اليد،
http://www.alwaraq.net/Core/AlwaraqSrv/LisanSrchOneUtf8

ومُخْدَجُ اليد أَي ناقصُ اليد
http://www.alwaraq.net/Core/AlwaraqSrv/LisanSrchOneUtf8

فلم نعد نرى بعد التوضيح وجه للشبهة .

وعلى هامش الرد ومما يتعلق بالحديث هو باقيه بعد وصف الرجل
" قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَاتَلَهُمْ وَأَنَا مَعَهُ، فَأَمَرَ بِذَلِكَ الرَّجُلِ فَالْتُمِسَ فَأُتِيَ بِهِ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَيْهِ عَلَى نَعْتِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الَّذِي نَعَتَهُ "
وها قد حدث ما قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم وعرفوا الرجل من وصف المصطفى بأبي هو أمي

وأقول : سبحان الله والله أكبر..وصدق المصطفى وخسئ من رأى الحق وتكبر ..

ففي حديث أخرجه مسلم في صحيحه :
" أن الحرورية لما خرجت ، وهو مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، قالوا : لا حكم إلا لله . قال علي : كلمة حق أريد بها باطل . إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف ناسا . إني لأعرف صفتهم في هؤلاء . " يقولون الحق بألسنتهم لا يجوز هذا ، منهم . ( وأشار إلى حلقه ) من أبغض خلق الله إليه منهم أسود . إحدى يديه طبى شاة أو حلمة ثدي " . فلما قتلهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : انظروا . فنظروا فلم يجدوا شيئا . فقال : ارجعوا . فوالله ! ما كذبت ولا كذبت . مرتين أو ثلاثا . ثم وجدوه في خربة . فأتوا به حتى وضعوه بين يديه . قال عبيدالله : وأنا حاضر ذلك من أمرهم . وقول علي فيهم . زاد يونس في روايته : قال بكير : وحدثني رجل عن ابن حنين أنه قال : رأيت ذلك الأسود . "

أراد أعداء الإسلام الطعن في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاؤا بحديث يزيد من صدق نبوته والسؤال ..
كيف علم الرسول صلى الله عليه وسلم بأوصاف ذلك الرجل إن لم يكن نبياً ؟

فبهت الذي كفر .
والحمد لله رب العالمين

v] afim Ndjil v[g d]i leg e]d hglvHm