(1)
...........
إخباره عن فتح بلاد الفُرس وما حولها وبلاد الروم وما حولها واليمن والحبشه وما حولها
وعن هلاك كسرى ولا عودة لكسرى بعده ، وهلاك قيصر الروم ولا قيصر بعدهُ
..........
قال صلى اللهُ عليه وسلم " فإني حين ضربتُ الضربةَ الأُولى رُفعت لي مدائن كسرى وما حولها ومدائن كثيره حتى رأيتُها بعيني ، ثُم ضربتُ الضربة الثانيه ، فرُفعت لي مدائنُ قيصر وما حولها حتى رأيتُها بعيني ، ثُم ضربتُ الثالثه ، فرُفعت لي مدائنُ الحبشه ، وما حولها من القُرى حتى رأيتُها بعيني " .
..........
وهي من الأمور الغيبية التي أخبرعنها النبي – صلى الله عليه وسلم – وهي زوال إمبراطوريتي الفُرس والرومان ، وزوال شركهما وكفرهما على يد أتباعه ونشر الإسلام في ديارهم ، وهما أعظم إمبراطوريتين في ذلك الزمان ، ووعده لسراقة بن مالكرضي الله عنه أن يلبس سواري كسرى، وهلاك كسرى وقيصر، وإنفاق كنوزهما في سبيل الله،كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه :-
.............
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال"إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده ، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده ، والذي نفسي بيدهلتُنفقَن كنوزهُما في سبيل الله " رواه البخاري .
.............
وقد تم هذا كما أخبر عنه
............
وتم هذا عندما أعترضت صخرةٌ المُسلمين وهم يحفرون الخندق ، ووقفت عائقاً في طريقهم للحفر ، حتى تناول رسول الله المعول ، فضرب رسول الله الضربه الأُولى قائلاً {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }الأنعام 115
وضرب الصخرة ثلاثُ ضربات في كُل ضربه كان يخرج من الصخره ضوء كالبرق ، ومع كُل ضربه يُردد الآيه من سورة الأنعام ، وسلمان الفرسي يرى ويسمع ، حتى زالت الصخره ، وسأل سلمان رسول الله ، عن هذا الضوء الذي كان يخرُج من الصخره في كُل ضربه ، فكان جوابُ رسول الله ما ذكرناهُ سايقاً .
..........
وفي يوم الخندق شكا الصحابة إلى رسولالله - صلى الله عليه وسلم – صخرة لم يستطيعوا كسرها، فجاء رسول الله صلى الله عليهوسلم – وأخذ الفأس وقال : ( بسم الله ) وقرأ الآيه{وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } فضرب ضربة كسر منها ثلث الحجر أو الصخره، وقال : ( الله أكبر، أعطيت مفاتيح الشام، والله إنى لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا ) ، ثمقال : ( بسم الله ) {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } ، وضرب ثانيةً فكسر ثلث الحجر، فقال : (الله أكبر، أعطيتمفاتيح فارس، والله إنى لأبصر المدائن وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا ) ، ثم قال: ( بسم الله ) {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } وضرب ضربة كسرت بقية الحجر، فقال : ( الله أكبر، أعطيت مفاتيحاليمن، والله إنى لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا ) رواه أحمد .
............
وقد فتح الله تلكالممالك على يد المسلمين في عصور الخلافة ، وقام عمر رضي الله عنه بإلباس سراقة رضي اللهُ عنهُ سواري كسرى أنو شروان ليتحقق وعدُ نبيه
...............
هل هذا حُلم أم أحلامُ يقضه ، ما هذه الثقه وما هذا اليقين ، كلام شبيه تحقيقه بالخيال والإستحاله ، الأحزاب والقبائل كُلها واليهود وتآمرهم ، جاءوا بعديدهم وعتادهم لمُهاجمة المُسلمين ، في عُمق الصحراء العربيه ، والقضاء عليهم في عُقر دارهم ، والمُسلمون يحفرون خندقاً لحمايه المدينه ، وهذا النبي يوعد المُسلمين بإمتلاك أعظم إمبراطوريتين في ذلك الزمان واليمن الحبشة وما حولها.
...........
إنها النبوه والرساله وتأييد الله ، ونصره وغلبته وتمكينه لعباده الصالحين .
............
ماذا سيُقال عنه لو لم يتحقق شيء من ذلك لمن هُم من بعده ومن بعدهم ، هل سيبقى أحد يؤمن به وبرسالته ، هل سيبقى دين إسمه الإسلام ، هل سيبقى نبي ورسول إسمه مُحمد .
...........
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْوَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55
.........
وتم كُل ذلك بأمرٍ من الله ووعدٍ منهُ لنبيه ، وفي زمنٍ قصير .
..........
هذا الحديث وهذا القول ، والأحاديث وهذه الأقوال التي سنوردها ، لو قالها رجُل في هذه الأيام أو زعيم دوله عربيه ، ولتكن من أكبر الدول العربيه ، بأن دولته ستهزم الولايات المُتحده واوروبا والإتحاد السوفيات ، وسوف يستولي عليهما ، ويقضي على الشرك والكُفر فيهما ، وينشر الإسلام ، ما ذا سيقول الناس عنه ، غير أنه مجنون ومُختل عقلياً .
ولكنها النبوه والرساله ووعد الله لهُ ، ولأُمته من بعده ، وبأنه لا ينطق عن الهوى ، وإنما يتكلم بوحي وضبط من الله
************************************************** ****************************
(2)
.............
إخباره عن مراحل الحكم التي ستأتي على أُمته بعده
...........
قال صلى اللهُ عليه وسلم " تكون النبوةُ فيكم إلى ما شاء اللهُ أن تكون ، ثُم يرفعها اللهُ إذا شاء أن يرفعها ، ثُم تكون خلافةٌ على منهاج النبوه فتكون ما شاء اللهُ لها أن تكون ، ثُم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثُم يكونُ مُلكاً عاضاً فيكون ما شاء اللهُ أن يكون ، ثُم يرفعه إذا شاء أن يرفعه ، ثُم يكونُ مُلكاً جبرياً فتكون إلى ما يشاءُ الله أن يكون ، ثُم يرفعه الله متى شاء أن يرفعه ، ثُم تكونُ خلافة على منهاج النبوه ، ثُم سكت "
..........
( لا تقومالساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين ) ، والأخبار عن استمرارالخلافة بعده ثلاثين سنة
.........
وهذا ما تم بالتمام والكمال في عهده ، ومن بعده فكانت نبوه في عهده إلى أن أنتقل للرفيق الأعلى ، وكانت الخلافه على منهاج النبوه من بعده ، إلى أن رفعها الله ، ثُم كان مُلكاً عاضاً بعدها بالعباسيين والأُمويين والفاطميين ...إلخ إلى نهاية الدوله العثمانيه ، ثُم جاء المُلك الجبري بسقوط حُكم العُثمانيين وولوج الإستعمار ، للدول العربيه والإسلاميه ، وتمزيق العالم العربي والإسلامي ، وها هو المُلك الجبري قائم لحد الآن .
.........
ثُم يُعيد الله الخلافة الإسلاميه ، التي ستكون على منهاج النبوه ، كما هي الخلافه التي بدأت بعد النبي
..........
لا ندري لو لم تصدق نبوءة رسول الله وخبره ، على الأقل لو لم تنشأ خلافه من بعده ، هل سيبقى للإسلام بقيه ، فكيف وهو درج المراحل من بعده مرحلةًً مرحله ، وكُل مرحله تمت كما قال عنها .
************************************************** ****************************
(3)
......
بشارته عن إنتشار الإسلام ، وسقوط إمبراطوريتي الروم والفُرس
..........
قال صلى اللهُ عليه وسلم " إن اللهَ زوى لي الأرض، فرأيتُ مشارقها ومغاربها ، وأن أُمتي سيبلغ مُلكُها ما زوي لي منها، وأُعطيتُ الكنزين الأحمر والأبيض "
..........
الكنزين الأبيض والأحمر مُلك الروم وفارس .
..........
أيُ ثقةٍ هذه يا رسول الله ، وأيُ خبر وبشاره تُبشرُ بها وتُخبر من آمنوا بالله الواحد الأحد ، بأن الله زوى لك الأرض وأطلعك عليها ، ورؤيتك لمشارقها ومغاربها ، وأن مُلك أُمتك سيبلغُ ما زوي منها ، وقهرهم وهزيمتهم لأعظم إمبراطوريتين في التاريخ وفي ذلك الزمان ، وكُل ذلك يتحقق .
**************************************************
يتبع