(قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ ﴿47﴾ آل عمران)
وقال سبحانه (قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ ﴿20﴾ مريم)

السيدة مريم مرة قالت(قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ﴿47﴾ آل عمران) وفي سورة مريم(قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ ﴿20﴾ مريم)من دون ربِّ لماذا؟

في الأولى قالت ربي عندما جاءها مجموعة من الملائكة وجاءها جبريل فكان الجو ملائكي وبشروها قالت ربِّ
(قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ)

ولما قالت (أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ) لم يكن هنالك ملائكة فقط هي رأت شخصاً
(فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِم ْحِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا﴿17﴾ مريم)
فهي كانت في زاوية في تلة كبيرة داخل بستان تختلي بها للذكروالصلاة والدعاء
وفجأة هذا الرجل أمامها فتعوذت منه
(قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا ﴿18﴾ مريم)
أي إن كنت أنت من التقوى فأعوذ بالله منك وإذا لم تكن تقي،
فالاستعاذة لا تفيد لأنك تكون عندها لا تعرف الله ولا تعرف شيئاً والخ
ففي هذاالجو المرعب وهي وحدها وهذا الرجل ممكن أن يكون لصاً أو فاتكاً أو فاجراً
فقال لها(قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا﴿19﴾ مريم)
ففي صرخة قالت(أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ﴿20﴾مريم)
لم تقل يا ربي لأنه الموقف كله كان مريباً هذه أول مرة ...
ولكن في المرة الثانية قالت (قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ)
فهي مرةقالت ولد لما كانت تخاطب الله في الجو القدسي مع الملائكة وعندها لم تسأل عن الولد بنت أوولد
فالولد ينطبق على الاثنين (البنت والولد)، هي تتكلم عن مبدأ الحمل فقالت كيفأ حمل وأنا لم يمسسني رجل؟!
أما في الثانية ، لما لم تقل ربي كانت في قضية من الريبة ومن الخوف ومن الفزع وعندها قالت (قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ)