كل ما ذكرته يا ابا حمزة في جوابك مقالي...لم ينفي اي شيء قلته! بل اكدته! وكل ما صب ردك فيه كان الكلام حول التعيين ...وكأن ذلك اصلاً يغير من الامر شيئا!! ومع ذلك ففي عدد من الروايات عيّن رسولكم ..ومن ذلك لعنه لبني لحيان ورعلا وذكوان..ولعنه واسم الحمار..وفي البخاري "الهم العن فلانا وفلانا" ولعن ايضا صفوان بن أمية ، وسهيل ابن عمرو ، والحارث بن هشام...الخ..اما قولك بان لعن الرسول لم يكن شتماً..فحتى لو حقّ ذلك وفي جوهر ذلك المعنى كلام كثير..! فذلك لا يقلّل من قولنا بشيء ولا ينفيه! فهو لعنٌ..ولن تقبلوا انتم ان يلعنكم احدٌ بِه!


يا زميل أنطونيوس بينّا لك مسبقاً أن النصوص التي قمت بالاستشهاد بها هي أحكام شرعية يدخل فاعلها أو قائلها في وعيد الله أي بمعنى أبسط أن هذه الأقوال و الأفعال قد تؤدي بفاعلها إلى الطرد من رحمة الله و لا تدل بحال من الأحوال على ما تنسبه باطلاً إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم من اللعن و الشتم فهو صلى الله عليه و سلم يعلمنا ان قائل أو فاعل هذه المحظورات الشرعية داخل في لعنة الله على وجه العموم فهو إخبار منه على صيغة الوعيد لمن يفعلها . و كما قلنا مراراً فإن اللعن على وجه العموم لا يلزم منه اللعن على وجه التعيين لما قد يقوم بمنع اللعنة و الرسول صلى الله عليه و سلم ترك لعن ذكوان و رعلا لما نزلت آية ليس لك من الأمر شئ .

قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى الجزء 4 صفحة 474

(( وكذلك قصد لعنة أحد منهم بعينه ليس هو من أعمال الصالحين والأبرار وقد ثبت عن النبى أنه قال لعن الله الخمرة وعاصرها ومعتصرها وحاملها وساقيها وشاربها وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها وصح عنه أنه كان على عهد رسول الله رجل يكثر شربها يدعى حمارا وكان كلما أتى به النبى صلىالله عليه وسلم جلده فأتى به اليه ليجلده فقال رجل لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به النبى فقال النبى صلىالله عليه وسلم لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله وقد لعن النبى شارب الخمر عموما ونهى عن لعنة المؤمن المعين
كما أنا نقول ما قال الله تعالى إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما انما يأكلون فى بطونهم نارا فلا ينبغى لأحد أن يشهد لواحد بعينه أنه فى النار لامكان أن يتوب أو يغفر له الله بحسنات ماحية او مصائب مكفرة أوشفاعة مقبولة او يعفو الله عنه أو غير ذلك))

و قال أيضاً في الجزء الثاني صفحة 330

(( أحدها أن قوله ليس لك من الامر شئ نزل فى سياق قوله ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون
وقد ثبت فى الصحيح أن النبى كان يدعو على قوم من الكفار أو يلعنهم فى القنوت فلما أنزل الله هذه الآية ترك ذلك فعلم أن معناها إفراد الرب تعالى بالأمر وأنه ليس لغيره أمر بل ان شاء الله تعالى قطع طرفا من الكفار وان شاء كبتهم فانقلبوا بالخسارة وان شاء تاب عليهم وان شاء عذبهم ))