عودة إلـى الـنـص الرئيس : ـــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ

أدلــّــة أثــريـــة ؟

بورك العالم بحقيقة أن أعمال الحفريات التي جرت في الناصرة كان يترأسها علماء آثار كاثوليكيين . لو جرت الحفريات في زمن أقدم فلعلهم كانوا "سيجدون " شبشبا ( سباط , بلغة ) منقوش عليها بدقة " ممتلكات يسوع المسيح الخاصة " . أما في وقتهم فقد إجتهدوا لإستخلاص آخر قطرة من القداسة لبعض المكتشفات الهزيلة للغاية . حتى الرهبان الفرنسيسكان بعد كل تفسيراتهم الإبداعية المختلقة لا يستطيعون إخفاء حقيقة أن إنعدام الأدلة عن قرية في منطقة الناصرة أثناء فترة ما قبل يسوع هو ما لا يقبل الجدل إطلاقا .

و ليس لأن الفرنسيسكان كانت تعوزهم فرصة إيجاد ما يريدون إيجاده؛ فهم في الواقع كانوا في فلسطين لعدة قرون , كأوصياء رسميين على الأراضي المقدسة كنتيجة للقرارات البابوية التي أصدرها كليمنت السادس سنة 1342 'Gratias agimus' و
'Nuper charissimae' issued by Clement VI in 1342.

الناصرة , أثناء الحروب الصليبية , تبادلتها الأيدي عدة مرات . و في مرة ( سنة 1099) أنشأ المغامر النورماندي الصقلي ترنكرد " إمارة الجليل " وأقام الناصرة عاصمة لها . لكن الصليبيين كانوا يطردون بإستمرار , إلى أن دمرت الناصرة بالكامل في النهاية سنة 1263 على يد قوات السلطان بيبرس و اصبحت المنطقة بكاملها مهجورة لمدة تقرب من 400 سنة .
رجع الفرنسيسكان مرة أخرى إلى المنطقة بإتفاق مع فخر الدين الثاني أمير لبنان سنة 1620 و أقاموا في بقايا قلعة صليبية , لكنهم وجدوا رهبانا يونانيين لا زالوا يمتلكون "بئر مريم " . مع الأموال المتدفقة إستولى الفرنسيسكان على إدارة المدينة و بنوا سنة 1730 كنيسة على المغارة . لكن هدم هذا البتاء سنة 1955 مهد الطريق أمام
علم الاثار " الإحترافي" و " إكتشاف" الناصرة الإنجيلية في أرض الكنيسة ذات نفسها !!


البطل المسيحي نمره 1 . الحفريات التي جرت من 1955 إلى 1960 تحت إمرة و إشراف الأب بيلارمينو باغاتي , بروفسور دراسات الكتاب المقدس الفرنسيسكانية في الجلد ( الضرب بالسوط) أورشليم Father Bellarmino Bagatti (Professor, Studium Biblicum Franciscanum at Flagellation, Jerusalem) . تحت الكنيسة نفسها و في المنطقة المحيطة بها إكتشف الأب باغاتي العديد من الكهوف و التجاويف . بعض هذه الكهوف من الواضح أنها استخدمت بكثرة لعدة أغراض , عبر العديد من القرون . معظمها كان قبورا , و الكثير منها يرجع إلى العصر البرونزي . و بعضها تم تكييفها لإستخدامها كصهاريج مياه , أو أحواض زيوت أو مخازن حبوب , ظاهريا كانت هناك مؤشرات إلى أن الناصرة أعيد إنشائها في زمن الحشمونيين بعد حقبة طويلة كانت فيها مهجورة . لكن و على نحو ساحق فجميع الأدلة على الفترة ما قبل القرن الثاني هي مقابر.
رغم إجبارية قبول ندرة الأدلة الملائمة عن وجود سكان , إلا أن الأب باغاتي كان قادرا على استنتاج أن الناصرة في القرن الأول الميلادي كانت " قرية زراعية صغيرة تقطنها بضعة دستة من العائلات "

و بقفزة كبيرة من الإيمان أعلن الحفارون المؤمنون أن ما وجدوه كان " قرية يسوع و مريم و يوسف النجار " ــــ رغم أنهم لم يجدوا قرية على الإطلاق , و لا شيء عن اشخاص معينين , في الواقع . المكتشفات , في الحقيقة , تتماسك مع نشاط معزول في زراعة الخضروات قريبا من منطقة مقبرية قديمة الإستخدام.

وأيضا بعض الكتابات الجدارية المشكوك فيها , كانت ملائمة بالإحرى للكنيسة الكاثوليكية , لتعلن أن المزار مكرس للعذراء مريم , و لا أقل .

لهذه الفقرات بقية ....
مع التحية