ولأن السؤال يظل وارداً بإلحاح:

أين الجيش الذي لا يقهر؟ أين جيش الخراب المتسمي بجيش الدفاع؟!

يجيب سفر أشعياء جواباً قطعياً مختوماً ناسخاً لا منسوخاً. [28]

بأن الرب ناداه:
'فهلمّ الآن واكتب ذلك على لوح أمامهم
وارسمه في سفر
ليكون لليوم الأخير
دائماً وللأبد!
بما أنكم نبذتم هذه الكلمة
وتوكلتم على الظلم والالتواء!
واعتمدتم عليها
لذلك يكون هذا الاثم لكم
كصدع يحصل فيتضخم في سور عالٍ ( لاحظ كلمة السور وتذكر السور الفولاذي الجديد الذي بنته مصر على حدود غزة )
فيحدث انهدامه بغتة على الفور
فينهدم مثل إناء الخزّافين
الذي يسحق بغير رفق
فلا يوجد في مسحوقه شقفة
لأخذ نار من الموقد!!
أو لغرف ماء من الجب!!

( لاحظ النار وماء الجب : وراجع تركيب السور الفولاذي المبني على حدود غزة )

......................


ألف معاً تجاه تهديد واحد!!
وتجاه تهديد خمسة تهربون!!
حتى تتركوا كسارية على رأس الجبل
وكراية على التلة'.


ويؤكد سفر عاموس ذلك:
'قد أتت النهاية لشعبي إسرائيل
فلا أعود أعفو عنه
فتصير أغاني القصر ولوالاً
في ذلك اليوم، يقول السيد الرب
وتكثر الجثث
وتلقى في كل مكان بصمت'.


أما صفات المجاهدين وبسالتهم فيرسمها يوئيل في صورة بيانية بديعة: -

'كما ينتشر الفجر على الجبال
شعب كثير مقتدر
لم يكن له شبيه منذ الأزل
ولن يكون له من بعد
إلى سني جيل وجيل

...................

قدامه النار تأكل
وخلفه اللهيب يحرق
قدامه الأرض كجنة عدن
وخلفه قفر وخراب
ولا ينجو منه شيء
كمنظر الخيل منظره
ومثل الفرسان يسرعون
كصوت المركبات
على رءوس الجبال يقفزون
كصوت لهيب النار الآكلة القش
وكشعب مقتدر مصطف للقتال
من وجهه يرتعد الشعوب
وجميع الوجوه قد شحبت
كالأبطال يسرعون
وكرجال الحرب يتسلقون السور
( لاحظ كلمة السور وتذكر السور الفولاذي الجديد الذي بنته مصر على حدود غزة )
وكل منهم يسير في طريقه
ولا يحيد عن سبله
ولا يزاحم أحد أخاه
بل يسيرون كل واحد في طريقه
ومن خلال السهام يهجمون
ولا يتبددون
يثبون إلى المدينة
ويسرعون إلى السور
( لاحظ تكرار كلمة السور وتذكر السور الفولاذي الجديد الذي بنته مصر على حدود غزة )
ويصعدون إلى البيوت
ويدخلون من النوافذ'.


ويصفها أشعياء هكذا:

'فيرفع راية لأمة بعيدة
ويصفر لها من أقصى الأرض
فإذا بها مقبلة بسرعة وخفة
ليس فيها منهك ولا عاثر
لاتنعس ولا تنام
ولا يحل حزام حقويها
ولا يفك رباط نعليها
سهامها محددة
وجميع قسيها مشدودة
تحسب حوافر خيلها صواناً
ومركباتها إعصاراً
لها زئير كاللبؤة
وهي تـزأر كالأشبال
وتزمجر وتمسك الفريسة
وتخطفها وليس من ينقذ
فتزمجر عليه في ذلك اليوم كزمجرة البحر
وتنظر إلى الأرض فإذا بالظلام والضيق
وقد أظلم النور في غمام حالك' [29]

يتبع...