[ليس من اللهو إلا ثلاث: تأديب الرجل فرسه، ورميه بقوسه، ومداعبته أهله] (أبو داود والترمذي).
الحديث بهذا اللفظ ضعيف ضعفه الشيخ الألباني والزيلعي في نصب الراية .
ورورى النسائي في الكبرى والبيهقي في سننه واللفظ له
عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِى رَبَاحٍ قَالَ : رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَجَابِرَ بْنَ عُمَيْرٍ الأَنْصَارِيَيِّنِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَرْتَمِيَانِ فَمَلَّ أَحَدُهُمَا فَجَلَسَ فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ أَجَلَسْتَ أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ :« كُلُّ شَىْءٍ لَيْسَ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ فَهُوَ سَهْوٌ وَلَهْوٌ إِلاَّ أَرْبَعًا مَشْىَ الرَّجُلِ بَيْنَ الْغَرَضَيْنِ وَتَأْدِيبَهُ فَرَسُهُ وَتَعَلُّمَهُ السِّبَاحَةَ وَمُلاَعَبَتَهُ أَهْلَهُ » صححه الألباني في الصحيحة (315)
فزاد السباحة لكن هل هذا دليل على أن ما سواهم باطل وهل دل على أن هذا الأشياء الأربعة ليست لهوا حتى لو أغفلت صاحبها عن ذكر الله ..
بوب البخاري رحمه الله في صحيحه قال :
" بَاب كُلُّ لَهْوٍ بَاطِلٌ إِذَا شَغَلَهُ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَمَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ تَعَالَ أُقَامِرْكَ وَقَوْلُهُ تَعَالَى{ وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ } "
قال الحافظ ابن حجر في الفتح :
" قوله ( باب كل لهو باطل إذا شغله ) أي شغل اللاهي به عن طاعة الله ) أي كمن التهى بشيء من الأشياء مطلقا سواء كان مأذونا في فعله أو منهيا عنه كمن اشتغل بصلاة نافلة أو بتلاوة أو ذكر أو تفكر في معاني القرآن مثلا حتى خرج وقت الصلاة المفروضة عمدا فإنه يدخل تحت هذا الضابط وإذا كان هذا في الأشياء المرغب فيها المطلوب فعلها فكيف حال ما دونها "
ثم قال الحافظ :
" وإنما أطلق على الرمي أنه لهو لإمالة الرغبات إلى تعليمه لما فيه من صورة اللهو لكن المقصود من تعلمه الإعانة على الجهاد وتأديب الفرس إشارة إلى المسابقة عليها وملاعبة الأهل للتأنيس ونحوه وإنما أطلق على ما عداها البطلان من طريق المقابلة لا أن جميعها من الباطل المحرم "
فلا دليل أبدا على أن رياضة كرة القدم أو غيرها من الرياضات محرمة في ذاتها .
إنما تأتيها قرائن تحملها من الإباحة إلى الحرمة مثل :
1- إذا شغلت عن طاعة .
2- لباس الرياضيين ومراعاة العورة المطلوب حفظها من السرة إلى الركبة .
وهذه أمثلة ليست على سبيل الحصر .
فممارسة كرة القدم مع الضوابط لا شك في إباحتها ولا سيما إذا نوى المسلم تريض نفسه وجسمه .
أما مشاهدتها فأغلب العلماء على تحريمها لأنها فقدت الضوابط الشرعية وأشعلت في القلب عصبية جاهلية وشغلت الأكثر عن الطاعة وأكثر الرياضيين لا يراعون حدود العورة ...
والله أعلم
المفضلات