الحمد لله الواحد الاحد الذى رفع السموات بغير عمد و خلق كل شئ فقدره تقديرا و صلاةً و سلاماً على المبعوث رحمة للورى نبينا محمد و على آله الاطهار و صحابته الابرار و بعد :

اما عن حديثك عن أعتراف كتب السنه بالتحريف فما هى و رب الكعبه الا شبهات النصارى و اليهود تتناقلونها بينكم كالببغاوات دون وعى و لا عقل فهذه الآية التي ذكرت ثبت أنها كانت فيما أنزل من القرآن ثم نسخ لفظها وبقي حكمها، وأما الحكمة من ذلك فقد نعلمها وقد لا نعلمها لكن إذا لم نعلمها فالواجب علينا التسليم
والنسخ أمر مقرر شرعاً:

يقول الله جل وعلا "ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منه أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير" [البقرة 106].

وقال "وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون" [النحل 101].

ومن الحكم التي ذكرها أهل العلم للنسخ :

1- اللطف والتخفيف بعد التشديد والتغليظ     "الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مئة صابرة يغلبوا مئتين......." [الأنفال:66] فنسخ لقاء الواحد من المسلمين للعشرة من المشركين إلى لقاء الواحد للإثنين.

2- العقوبة والمجازاة على جرائم المكلفين كما في قوله - تعالى - " فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم..........." [النساء160].

3- التكريم للمكلف وطلب رضاه وما تطيب به نفسه كما في قوله –تعالى- "قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام......." الآية [البقرة:144]، وقد كان يستقبل بيت المقدس لكنه كان يكره استقبال قبلة اليهود ويحب استقبال قبلة إبراهيم -عليه السلام - فنسخ الله –سبحانه- ما كرهه بما رضيه من القبلتين كرامة له -صلى الله عليه وسلم-.

4-المصلحة المبنية على ما تقدم من السهولة بعد الصعوبة وتخفيف التكليف لكونه أقرب للاستجابة استصلاحا للمكلفين

5- وقد يكون ابتلاء من الله -عز وجل- ولا يبين وجه الأصلح فيه إذ له -عز وجل- فعل ما يشاء كما في قوله -عز وجل- "سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها " فأجابهم بقوله " قل لله المشرق والمغرب"الآية، [البقرة:142]. فأخبر أنه يملك المشرق والمغرب فله أن يوليهم إلى أي جهة وعلل بالابتلاء في قوله: "وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه" [البقرة:143]
فهذا نسخ للابتلاء والاختبار.

والذي ينبغي أن يعلم أن الرجم حكم ثابت أيضا بالسنة الصحيحة في حق الزاني المحصن إذا ثبت عليه ذلك بإقراره المعتبر شرعا أو بالبينة المعتبرة شرعا وتوافرت بقية شروطه المفصلة في كتب الفقه.

والنسخ باب واسع من أبواب أصول الفقه ينظر في هذا الواضح في أصول الفقه لأبي الوفاء ابن عقيل1/243 وما بعدها و كذلك القراءات و الاختلافات فيما
بينها . و لعل ابلغ اجابة على هذا لرجل يعتقد فى القرآن قوله تعالى " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " فالقرآن لم يقل عالم واحد من علماء الاسلام بأنه محرف او زيد فيه او نقص منه . اللهم الا ان أسمينا علمائك بعلماء .

اما عن هربك من الاجابه المستمر عن القول بالتحريف او عدمه فظاهر للعيان فانا لا أسألك عن قول علمائك فاعرف ان كبار علمائك قالوا بالتحريف و قليل منهم نفى ذلك و لكن أسألك أنت عن أعتقادك ماذا تقول فيمن قال بتحريف كتاب الله . و سؤالى للمره المليون ما قولك فيمن قال بتحريف القرآن ؟!

إن اردت اكثر من ذلك اتيناك و العاقبة للمتقين و الحمدلله رب العالمين .

يتبع بأذن الله تعالى و يمنع تعقيب الضيف قبل إنتهاء الرد بأذن الله تعالى .