من الأخطاء الشائعة
د. حسناء عبدالعزيز القـنيعـير - الرياض



ما كنت سأواصل الكتابة في موضوع المقال السابق (أخطاء شائعة في الكتابة) لولا بعض الردود التي علقت عليه ، ومنها طلب مزيد من هذه الأخطاء للفائدة .

فلقد علق أحد القراء على كلمة كافة بقوله : " إن كلمة (كافة) تقبل الإضافة واستشهد بقول لعمر بن الخطاب " ! لكنّ ما ذكرته من عدم إضافتها هو الصواب ، وجاء في القرآن قوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ) البقرة 208 ، إذ وردت الكلمة خمس مرات في أربع آيات فقط بالنصب على الحال ولم ترد مضافة .

ومن الأخطاء الأكثر شيوعا في لغة بعض الكتاب والصحفيين ما يلي :

- يكثر الخطأ في كتابة ونطق همزة الوصل وهمزة القطع ؛ وهمزة الوصل:
هي التي يتوصل بها إلى النطق بالساكن ؛ لأن الكلمة العربية لا تبدأ بساكن ، تكتب ولا تثبت نطقا في بدء الكلام ووصله ، وسميت بذلك لأنها تسقط فيتصل ما قبلها بما بعدها . أما همزة القطع: فهي التي تثبت نطقاً في الابتداء والوصل، وسُميت همزة قطع لأن اللفظ بها يقطع ما قبلها عما بعدها. وتُرسم ألفاً عليها رأسُ عين صغيرة(ء) في حالتي الضم " أُميمة " والفتح " أماني " وتُرسم تحت الألف في حالة الكسر " إلهام " . أما مواضع همزة الوصل فهي :

الأسماء : اسم، ابن، ابنة، ابنم، امرؤ، امرأة (وكذلك مثنى هذه الأسماء)، واثنان ، واثنتان، وايمُنُ الله .

وأمر الفعل الثلاثي: اكتبْ، انجح ْ ، ادرس ْ، وماضي الفعل الخماسي وأمره ومصدره، نحو:

ابتسم َ ، ابتسمْ ، ابتساماً . واقتصدَ ، اقتصدْ ، اقتصاداً . وماضي السداسي وأمره ومصدره ، نحو: استنتجَ ، استنتجْ ، استنتاجاً ، واستعلمَ ، استعلمْ ، استعلاماً . وهمزة (أل) إذا اتصلت بالكلمة: مثل الطالب، الذي ، اللذان ، الآن.

أما مواضع همزة القطع : ( قاعدة بسيطة :متى ما حفظت مواضع همزة الوصل ، فكل ما عداها همزة قطع ) : جميع الأسماء همزتها همزة قطع – عدا ما تقدم -

مثل : (أب ، أبوان، أبناء، أحمد، إبراهيم، إسماعيل، أسماء ، أشياء، أنواع، أقدار ، أعوام ..الخ )

والضمائر: أنا ، أنت،أنتم، إياي ، إيانا ،إياكم ، إياكن ...الخ
وكل الحروف والأدوات ، مثل : إذا، إذ،إذن، إذما،أي، أم ، إمّا ، أو، إنّ ، إنْ ، أنّ ، إلا، إلى ، ألا
همزة النداء ، همزة الاستفهام ، همزة التسوية . وهمزة الفعل المضارع : أكتبُ ، أسافرُ ، أسعى ، أستنجد ُ ...الخ وماضي الثلاثي المهموز ومصدره فقط

مثل : أخذَ أخذاً ، وأكلَ أكلاً ، وأمرَ أمراً . وماضي الرباعي وأمره ومصدره ؛ مثل : أحسنَ ، أحسنْ ، إحساناً ، وأقبلَ ، أقبلْ ، إقبالاً.

إذا أردنا أن نفرق بين همزة الوصل والقطع ، نضع قبلها فاءً أو واواً فإذا نطقناها كانت همزة قطع ، وإذا اختفت عند النطق كانت همزة وصل (مثل : فأحسنْ ؛ همزة قطع ، فاعلمْ ؛ همزة وصل ) .

- الخلط بين تاء التأنيث والهاء سواء أكانت من أصل الكلمة أم كانت ضميراً للغائب ، فتاء التأنيث ترسم فوقها نقطتان مثل " مدرسة ، وامرأة ، وتنطق هاء عند الوقف : " ذهبت إلى المدرسه " أما عند الوصل فتنطق تاء " ذهبت من المدرستي إلى البيت " وأرجو ملاحظة أني كتبت المثالين كما يجب أن نلفظهما ، لا كما نكتبهما . أما الهاء فهي إما أن تكون من أصل الكلمة كما في الأسماء

مثل : وجه وفقه وأشباه واتجاه وشفاه وأفواه ومياه وكُره ومكروه ، وفواكه.
وفي الأفعال مثل : سَفِه ونزّه ونبّه ونوّه وموّه . ولا ترسم نقطتان على الهاء ، ومثلها ضمير الغائب عند وصله بالأسماء مثل : بيته وكتابه ، أو وصله بالأفعال
مثل : علمته وأكرمته ، أو بحروف الجر وظروف المكان

مثل : منه وإليه ، وفوقه وتحته ... فهذا ضمير المفرد الغائب ولا يجوز وضع نقطتين فوقه . إذن كيف نفرق بين تاء التأنيث والهاء ؟ إننا إذا استطعنا نطق الحرف تاءً فهو تاء مربوطة ، كما أننا إذا وصلناه بالضمير فإنه يكتب تاء لا هاء ، فتاء التأنيث في مدرسة وحقيبة ولعبة ومنزلة ، تكتب تاءً عند وصلها بالضمائر ( ياء المتكلم ، وكاف المخاطب ، وهاء الغائب ، وناء المتكلمين ) مثل : مدرستي ، وحقيبتك ، ومنزلته ، ولعبتنا ، وقس على ذلك.