مفهوم الفـــداء؟ ولماذا التجســـد؟
**هذكر مسرحيه صغيرة كدة جاءت فى قراءات يوم الجمعه العظيمه تقرب قد ماقدر وهبدأ فى الشرح**
اجتمعت محكمه العدل الإلهيه برئاسه قاضى القضاه الأعظم الرب الإله الآب ضابط الكل ، وبعضويه كل من :
المدعى العام : عدل الله
محامى الدفاع : رحمه الله
وبحضور جمع غفير من الملائكه لمحاكمه آدم على سقوطه الذى ادى الى فساد الطبيعه البشريه التى خلقها الله على صورته ومثاله فى الطهر والقداسه
صاح الحاجب بصوت جهورى اهتزت له ارجاء القاعه : محكمه
بدأ القاضى الأعظم الكلام موجها حديثه للمدعى العام قائلآ :
- تكلم ايها العدل ، ماذا لديك ؟
قال العدل :
- كسر آدم الوصيه رقم واحد من القانون الإلهى ونصها : من جميع شجر الجنه تاكل أكلآ . وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تاكل منها . لأنك يوم تاكل منها موتآ تموت ، وعليه استحق آدم حكم الموت
القاضى الأعظم : محامى الدفاع يتكلم
قالت الرحمه :
- آدم مخلوق ضعيف خلق من تراب الأرض وقد اغوي من شيطان ماكر لا قبل له بمكره ولا بد من ان تجد الرحمه له سبيلآ
- العدل : أنسيت يا أختى الرحمه ان الشيطان هذا كان ملاكآ وسقط وحكم عليه بالطرد من حضره الإله ، ونهايته ستكون فى البحيره المتقده بالنار والكبريت
- الرحمه : لاحظ هنا يا أخى ان الشيطان لم يغويه احد وهو لم يخلق من تراب بل هو مخلوق نورانى
- العدل : مهما كانت الأسباب ، آدم سقط وعقوبته هي الموت
- الرحمه : ألا يكفى طرده من الفردوس ؟
- العدل : لا يكفى
- ألا يكفى شقاؤه على الأرض وانه بعرق جبينه يأكل خبزه ؟
- لا يكفى
- ألا يكفى ان يعيش هو وذريته على ارض الشقاء طوال ايامهم ؟
- لا يكفى
- ألا يكفى تعرضهم لمحاربات عدوهم الشيطان وزبانيته طوال حياتهم على الأرض ؟
- لايكفى
- ألا يكفى ان يذوق هو وذريته الموت ؟
- لا يكفى
- الرحمه : أليس هناك من طريق رحمه له ولذريته ؟
- العدل : بل هناك ،،،، وهو الطريق الوحيد
- الرحمه : وما هو هذا الطريق ؟
- العدل : ان يموت عنه بار
- الرحمه : هناك ابرار كثيرون ، نوح أو ابراهيم أوغيرهم ؟ هل يصلح احدهم ؟
- لا ، هناك شروط يجب ان تتوافر فى هذا البار حتى يكون فداؤه مقبولا لإيفاء العدل الإلهى حقه كاملآ
- وما هي هذه الشروط ؟
قال العدل :
- ان يكون انسانآ حتى يفدى الإنسان
- ان يعيش طوال حياته على الأرض بلا خطيئه ، كما يكون برئ من الخطيه الأصليه التى لآدم
- ان يكون ذو قيمه اعلى من جميع البشر حتى يمكن ان يفدى جميع البشر ، اي ان يكون غير محدود
- ان تكون روحه ملكه حتى يكون له ان يفدى بها غيره ، وان يكون له سلطان ان يضعها ، وان يأخذها أيضآ ، وبهذا يقوم بالفداء بإرادته الحره
- ان يبقى حيآ الى الأبد ليشفع فى البشر "شفاعة كفارية" الى المنتهى
هنا تقدم الإقنوم الثانى ، اقنوم الإبن ، وهو الوحيد الذى تنطبق عليه كافه الشروط المذكوره ، إلى المنصه ، وخاطب الآب قائلآ :
- هانذا يا أبتى ، ارسلنى ، لأفدى بنى البشر
قال الآب :
- يا بني هذه مهمه شاقه
- سأقوم بها
- يا بني ، يلزمك ان تولد من إمرأة وتتجسد لتكون إنسانآ ، هل تقبل ؟
- اقبل
- يلزمك ان تشقى وتتعب كإنسان ، هل تقبل ؟
- اقبل
- كما يلزمك ان تتحمل كثيرآ من الآلام ؟
- اقبل
- وتدق يديك وقدميك بمسامير من حديد على صليب من خشب ؟
- اقبل
- ويلزمك ايضآ ، ان تجود بنفسك أي تموت وتوضع فى قبر لمدة ثلاثه أيام ؟
- اقبل
- حسنآ يا بني سأرسلك فى ملئ الزمان
هنا قال القاضى مخاطبآ العدل :
- والآن ايها العدل هل يوافيك هذا حقك كاملآ ؟
- نعم
- وانت ايتها الرحمه ، هل انت راضيه عن عملك الرحيم هذا ؟
- نعم ، كل الرضا
صاح الحاجب ثانية : رفعت الجلسه
وصاح البعض : يحيا العدل ، وصاح البعض الآخر : تحيا الرحمه
(طبعا هذى مجرد مسرحيه للتوضيح الفكرة)
لماذا موضوع الفداء ؟!؟!؟
ما يدرس المسيحية يجد ما هو مشابة للاسلام فى قصة الفداء ويسأل كيف لله العظيم ان يتجسد فى صورة إنسان ويتحمل العذاب والألام ؟؟؟
ولكنى لن اجيبه كما يجيبة شيوخ الاسلام بالمقولة الشهيرة (الله ورسوله عايز كدة هتعارضهم؟)
ولكنى بدعوك للدراسة والصلاة لتصل الى الحقيقة , وانا على يقين ان الكثير يريد ان يدرس هذا الموضوع من مختلف الاديان والطوائف لانه فعلاً الموضوع يحتاج لشرح وفهم, و انا شخصياً فى صغرى كان ليا العديد من الاسئلة فى هذا الموضوع ...
وهذه بعض الاسئلة تُطرح دائماً , والتى سوف نجيب عليها فى هذه الدراسة
- ماهو سبب خطية ادم ؟
- لماذا الله طرد ادم من الجنة ؟
- وهل الله يعاقب الانسان على خطية ادم وهل هذا يتنافى مع عدل المسيح ؟
- ما الذي أجبر الإله الخالق على ان يأتي في صورة إنسان ويفعل ما يفعله الإنسان (من أكل وشرب), وكيف يسمح المسيح ان يُطلم على وجهه ؟
- المؤمنين الذين سبقوا المسيح وماتو قبل قصة الصلب والفداء ماهو ماصيرهم ولماذا؟
- وهل فداء المسيح يخلص الانسان اذا استمر الانسان على خطيئته ؟
- لماذا المسيح هو الوحيد الذى من خلالة يتم الفداء ؟
- لماذا لم يخلق الله انسان جديد ويتحمل هو خطيانا ؟
- لماذا اختار المسيح ان يموت معلقاً على الصليب وبماذا كان يرمز الصليب فى العهد القديم ؟
- لماذا قال المسيح إلهي إلهي لماذا تركتنى ؟
- ومن واقع القرآن هل الله تجسد ؟ وما هو سبب تجسده ؟ وعلى اى صورة تجسد؟
- ومن هو الذى كان يدير الكون عندما كان المسيح متجسد على الارض ؟
- وما الفرق بين تجسد المسيح فى الاسلام وتجسده فى المسيحية؟
- وما الفرق بين مفهوم الفداء فى الاسلام ومفهوم الفداء فى المسيحية ؟
وقبل ان نبداء بالموضوع احب ان انوة ان من يريد ان ينظر للموضوع يجب ان ينُظر للموضوع من وجهت النظر المسيحية او من المفهوم المسيحية , فمثلاً من صفات الله فى الإسلام الاله الجبار - المتكبر - المذل - المتعالى ... الخ فلا يصح تطبيق المفهوم الاسلامى او اى مفهوم آخر على المفهوم المسيحى عندما تريد فهم موضوع فى المسيحية
لذلك قبل الدخول على الموضوع يجب اولاً ان نستوضح صفات الله وصفات الانسان وبعدها نتكلم عن الخطية والفداء ...
1- صفات الله غير محدودة وذلك لان طبيعة الله غير محدودة , لذا سوف نطبق هذة الصفة على باقى الصفات
2- العـدل الغير محدود
3- المحبة الغير محدودة
4- الرحمة الغير محدودة
5- الله هو الخالق
6- الألة الأبدي
7 - الله لا يتغير
8 - الله كامل الصفات
9- الله لايمكن فهمة بصورة كلية
10- الله كلي الوجود اى أنه موجود في كل مكان
11- الله واسع العلم، بمعني أنه يعلم الماضي و الحاضر و المستقبل
12- الله واحد، بمعني أنه لا يوجد اله آخر
13- لله روح، فهو غير مرئي
14- لله هو الثالوث الأقدس، بمعني أن الله يُظهر نفسه من خلال الثالوث الأقدس الواحد المتساوى في القوة والمجد "الآب والابن والروح القدس". ونجد أنه دائما يشار الي الله بالمفرد لأنه اله واحد
15- الله حق، بمعني أنه لا يكذب ولن يتغير أبدا
16- اللة طاهر , فهو لم يفعل خطية
- صفات الانسان :
1- صفات الانسان محدودة وذلك لان طبيعة الانسان محدودة
2- العدل المحدود
3- المحبة المحدودة
4- الرحمة المحدودة
5- الانسان مخلوق
6- الانسان وقتى وليس ابدى
7- الانسان يتغير
9- الانسان يمكن فهمة بصورة كلية
10- الانسان محدود الوجود اى انك لاتسطيع تراه فى اى مكان
11- الانسان ضيق المعرفة اى انة لا يستطيع ان يعلم الماضى و الحاضر و المستقبل
12- لانسان جسد و روح وعقل و هو مرئى
13- الانسان مولود بالخطية
الان تعرفنا على صفات الله وصفات الانسان الان نبدأء نتعرف عن مفهوم الخطية والفداء من الجانب المسيحى والإسلامى
مفهوم الخطية والفداء فى المفهوم المسيحى
اولاً مفهوم الخطية :
الخطية لها معانى وتعريفات كثيرة فالخطية هى نتاج خطأ ما قد فعلة الانسان وايضاً من ضمن التعريفات انها تعدى على شريعة الله وكسر الوصاية الآلهية والخطية فى حد ذاتها تغضب قلب الله
أ- خطية آدم
يقول بولس الرسول "بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم" (رومية 5: 12)
فمن هو هذا الإنسان الذي به دخلت الخطية إلى العالم؟ إنه الإنسان الأول أبونا آدم الذي بواسطته دخلت الخطية إلى العالم.
دعونا نستوضح قصة الخلق وسبب الخطية .
خلق الله ادم من تراب الارض ونفخ فية نسمة حياة فصار الانسان كائناً حياً , ثم غرس الله بستاناً فى عدن, وانبت فية كل انواع الاشجار وكان منظرها جميلاً وطعم ثمرها لذيذاً ونبتت فى وسط البستان شجرة الحياة ومعرفة الخير والشر وقاد الله ادم , بعد ان خلقة الى البستان لكى يفلحة ويحرسة وقال لة يمكنك ان تأكل من ثمر اشجار البستان كلها . اما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل من ثمرها , فإنك يوم تأكل منها تموت ولم يكن الله يريد ان يبقى الانسان وحدة على الارض فجاء بالحيوانات كلها وبالطيور كلها الى ادم , فقاد كل الحيوانات وكل الطيور الى ادم فأعطى ادم اسما لكل منها ولكن لم يكن احد منها يناسبة حقاً , واوقع الله ادم فى نوم عميق واخذ احد اضلاعة , وصنع منة امرأة , فلما راها ادم قال انها مثلى حقاً ليكن اسمها امراة لانها اخذت منى وكان الرجل والمرأة عريانين ولكنها لم يكونا يخجلان وكان يعيشان مع الحيوانات فى سلام وكان سعيدين لان الله كان صديقهما وكان كل شىء على ما يرام ولكن حدث ان قالت الحية للمرأة (اصحيح ان الله منعكما عن اكل ثمر إحدى الاشجار ؟ ) فأجابت المرأة (لا لم يمنعنا قط ! يمكننا ان نأكل ثمر جميع اشجار البستان ليس هناك سوى شجرة واحدة لا يمكننا ان نأكل منها هى الشجرة التى فى وسط البستان وإلا نموت )
فقالت الحية (لن تموتا بل على العكس ستنفتح عينا كما وستعرفان ما هو خير وما هو شر تماما مثل الله )
ورأت المرأة ان ثمر الشجرة طيب للاكل وقادر ان يصيرها ذكية , فأخذت منة وأكلت وأعطت زوجها . عندئذ اتفتحت عيناهما , ولاحظا انهما عريانان , فجدلا لانفسها وزرة من ورق التين وعند المساء , سمعا صوت الله فى البستان فاختبأا . إلا ان الله نادى الرجل وقال (اين انت) فأجاب ادم (انى سمعت خطواتك فخفت واختبأت لانى عريان ) فسألة الله (وكيف عرفت ذلك ؟ هل اكلت من ثمرة الشجرة التى منعتك عنها ؟) فعزا ادم الخطأ الى المرأة وقال (هى اعطتنى لاكل) وألقت المرأة التهمة على الحية فقالت (لقد خدعتنى) فقال الله للحية: ( ملعونة انت , لانك فعلت هذا. ستزحفين على بطنك وتأكلين الغبار . وتكون المرأة عدوتك , واولادها اعداء اولادك .وهم يسحقون رؤوسكم, وانتم تلدغونهم في عقبهم
وقال الله للمرأءة (ستكون حياتك قاسية , وتلدين بالالم) , وقال الله للرجل (لقد خالفت وصيتى فسوف ترى ان الارض ليست فردوساً. يجب عليك ان تشقى فى عملك حتى الممات ,لئلا تجوع انت وأسرتك . وبعد ذلك تعود الى الارض التى كونتك منها) . , ودعا آدم امرأتة (حواء) , اى حياة . وصارت حواء ام كل الاحياء . ودرد الرب الالة الانسان من الفردوس . وراح حارس الفردوس , والسيف فى يدوة , بُراقب مداخل البستان والطريق المؤدية الى شجرة الحياة
نستوضح من هذة القصة كيف خلق الله آدم وحواء في حالة البر والقداسة, أي على صورته الإلهية البارة المقدسة , ثم وضعهما في جنة عدن وأوصاهما أن يأكلا من شجر الجنة ما عدا شجرة معرفة الخير والشر و كان القانون الالهى واضح جداً, إذ قال لآدم "يوم تأكل منها موتاً تموت", وكيف ان الخطية جلبت غضب الله، واصبح كل الجنس البشري تحت قضاء الله ودينونته، وتحت الموت والغضب.
ب- خطايا ذرية آدم
يقول بولس الرسول "وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع" (رومية5:12). في الواقع أنه بخطية آدم ، أصبحت الخطية ميلاً طبيعياً في البشرية كلها، وانتشرت جرثومتها في دمائهم فانزلقوا في الشر والإثم لهذا يقول الكتاب "ليس بار ولا واحد، الجميع زاغوا وفسدوا معاً" (رومية3: 10) هذا هو الوضع المذري الذي وصلت إليه البشرية، فالناس ينطلقون وراء شهواتهم الجسدية، ووراء محبة العالم، وحب الاقتناء، وحب الذات، والبعد عن الله. والمصيبة الكبرى أنهم لا يرون في ذلك خطأ، بل يعتبرونه أمورا طبيعية. وينظرون إلى من يعيشون مع الله على أنهم متخلفون يعيشون في عصور الجاهلية.
وحتى الأشخاص المتمسكين بالدين يعيشون صراعا رهيبا داخليا إذ يجدون ميلا داخليا يشدهم إلى الخطية. فمن أين جاء ذلك الميل الشرير؟ إنه بالتأكيد فيروس الخطية الذي ورثه الإنسان من أبويه آدم وحواء الملوثين بميكروب الخطية.
ج- خطايا الأنبياء
هل تظن يا عزيزي القارئ أن الأنبياء قد نجوا من جرثومة الخطية هذه؟ كلا فالدماء البشرية كلها ملوثة أو كما قال الكتاب المقدس "إنه ليس بار ولا واحد" (رومية3: 10)
والأنبياء أيضاً إذ أنهم من ذرية آدم فقد ورثوا فيروس الخطية وسقطوا هم أيضاً فيها. ويذكر الكتاب المقدس لكل نبي خطاياه. ودعنا نورد بعضا منها على سبيل المثال لا الحصر:
1- إبراهيم الخليل:
لقد كذب أبونا إبراهيم عندما قال عن امرأته أنها أخته حتى لا يعرض نفسه للموت. (تكوين في إصحاحات: 12 و20)
2- موسى النبي:
أما موسى النبي فقد قتل المصري الذي كان يتشاجر مع الإسرائيلي وعندما عرف أن فعلته قد كشفت فر هاربا إلى برية سيناء. (خروج اصحاح2)
3- نوح صاحب الفلك:
ولقد سكر نوح بالخمر وتعرى. (تكوين 9)
ويعوزنا الوقت لو ذكرنا لكل واحد خطاياه العديدة.
من هذا يتضح لك أيها القارئ العزيز وجهة نظر المسيحية في جرثومة الخطية فقد أصابت أولا آدم وحواء ثم ورثها الجنس البشري كله
ثانياً مفهوم الفداء :
الفداء هو التخليص من الموت ببدل (شخص بديل) . أي أن يتحمل الشخص الذي سيقوم بعملية الفداء الحكم المحكوم به على الشخص المفدى.
أو بمعنى أبسط : الفداء هو أن يموت الفادي بدلاً عن المفدى.
والموت الذي تكلم عنه الرب للإنسان لم يكن موت جسدي فقط، فهذا جانب واحد فقط وأقل أهمية، ولكن دعونا نرى ونفهم الجوانب الأخرى للموت:
أ– الموت الروحي:
ومعناه الأول الانفصال عن الله. لقد صار الإنسان في موت روحي غير قادر أن يحيا في شركة وعلاقة مع الله.. منفصلاً عنه بسبب خطاياه.. لا يحق له الاقتراب إليه.. عاجزاً عن إرضاءه أو أن يصنع براً. انظروا معي كيف يشرح الكتاب المقدس هذه الحالة:
أشعياء 2:59 "بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع".
أفسس 1:2 "وأنتم إذ كنتم أمواتاً بالذنوب والخطايا التي سلكتم فيها... ".
أفسس 18:4 "إذ هم مُظلمو الفكر ومتجنبون (منفصلون) عن حيوة الله لسبب الجهل الذي فيهم بسبب غلاظة قلوبهم".
رومية 3: 10-12 ".. ليس بارٌ ولا واحدٌ. ليس مَنْ يفهم. ليس مَنْ يطلب الله. الجميع زاغوا وفسدوا معاً. ليس مَنْ يعمل صلاحاً ليس ولا واحد".
ب- الموت الأبدي:
استوضاح :
حينما خلق الله ادم خلقة بطبيعة ابدية فعندما أخطأ آدم صارت الطبيعة الازلية طبيعة وقتية معرضة للمرض و الموت
مفهوم الموت الأبدي:
بعد أن يقضي الإنسان الخاطئ حياته هنا على الأرض منفصلاً عن الله وتحت الغضب الإلهي، ينتقل بالموت الجسدي إلى الموت الأبدي. وهذا الموت لا يُعد انفصالاً أبدي عن الله فقط، بل هلاكاً ودينونة أبدية في بحيرة النار والكبريت مع إبليس وأعوانه، بعيداً تماماً عن الله وملائكته. لذا انظر معي الآيات التالية التي تشرح هذا الأمر:
لوقا16: 22-32 ".. ومات الغني أيضاً ودُفن. فرفع عينيه في الجحيم وهو في العذاب.."
يوحنا36:3 ".. والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حيوة بل يمكث عليه غضب الله".
متى41:25 ".. اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المُعدة لإبليس وملائكته".
2تسالونيكي9:1 "الذين سيعاقبون بهلاك أبدي من وجه الرب.."
*وهل من العدل أن يعاقب الله البشر بسبب خطية آدم؟ فإن لم يكونوا قد أخطأوا كما أخطأ آدم، فلماذا يعاقبهم بالعقاب الذي حلَّ بآدم؟
"الجميع زاغو وفسدو وأعوزهم مجد الله " فلا يوجد انسان بلا خطية
وهناك نوعان من الناس لا يحل بهم العقاب الذي حلَّ بآدم، هما الأطفال، والذين أخطأوا سهواً بغير تعمُّد. فقد قيل: »قبل أن يعرف الصبي أن يرفض الشر ويختار الخير« (إشعياء 7:15)، وقال المسيح: »لو كنتم عمياناً لم تكن لكم خطية« (يوحنا 9:41) وقال بولس في رومية 5:19 إنه بإطاعة الواحد الذي هو المسيح سيُجعَل الكثيرون أبراراً، بمن فيهم الأطفال.
ويعتبر الكتاب المقدس أن الكل مخطئون في آدم نائبهم الأول، ولكن موت المسيح لأجل البشر رفع هذه اللعنة عن البشر جميعاً »لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جُعل الكثيرون خطاة، هكذا ببرٍّ واحدٍ (الذي هو بر المسيح) صارت الهبة إلى جميع الناس لتبرير الحياة، لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جُعِل الكثيرون خطاة، هكذا أيضاً بإطاعة الواحد سيُجعَل الكثيرون أبراراً« (رومية 5:18 و19). ولذلك يُعتَبر الذين لم يخطئوا على شبه تعدي آدم (من آدم إلى موسى- أي قبل نزول شريعة موسى) مخطئون في نائبهم الأول، ولأنهم كسروا ناموس الله الواضح في الطبيعة، بالرغم من أن شريعة موسى لم تكن قد أُعطيت بعد. ولكن رومية 5 يعلِّمنا أن الخطية خاطئة جداً، وأنه بسببها يأتي غضب الله على أبناء المعصية، لكن رحمة الله الواسعة تعطيهم فرصة الخلاص بكفارة المسيح إن هم قبلوا هذه الكفارة.
** ما الذى اجبر الله على ان يفعل كل هذا؟ فكان من الممكن ان يسامحنا بدون ما يتم الفداء
كما اتفقنا مسبقاً ان من صفات الإلة الخالق المحبة الغير محدودة والعدل الغير محدود , ومن المعروف ان ما لا نهاية يساوى ما لا نهاية اذاً محبة المسيح الغير محدودة تساوى عدل المسيح الغير محدود
ماذا يقول عدل المسيح تجاة خطية الانسان ؟ ان اُجرة الخطية هو موت ابدى .
ماذا تستوجب محبة المسيح ؟ محبة المسيح تستوجب انقاذ الانسان من الهلاك الابدى !
** لكن الله لدية القدرة على ان يسامح فلماذا لم يسامحنا بدون عمل الفداء؟
هل من الممكن ان يدخل المتهم ويقول للقاضى انا عارف ان انت فى سلطتك انك تسامحنى ويسامحو القاضى ؟
طبعاً لا يصح والا لن يكون للقانون قيمة فهل معنى ان الله لدية القدرة على مسامحة البشرية معنى هذا انه يسامح بدون عقاب ؟
فإذا سامح الله الانسان اصبح الله عدل الله اقل من محبتة واذا حكم الله على البشرية بالموت الابدى فاصبح الله عادل واصبح عدلة لا يتساوى مع محبتة
اذا ماذا يفعل المسيح لكى يحقق العدل والمحبة معاً دون ان يزيد شىء عن الاخر لاننا عارفين ان المحبة والعدل متساوين ؟
كان لازم العدل يحقق وهو ثمن الخطية الموت ولكن لابد من وجود فاضى يتحمل العقاب
هناك قصة تتكلم عن قاضى مر علية قضية من اصعب القضاية التى من الممكن ان تمر على اى قاضى فى العالم
وهو ان يرى ابنة فى قفص الاتهام بجريمة قتل, فماذا يفعل القاضى فى هذة القضية ؟
هل يحكم بالعدل ام يحكم بمحبة الاب لابنة ويترك ابنة خارج القفص ؟
عدل القاضى يستوجب ان يحكم على ابنة بالاعدام وهذا ما فعلة القاضى ليحقق العدالة ولكن اين محبة الاب ؟ فبعدما حكم القاضى على ابنة بالاعدام لم يستطع تحمل مشاعر الابوة تجاة ابنة وقال انا اتحمل العقوبة بدل ابنى
فإذا كانت محبة القاضى لابنة استوجبت ان يتحمل العقوبة بدل ابنة. فكم بالحرى محبة الرب تجاة ابناءة ؟
** كيف يتجسد الله فى صورة انسان ويتحمل ان يلطم على وجهه؟
الام عندما يكون عندها طفل صغير بتركع على رجليها وتمشى جنبه وتسحف معاه بتنزل من اجل انها تعرف تتواصل معاه وتتفاهم معاه وممكن الطفل الصغير دة وهو بيلعب مع امه ممكن يمد ايدة عليها ويضربها بالالم والام بتبقى فرحانة وتاخد الايد اللى ضربتها وتبوسها يمكن لو حد تانى هو اللى ضربها بالالم كانت ترد له الالم المين لكن بالنسبة ابنها هتاخد الايد دى وتبوسها فاذا كانت الام بتنزل عشان تتواصل وتتفاهم مع ابنها فكم بالحرى الرب يسوع الذى شبة نفسة بالاب والام ويقول كإنسان تعزّية أمه هكذا أعزيكم أنا ف الله من محبتة لينا تجسد وتحمل العذاب والالام
لماذا الله بالذات؟ لماذا لم نقدم حيوان كاذبيحة؟اليس من الممكن ان يخلق الله انسان جديد ويتحمل عنا العقاب؟
وهذا يستدعينا ان نبحث عن شروط الفـــادى
1- يجب أن تتوفر فى الفادي شروط معينة باعتبار أنه سيفدي البشرية كلها إذاً لا بد أن يكون الفادي: غير محدود، وفي نفس الوقت يكون إنسانا، ولكن لابد أن يكون إنسانا طاهرا اى بلا خطية .
فدعنا نستوضح هذه الشروط فيما يلي:
أ- الفادي غير محدود:
هذا هو أول شرط يجب أن يتوفر فى الفادى لما يأتي:
إن الخطية تُقدر قيمتها وفقاً لقيمة الشخص الـمُخطأ فى حقه، وعقوبتها أيضاً تقاس طبقاً لمركزه، والتكفير عنها يتناسب مع قيمته. فمثلاً إذا أخطأت فى حق زميل لي، تكون خطيتي محدودة ولا تحتاج لأكثر من اعتذار. أما إذا أخطأت فى حق (صاحب السلطة) فإني أستحق عقوبة شديدة ولا يكفي لها مجرد الاعتذار. وهكذا إذا أخطأت فى حق الله فإن خطيئتي تعتبر غير محدودة، لأن الله غير محدود وأستحق عقاباً غير محدود، ولهذا فان فدائي يحتاج إلى كفارة غير محدود.
لذلك فإن الفادي الذي يكفر عن خطيتي يجب أن يكون غير محدود.
هذا عن الشرط الأول من شروط الفادي، أما الشرط الثاني فيجب أن يكون:
ب- الفادي أنسانا:
إذ لابد أن يكون الفادي من جنس المفدي ومساوياً له فى القيمة.. فلا يصلح إذن الحيوان أن يفدي الإنسان لأنه ليس من جنسه ولا من قيمته. لهذا يجب أن يكون الفادي إنساناً ليفدي الناس.
كان هذا بخصوص الشرط الثاني من شروط الفادي، وأيضا لابد أن يكون:
ج- الفادي طاهراً:
وهذا هو الشرط الثالث الذي يجب أن يتوفر فى الفادي ذلك لأنه إن كان هو نفسه خاطئاً فانه لا يستطيع أن يفدى غيره وإنما يموت بخطية نفسه فقط.
إذن من هو الفادي الذي تكتمل فيه هذه الشروط؟
هل الحيوان تتوفر فيه هذه الشروط؟ كلا فالحيوان مخلوق محدود، وهو ليس إنسانا.
هل الملاك تتوفر فيه هذه الشروط؟ كلا. فالملاك مخلوق محدود، وهو أيضاً ليس إنسانا.
هل يوجد نبي تتوفر فيه هذه الشروط؟ كلا. فالنبي مخلوق محدود، وهو أيضاً ليس طاهراً. إذ أنه من نسل آدم الذين تلوثت دماؤهم بجراثيم الخطية!
إذن من هو الفادي الذي تكتمل فيه هذه الشروط؟
2- الفادي الوحيد:
رأينا في النقطة السابقة الشروط التي يجب أن تتوفر في الشخص الذي يفدي البشرية، ورأينا أيضا أنه لا يصلح لفداء البشرية حيوان ولا ملاك ولا نبي. إن مشكلة الفداء هذه قد أوجد الله لها حلاً وحيداً فريداً بحكمته الفائقة، وهذا الحل هو شخص يسوع المسيح الفادي. ولنبحث الآن كيف اكتملت شروط الفادي فى شخص المسيح.
أ- الله وحده غير محدود:
لا يوجد يا أخي كائن غير محدود سوى الله وحده، لهذا فلا يوجد سوى حل واحد للمشكلة وهو أن يتنازل الله ويفدى الإنسان.
ولهذا دبر الله أن يحل روحه غير المحدود في جسد المسيح البشري المحدود ليكسبه صفة غير المحدودية المطلوبة في الفادي. وهذا ما وضحه الكتاب المقدس بقوله: "عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد" (1تى 3: 16) (ولمزيد من فهم سر التجسد الإلهي انظر كتاب المسيح ابن الله للمؤلف)
ب- المسيح إنسان:
فالله أخذ من مريم العذراء جسداً وحل فيه بروحه، لذلك فالمسيح من جهة الجسد هو إنسان كامل. فقد قال عنه بولس الرسول أنه "أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائراً فى شبه الناس. وإذ وجد فى الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتي الموت موت الصليب" (فيلبى 2: 7،8)
ج- المسيح طاهر (اى انة بلا خطية) :
وهذا الشرط أيضاً قد اكتمل فى المسيح. فبطرس الرسول يقول عنه: "لم يفعل خطية ولا وجد فى فمه مكر" (1بط2: 22)
وقد وقف المسيح أمام اليهود قائلاً:"من منكم يبكتني على خطية" (يوحنا 8: 46)
من هذا يا أخي نرى أن يسوع المسيح هو الفادي الذي اكتملت فيه الشروط المطلوبة، فهو من جهة طبيعته الإلهية غير محدود، ومن جهة طبيعته البشرية هو إنسان، ومن جهة الطهارة فهو لم يعرف خطية قط. لذلك قدم نفسه ذبيحة على الصليب ليكفر عن خطايا البشرية ويموت فداء عن الناس جميعاً، ولهذا يقول الكتاب المقدس "متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح. الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة" (رو3: 24،25)
والان عرفنا انة هذة الشروط لا تنطبق الإ على شخص واحد وهو المسيح, اذاً كان لابد ان يتم الفداء عن طريق المسيح
** لماذا اختار المسيح ان يموت معلقاً على الصليب وبماذا كان يرمز الصليب فى العهد القديم؟
الصليب هو وسيلة بشعة لتنفيذ حكم الإعدام على المجرمين، لأن المعلق يموت موتاً بطيئاً . إن كل رموز العار تحققت في الصليب، وبعد أن علق المسيح عليه أضحى الصليب افتخاراً لا عاراً، و رمزاً وشعاراً للمسيحية في كل زمان ومكان .
وقد جرت عدة محاولات لقتل المسيح تارة بسيف هيرودس، وتارة أخرى بمحاولة طرحه من فوق الجبل، وثلاث مرات في الهيكل برجمه وكل هذه المحاولات باءت بالفشل، كان يجب أن يموت المسيح مرفوعاً على الصليب مثقوب اليدين والقدمين , وقد حدد الطريقة التي سيموت بها ، عندما قال " وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يُرفع (على الصليب) ابن الإنسان .. " - "وأنا إن ارتفعت عن الأرض (بالصليب) أجذب إليَّ الجميع (يوحنا 3: 14، 12: 32 ) .
** لماذا الصليب بالذات؟
1- بالصليب صار المسيح هو الكاهن والذبيحة ،على الصليب :فهو يرفع يديه ككاهن وهو فى نفس الوقت الذبيح المعلق .
2- بالصليب كان هو الميت القائم كما ورد فى سفرالرؤيا :انه خروف قائم وكأنه مذبوح " (رؤيا 6: 5 )
3- بالصليب صالح الأرضيين مع السمائيين :اذ تصل الصلة بين الأرضيين و السمائيين الى زروتها على الصليب .
4- علامة الصليب تشير الى الأنا المبذولة والطاعة الكاملة .
5- بالصليب تمت النبوات .
6- بالصليب ملك على الخشبة .
7- الصليب اعطى ثلاث ساعات ،فرصة لاتمام العمل ،ولقول المسيح السبع عبارات .
8- الصليب هو شجرة الحياة ..
9- الصليب محا اللعنة :"التعلق ملعون من الله "(تث 21 :22 )
10- الصليب يشير الى العرش الالهى :الصليب كعلامة له أربع أفرع واضحة ،ويرمز للعرش الالهى الذى حوله الأربعة أحياء غير المتجسدين ، والأربعة أحياء يرمزون للخلاص فى مراحله فصورة الانسان ترمزللتجسد ،وصورة العجل ترمز للذبيحة والصلب وصورة الأسد ترمز للقيامة ،وصورة النسر ترمز للصعود .
** لماذا قال الله الهى الهى لماذا تركتنى اذا كان هو الاله؟
المزامير قديما لم تكن بالارقام كما يرمز لها الان والمسيح حينما قال الهى الهى لماذا تركتنى كان يقصد المزمور 22 الذى كتبة داود النبى قبل مجى المسيح بألف عام الذى يحكى فية قصة الصلب التى حدثت للمسيح
__________________________________________________ ___
تجسد الله فى المسيحية و الاسلام
المسيح عندما تجسد وصلب كان له هدف سامى وهو انقاذ البشرية من الهلاك الابدى , ونجد ان تجسد الله فى المسيحية هو بمعنى اتحاد بين الطبيعة البشرية والطبيعة الالهية , ولكن نجد ان معنى التجسد فى الاسلام هو بمعنى تحول وليس اتحاد وكان هذا التحول او التجسد هو بدون هدف , وللاسف يا اخوتى تستنكرون تجسد الله فى صورة انسان وتستهزءون بنا حينما نقول ان الله تجسد فى صورة انسان , بالرغم انة من واقع القران نجد ان الله تجسد فى صورة جماد وكان تجسده بدون هدف
نجد فى القران ان الله تجسد فى صورة شجرة
{فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }القصص30
ويذكر القرآن ايضاً تجلى الله فى الجبل
{وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ }الأعراف143
وهذا ما لا يستطيع ان ينكرة علماء المسلمين وقد تكلم عنة الشيخ الشعراوى وانت ايضـــا
ومن نفس المنظور ونفس الاسئلة التى كان يطرحها الاحبة المسلمون عن تجسد الله فى المسيحية (والتى فى الغالب تأتى بهدف السخرية وليس بهدف البحث) , انا ايضاً اطرح عليكم نفس الأسئلة :-
1- هل الجماد (الشجرة والجبل) افضل ام الانسان ؟
2- ما هو هدف تجسد الله فى صورة شجرة او تجلية فى الجبل؟
3- وهل معنى هذا انكم تعبدون شجرة او جبل ؟
4- وهل الله ترك العرش ونزل للجبل والشجرة واللا استنسخ نفسة نسخة على العرش ونسخة ظهرت للجبل والشجرة؟
5- مين هو اللى حكم الكون اثناء تجسد الله؟
6-هل الله له احبال صوتية فيتكلم ويسمعه موسى؟ , واذا كان ليس له احبال صوتية فكيف سمع موسى صوته باذنه ؟
7- لماذا تقبلون تجسد الله فى صورة الجماد ولا تقبلوة فى صورة انسان ؟
8- اليس تجسد الله فى صورة شجرة هو اهانة لله ؟
لا اريد لها اجابات ولم اقصد السخريـــة بل اوجه نفس الاسأله اللى بتسألوهـــا
الفرق بين تجسد الله فى المسيحية وتجسدة فى الاسلام :
1- نجد ان تجسد الله فى المسيحية هو لهدف سامى وهو انقاذ البشرية بينما فى الاسلام لا نجد هدف محدد لتجسد الله
2- ايضا نجد ان تجسد الله فى الاسلام بمعنى تحول بينما فى المسيحية بمعنى (اتحاد) , اتحاد الطبيعة البشرية والطبيعة الالهية بدون أن تتحول إحداها إلى الأخرى .
3- نجد ان الطبيعه اللاهوتية لم تتغير في جوهرها أو خصائصها أو قدراتها إلى الطبيعة البشرية ، ولا العكس ولا تلاشت البشرية في الإلهية أو اختفت الإلهية في البشرية
4- نجد ان الله حينما تجسد فى المسيحية , تجسد فى صورة انسان والله اعطى كرامة للانسان تفوق كل المخلوقات أعطاه الأبدية مراث له وكأن الإنسان مخلوق له خاصية مختلفة عن باقي المخلوقات الأخرى, وحينما خلق الله الانسان خلقة على صورتة ومثالة فى المفهوم المسيحى
- فى المسيحية سفر التكوين
وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الأرض وعلى جميع الدبابات التي تدب على الأرض. 27 فخلق الله الإنسان على صورته على صورة الله خلقه ذكراً وأنثى خلقهم. 28 وباركهم الله وقال لهم أثمروا وأكثروا واملئوا الأرض وأخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض
نرى ان هناك اختلاف واضح في خلق أدم عن خلق باقي الخليقة, فتجد أن الله أعد الخليقة كلها من أجل أدم , ونرى ان الانسان نال اكبر تكريم من الله بخلقة على صورتة ومثالة من حيث حرية الإرادة, والعقل والتمييز, التأمل والإدراك
- وفى الاسلام ايضاً نرى ان ادم مميز عن باقى المخلوقات
( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70) الإسراء
(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) التين
ونرى ان الله قد خلق ادم على صورتة :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي حديث ابن حاتم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته}
صحيح مسلم باب النهي عن ضرب الوجه
فاذا نجد ان الانسان هو مخلوق مميز عن باقى المخلوقات وان الله كرم الانسان وخلقة على صورتة
اما الجماد فليس لة اهمية مثل الانسان كى يتجسد الله فى الشجرة او الجبل فهذا هو الاهانة لله ان تصوره فى صورة جماد
مفهوم الخطية و الفداء فى المفهوم الأسلامى
اولاً مفهوم الخطية :
كما استوضحنا وجهة نظر المسيحية فى مفهوم الخطية وحتمية الفداء ايضاً سوف نستوضح وجهة نظر القرآن حول مفهوم الخطية والفداء
الخطية فى الإسلام
كما ذُكرت خطية ادم فى الكتاب المقدس ذُكرت ايضاً فى القرآن وكما وضح الكتاب المقدس ان البشرية كلها تلوثت بجرثومة الخطية هكذا وضح القرآن نفس الشىء كما سنرى
اولاً: خطية آدم
1- سورة التين: آية4:
"لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم"
هذه الآية توضح أن الله خلق آدم في أروع صورة من البر والطهارة (في أحسن تقويم).
أما عن سقوط آدم في الخطية فقد جاء في:
2- سورة البقرة (آية 35 ـ 38)
"وقلنا يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا (أي في سعة من العيش) حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين (أي من المخطئين) فأزلهما الشيطان عنها (أي أبعدهما عن الجنة) فأخرجهما مما كانا فيه . وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلي حين).
يتضح من ذلك دور الشيطان في إغواء آدم وحواء ليأكلا من الشجرة التي نهاهما الله عن أن يأكلا منها وبهذا سقطا في الخطية.
3- سورة طه (آية 117 ـ 123):
"فقولنا يا آدم إن هذا (أي إبليس) عدوا لك ولزوجتك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى…فوسوس إليه الشيطان قال: يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى (أي لا ينتهي)، فأكلا منها فبدت لهما سوأتهما (أي عورتاهما) وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصي آدم ربه فغوى"
من هذا نرى كيف سقط آدم في الخطية عندما عصى ربه.
نجد ان قصة الخطية فى القرآن مشابة جداً للقصة التى تكلمنا عنها فى الانجيل
ثانياً: خطايا ذرية آدم
ويوضح القرآن أيضاً وعلماء الإسلام خطايا البشرية كلها كما يلي :
1- سورة يوسف 53:
"إن النفس لأمارة بالسوء". أي أن نفس الإنسان بطبيعتها الساقطة تميل للشر، وهذا ما وضحه الإمام الرازي كما سنرى في النقطة التالية.
2- الإمام الرازى:
وهو من مشاهير مفسري القرآن فيقول ( أي أن النفس ميالة إلى القبائح، راغبة في المعصية، والطبيعة البشرية تواقة إلى اللذات)
3- الترمزي:
وهو أبو عيسى محمد بن عيسى من أهم جامعي الأحاديث النبوية. روى عن أبى هريرة قال النبي "جحد آدم فجحدت ذريته، ونسى آدم فأكل من الشجرة فنسيت ذريته، وخطئ آدم فخطئت ذريته".
من هذا يتضح أن النفس البشرية قد ورثت الخطية عن آدم وهكذا خضعت لسلطان الخطية التي تسلطت على البشر جمعا.
ثالثاً: خطايا الأنبياء
1- إبراهيم:
(سورة إبراهيم 41) يقول إبراهيم: "ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب" فإبراهيم هنا يطلب المغفرة ، وكيف يطلب الإنسان مغفرة إن لم يكن قد أخطأ فعلاً؟
2- موسى:
(سورة القصص15و16) "ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان . هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه (أي ضربه) موسى فقضى عليه (أي قتله) . قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين. قال ربى إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم ) فموسى بعد أن قتل الرجل إستغفر عن خطيئته .
3- كما يذكر القرآن عن النبي محمد ما يلي:
(سورة الفتح 2): "ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر"
ويفسر الإمام النسفى ذلك فيقول (أي يغفر لك جميع ما فرط منك)
وفي (سورة الانشراح 1ـ3)
"ألم نشرح لك صدرك ، ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك".
معنى وضعنا عنك (أي رفعنا عنك) ومعنى الوزر (أي الذنب). ومعنى الذي أنقض ظهرك (أي أثقل ظهرك).
وفي (صحيح البخاري جزء2 صفحة134):
( وهو مجموعة الأحاديث النبوية الصحيحة ) قيل: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ويقول : اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النار)
وفي صحيح البخاري أيضاً:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما منكم من أحد يدخل الجنة إلا برحمة الله تعالى ، قيل ولا أنت يا رسول الله ؟ قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته)
وعن الأغر بن ياسر المازنى:
قال رضى الله عنه: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه ، فأني أتوب إليه في اليوم مائة مرة). رواه مسلم (كتاب رياض الصالحين من كتاب سيد المرسلين للإمام النووي ص 9)
مما سبق يتضح لنا أن القرآن يذكر خطايا الأنبياء، ولا يفوتنا هنا أن نورد رأى الإسلام والفرق الإسلامية بالنسبة لخطايا الأنبياء أيضا.
فالإسلام يقسم الخطايا إلى : كبائر (وهى الخطايا الكبيرة كالزنا والقتل والسرقة..)
وإلى صغائر (وهى الخطايا الصغيرة كالضرب مثلا …) ويقول الإسلام أن الأنبياء معصومون من بعض الخطايا الكبائر (كالزنا والقتل والسرقة) أما بقية الكبائر فقد قال أهل السنة : (وهى فرقة كبيرة من فرق الإسلام، أنه يجوز صدورها عن الأنبياء قبل بعثتهم (أي قبل نبوتهم) أما الصغائر (أي الخطايا الصغيرة) فانه يجوز صدور بعضها عن الأنبياء قبل بعثهم عمداً وكذلك يمكن صدورها عنهم بعد البعثة سهوا.
وقد عقب على ذلك الأستاذ حسن متولي المدرس بالمعهد الديني بالقاهرة فقال "ولا ينافى هذا تسميته ذنباً والاستغفار منه والاعتراف بكونه ظلماً" (مذكرة التوحيد والفرق ص 38 ، 39).
وهكذا رأينا أن الخطية قد سرت إلى الجنس البشرى كله حتى الأنبياء أنفسهم فقد سقطوا تحت سلطانها سواء عمداً أم سهواً ولقد صدق الكتاب المقدس عندما وضح ذلك قائلاً: "طرحت كثيرين جرحى وكل قتلاها أقوياء" (أمثال7: 26) ولهذا قال أيضا "الجميع زاغوا وفسدوا معا ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد" (رومية3: 12).
هذا عن جرثومة الخطية التي سرت إلى البشرية كلها.
ثانياً مفهوم الفداء :
رأينا مما سبق ما يتعلق بالفداء من وجهة النظر المسيحية. وسنرى هنا وجهة نظر الإسلام في ذلك.
والواقع أن الفداء يتعلق بمشكلة العدل والرحمة كما رأينا في فصول سابقة، والإسلام أيضا يشهد بأن الله عادل وبعدله حكم على البشرية بالموت من أجل خطاياهم كما جاء في (سورة البقرة) "من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار".
ولكن الإسلام يقر أيضاً أن الله رحيم ولا بد أن يغفر الخطايا ويخلص البشر من نار جهنم كما جاء في (سورة آل عمران) "وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها".
وهذا ليس بالأمر الهين أو البسيط بل إن الإسلام يشهد بأنها مشكلة ليست هينة إذ يقول القرآن في (سورة الزمر19) "أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من فى النار". وقد فسر الإمام النسفى ذلك قائلاً:"معناه أفمن حق عليه كلمة العذاب ينجو منه (أفأنت تنقذه) أي لا يقدر أحد أن ينقذه" (تفسير النسفى جزء4 صفحة41)
ولهذا نرى أن الإسلام يقر الفداء كما يتضح مما يلي :-
أولاً: فكرة الفداء في الإسلام
1- مفهوم الفداء:
يقول الإمام النسفى:
"الفداء هو التخليص من الذبح ببدل .. وليس هذا بنسخ للحكم، بل ذلك الحكم كان ثابتاً على طريق الفداء". (تفسير النسفى جزء 4 صفحة21).
وهذا المفهوم يتفق تماما مع المفهوم المسيحي للفداء، نعم إنها أرضية مشتركة.
2- أمثلة للفداء:
( أ ) فداء ابن إبراهيم :
لقد اختلف أئمة الإسلام فى تحديد المقصود بابن إبراهيم، هل هو اسحق أم إسماعيل؟ فقال بعضهم أنه إسماعيل وقال آخرون أنه اسحق. وقد ذكر الإمام النسفى الرأيين فيما كتبه، وقد آثرنا أن نقتبس كلامه بالحرف الواحد إذ قال:
"الذبيح إسماعيل وهو قول: أبى بكر وابن عباس وابن عمر وجماعة من التابعين رضى الله عنهم.
وعن على وابن مسعود والعباس وجماعة من التابعين رضى الله عنهم أنه اسحق، ويدل عليه كتاب يعقوب إلى يوسف عليهما السلام: من يعقوب إسرائيل الله ابن اسحق ذبيح الله ابن إبراهيم خليل الله". (تفسير النسفى جزء4 صفحة 20
وطبعاً الأرجح هو أنه اسحق لأنه ثابت بالدليل السابق ذكره ولأن رواية التوراة والإنجيل تدل على أنه اسحق. على أي حال قد ذكر القرآن قصة هذا الفداء كالآتي:-
سورة الصافات101-107
"فبشرناه بغلام حليم. فلما بلغ معه السعي (أي يسعى مع أبيه في أشغاله) قال يا بني أنى أرى في المنام أنى أذبحك. فانظر ماذا ترى (أي ماذا تبصر من رأيك).
قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين فلما أسلما (أي انقادا لأمر الله وخضعا) وتله للجبلين (أي صرعه على جبينه ووضع السكين على حلقه)
وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا. إنا كذلك نجزى المحسنين. إن هذا لهو البلاء المبين (أي الاختبار البين) وفديناه بذبح عظيم".
وقد فسر هذه الجملة الأمام النسفى قائلاً:
"هنا إشكال وهو أنه لا يخلو ما أن يكون ما أتى به إبراهيم من بطحه (بطح ابنه) على شقه وإمرار الشفرة (السكين) في حلقه، في حكم الذبح أم لا؟ فان كان في حكم الذبح فما معنى الفداء الذي ذكر في الآية القائلة وفديناه بذبح عظيم؟ والفداء هو تخليص من الذبح ببدل … وقد وهب الله لإبراهيم الكبش لقيم ذبحه مقام تلك الحقيقة في نفس إسماعيل بدلا منه . وليس هذا بنسخ منه للحكم، بل ذلك الحكم كان ثابتا على طريق الفداء. على أن المبتغى منه في حق الولد أن يصير قربانا بنسبة الحكم إليه ومكرما بالفداء". (تفسير النسفى جزء 4 صفحة 21 )
فلعلك تدرك من قول الإمام النسفى هذا تأكيدا لشريعة الفداء أي التخليص ( أو الخلاص ) من الحكم ببدل . ورغم أن الفادي هو الذي تحمل الحكم فلا يعتبر هذا نسخا ( أي نقضاً ) للحكم ذاته بل تثبيتاً له وتكريماً لشخص المفدى.
(ب) فداء عبد الله بن عبد المطلب:
لقد نذر عبد المطلب جد الرسول نذراً لله بقوله يارب، لئن رزقت أولاداً عشرة وبلغوا أشدهم معي ، لأنحرن ( أذبح ) أحدهم لك عند الكعبة.
وعند ما رزق بأولاده العشرة، أراد ذبح من طلعت عليه القرعة، وهو عبدا لله أبو الرسول، فخرجت قريش لتمنع ذبحه، فقال لهم : وماذا أفعل وقد نذرت ذلك، فوجب على الوفاء ؟!
قالوا : إن كان فداؤه بأموالنا فديناه، وإن كانت بأنعامنا (أي مواشينا) نحرناها فى سبيله.
وعندما استشاروا العرافة، سألتهم: كم الديّة فيكم، إذا أردتم أن تفدوا مذنباً؟
قالوا : عشرة من الإبل.
قالت: تقربوا بها، فإن لم تقبل زيدوها عشراً بعد عشر حتى يرضى ربكم.
وضربوا بالقداح (القرعة) بين عبد الله والإبل. فخرجت على عبد الله، فزادوا الإبل عشرة أخرى، وضربوا فخرجت كذلك على عبد الله، فما زالوا يزيدون فى الإبل وتخرج على عبد الله. وعبد المطلب قائم يدعو الله أن يقبل فداءه ويسمع شفاعته حتى بلغت الإبل مائة، فخرجت عليها.
ففرح القوم وهللوا، وقالوا لعبد المطلب: لقد تقبل الله فداء ابنك يا عبد المطلب (عن كتاب المولد للشيخ محمد برانق ص 17)
يتضح لك من هذه الحادثة أيضاً فكرة الفداء، فعبد المطلب نذر أن يذبح أحد أبنائه لله، ولابد أن ينفذ نذره، ولكنه إذ التجأ لرحمة الله، حتى لا يذبح ابنه، كان لزماً عليه أن يرضى عدل الله بتنفيذ حكم الذبح فى بديل بأن يقدم فداء عن ابنه ليموت عوضاً عنه.
أليس هذا مثل واضح عن مبدأ الفداء؟!
ومثل ثالث نسوقه لتأكيد فكرة الفداء في الإسلام:
(ج) ذبائح عيد الأضحى:
فعيد الأضحى يعرف باسم (عيد التضحية والفداء) (جريدة أخبار اليوم بتاريخ 25/4/1964 ) والذبائح التي تنحر فيه هي بقصد الفداء كما يتضح مما يلي:
كتاب دين الإسلام :
يسمى عيد الأضحى في بلاد الفرس (عيد القربان) أي الذبيحة، ويقال أثناء الوضوء في هذا العيد هناك: (اللهم اجعل هذه الذبيحة كفارة عن ذنبي وانزع الشر منى. (ص367)
كتاب الفقه:
روى مسلم عن أنس رضى الله عنه قال: ضحى النبى صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده الكريمة (جزء1ص711)
· كتاب مشكاة المصابيح: أن النبي وهو يذبح الكبشين قال: "اللهم هذا عنى وعمن لم يضح من أمتي" (ص42)
· كتاب إحياء علوم الدين : روى البزار وأبو الشيخ عن أبى سعيد قالا: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا فاطمة قومي إلى أضحيتك فأشهديها، فان لك بأول نظرة من دمها أن يغفر لك ما سلف من ذنوبك. (جزء1 ص 243)
كتاب إحياء علوم الدين:
جاء فيه:"وأما ذبح الهدى (أي الضحية) هو تقرب إلى الله تعالى.. فعليك أن تكمل الهدى (الضحية) واطلب أن يعتق (يحرر) الله بكل جزء منه (أي من الهدى أو الضحية) جزءا منك من النار. فكلما كان الهدى (أو الضحية) أكبر وأجزاؤه أوفر كان فداؤك من النار أعم"(جزء 1صفحة 243)
من كل هذا يتضح لك جيداً أن ذبائح عيد الضحية يقصد بها الفداء والتكفير وبهذا قد اتضح لك اقرار الإسلام بفكرة الفداء.
ثانياً: فداء البشرية
والإسلام أيضاً يقر أنه لابد من فداء للبشرية، وأوضح هذا المعنى فى قول القرآن :
سورة المائدة: "كتبنا على بنى إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس ( أي من قتل نفساً بريئة لم تقتل نفسا ) أو فساد فى الأرض (أي نفسا طاهرة لم تفسد فى الأرض) فكأنما قتل الناس جميعاً".
(تقولى لى انه نزل لتحريم القتل فمن طاهر لم يفسد فى الارض)
ولعلك تجد فى هذا المعنى فكرة الفداء واضحة. فالناس لكونهم خطاة فهم مستحقين الموت كما سبق أن أوضحنا "من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار" (سورة البقرة).
ولكن إذا حمل هذا الحكم إنسان برئ طاهر، اعتبر موته موتاً للناس جميعاً. وهذا يقودنا أيضاً إلى بحث شروط الفادي من منطلق هذه الآية القرآنية:
1- شروط الفادي
من حديثنا عن الفداء فى المسيحية عرفنا شروط الفادي، وهنا نرى موافقة الإسلام أيضاً على نفس الشروط، فدعنا نستوضح ذلك على ضوء هذه الآية القرآنية السابق ذكرها وآيات
أخرى غيرها:
(أ) الفادي غير محدود:
فلا يستطيع أحد أن يكفر عن خطيئة الإنسان غير المحدودة سوى الله الغير محدود، فنرى فى القرآن ما يشهد لذلك كما يتضح من الآيات التالية:
سورة الطلاق: "من يتقى الله يكفر عنه سيئاته". أي أن الله هو الذي يكفر الخطايا.
سورة المائدة:
"لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجرى من تحتها الأنهار".
فمن هذا يتضح أن الله وحده هو الذي يستطيع أن يكفر عن خطايا البشرية، لذلك نراه في الآية الأخيرة هذه يؤكد الأمر بقوله: لأكفرن أي أنه يؤكد أن الله بذاته هو الذي يكفر الخطايا.
(ب) الفادي إنسان:
ينبغي أن يكون الفادي إنسانا حتى ينوب عن البشرية ويعتبر موته موتاً للناس جميعا كما نرى :
سورة المائدة (4):
"كتبنا على بنى إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس [أي بريئا لم يقتل نفسا] أو فساد في الأرض [أي طاهرا لم يفسد في الأرض] فكأنما قتل الناس جميعا. ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً. فمن هذا يتضح أن الفادي الذي يستطيع بموته أن يكفر عن الناس جميعاً، لا بد أن يكون [نفسا] من طبيعة نفوس البشر، فيعتبر موته موتاً للناس جميعاً.
(ج) الفادي طاهر :
ففي نفس الآية السابقة نرى هذا الشرط أيضا:
سورة المائدة:
"كتبنا على بنى إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض ( طاهرة ) فكأنما قتل الناس جميعا".
فالشخص الذي يعتبر موته موتاً للناس جميعاً يجب أن يكون طاهراً لم يصنع فساداً في الأرض).
2- المسيح الفادى
أ- غير محدود :
لكونه كلمة الله وروح منه "إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه" (سورة المائدة). وقد قال الشيخ محي الدين العربي: "الكلمة هي الله متجلياً … وهي عين الذات الإلهية لا غيرها". (كتاب نصوص الحكم جزء 2 ص 35). وقال أيضا "الكلمة هي اللاهوت". (كتاب نصوص الحكم جزء 24 ص 134) فبما أن المسيح هو كلمة الله وروح منه فهو غير محدود لأن روح الله غير محدود. (لزيادة المعرفة انظر كتاب المسيح ابن الله للمؤلف).
ب- إنسان:
والمسيح من جهة الناسوت (طبيعته الجسدية) هو مجرد إنسان عادي، فهذا ما قاله الملاك في بشارته لمريم، كما جاء في سورة مريم "قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا (أي طاهرا)" فهو يبشرها بغلام أي بشر طاهر.
ج- طاهراً:
فالقرآن والحديث يشهد للمسيح بأنه الإنسان الوحيد الطاهر دون البشر جميعاً.
سورة مريم:
التي سبق ذكرها من قبل يقول فيها الملاك:" قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا (أي طاهرا)" فالمسيح بشر طاهر.
سورة آل عمران:
"وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها(أي المسيح) من الشيطان الرجيم".
وقال الامام الرازى في تفسير كلمة (المسيح) "أنه مسح من الأوزار الآثام... مسحه جبريل بجناحه وقت ولادته ليكون ذلك صوناً من مس الشيطان] (تفسير الرازى جزء 3 ص 676).
وعن أبى هريرة قال [ سمعت رسول الله (ص) يقول ما من مولود من بنى آدم إلا نخسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخا من لمسه إياه ، إلا مريم وابنها ]
وجاء في البخاري:
" ابن آدم يطعنه الشيطان في جنبيه بإصبعه حين يولد غير عيسى ابن مريم ذهب (الشيطان) ليطعن فطعن في الحجاب. أي لم يمسه بشيء".
من هذا يتضح لنا جلياً أن المسيح هو وحده الطاهر الذي لم يستطيع الشيطان مسه. وبهذا اكتمل في المسيح شروط الفادي الكاملة: غير المحدودية، الإنسانية، الطهارة.
3- عمل الفداء
أوضحنا في حديثنا عن عمل الفداء في المسيحية أنه شمل عدة أمور جوهرية قد تمت بالمسيح وهنا نرى شهادة الإسلام أيضاً لذلك.
أ- الرحمة:
فالفداء هو عمل رحمة الله إذ جاء بالحديث في صحيح البخاري:"ما منكم أحد يدخل الجنة إلا برحمة الله تعالى قيل ولا أنت يا رسول الله ؟ قال ولا أنا إلا يتغمدنى الله برحمته ) . والقرآن يلقب المسيح أنه هو رحمة الله كما جاء في:
سورة مريم : ( ولنجعله (أي المسيح" آية للناس ورحمة منا).
ب- الشفاعة:
وقد وضح القرآن وأئمة الإسلام أن الشفاعة هي:
( أ ) من حق الله وحده:
كما ذكر في سورة السجدة : ( الله الذي خلق السموات والأرض .. مالكم من ولى ولا شفيع ) .
وفي تفسير الجلالين تفسير هذه الآية . (من دونه) أي غيره (ولى) أي ناصر، (شفيع) أي يدفع عذابه عنكم .
(ب) الشفاعة منسوبة للمسيح:
فقد نسب القرآن الشفاعة للمسيح بقوله في سورة آل عمران:"إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ).
وقد أجمع المفسرون: الرازى والزمخشرى والبيضاوى والنسفي وغيرهم على أن "الوجاهة في الآخرة هي الشفاعة"
ج- الموت عن البشرية:
سورة المائدة :
"كتبنا على بنى إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً)
والمسيح الذي قتله بنو إسرائيل دون أن يقتل أحداً، بل على العكس كان يحيى الموتى، ودون أن يفسد في الأرض، بل هدى الناس إلى السلام، فهم بذلك كأنهم قتلوا الناس جميعاً.
د- إحياء البشرية:
في سورة المائدة جاء القول:
"كتبنا على بنى إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً. ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً)
والمسيح بعد أن توفاه الله على أيدى اليهود الماكرين، ورفعه إليه أي أحياه فكأنما أحيا الناس جميعاً. والشهادات على قيامة المسيح من الأموات كثيرة نقتصر منها على ما يأتى:-
سورة مريم:
"والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا".
سورة آل عمران:
"إذ قال الله يا عيسى إنى متوفيك ورافعك إلى".
قال وهب :-
( توفى الله عيسى ثلاث ساعات ثم رفعه إلى السماء فذلك قوله تعالى (إني متوفيك ورافعك إلى)
من هذا نرى أن المسيح قد قام من الأموات واعتبرت قيامته هذه هي إقامة لكل البشرية معه، وهذا من بركات الفداء العديدة
رأينا في هذه الدراسة كيف أن الله خلق آدم في حالة الطهارة والبر، ولكن عندما أخطأ بغواية الشيطان، سقط من الحياة الأبدية، ونفي من فردوس النعيم، وجلب على نفسه قضية الموت، طبقا لحكم الله العادل. ولكن الله في عمق محبته، وكامل رحمته، شاء إن يغفر لآدم وبنيه خطاياهم، ويصفح عن عقابهم. وهذا الموضوع ليس أمراً سهلا فكيف أن الله بعد أن يصدر حكماً بالعقوبة، ينقد هذا الحكم بالعفو وهو الكامل في عدله، فان عفي عن أدم المخطئ، لا يعتبر هذا عدلاً، فكم وكم يكون الأمر إن نقض أيضاً حكمه !!
ومن الجانب الآخر ، إن لم يعطي الله عفواً عن آدم وبنيه فأين رحمته.
وهكذا نرى أن في الأمر مشكلة كبرى ! تحتاج إلى حل حكيم للتوفيق بين العدل والرحمة وهو حتمية الفداء وان شروط المخلص لم تنطبق الا على شخص الله
اريد ان اختم الموضوع بقصة قد حدثت بالفعل بتحكى عن قرية فى قرى اوربا وفى احد المنازل اندلع حريق هائل وكل من كان فى المنزل اتحرق ومات معادة طفل صغير قاعد على السرير يبكى ويصرخ واهالى القرية تجمعو حول المنزل وهم سامعين صراخ الصبى الصغير ومفيش حد اتشجع ليدخل المنزل لانقاز هذا الصبى وبعدين اتى شخص لا يعرفة اهالى القرية ودخل وسط النيران واخذ الصبى فى حضة وهو خارج لم يجد مخرج ليخرج منة بسبب تكتل النيران فى جميع ارجاء المنزل ولم يجد سوى المطبخ ليخرج منها واراد ان ينزل عبر المواسير وكانت المواسير مدهونا احمر فقرر هذا الرجل ان يحضن الولد ويمسك فى المواسير وينزل وفعلا طلع من الشباك وحينما امسك بالمواسير عرف ان المواسير لم تكن مدهونة احمر ولكنها ممهوجة من النيران واول ما امسك بالمواسير ايدة اتشوت من شدة الحرارة وكان بوسع هذا الرجل ان يرمى هذا الولد وينزل هو ولكنة اراد ان ينقذ الطفل فكرر ان ينزلق وحينما وصل الى نهاية الماسورة كانت ايدة اتسلخت
وبعدين الناس سمعت بقصة الطفل اليتيم وقررو ان يتبنو الطفل ولأجل هذا الامر اترفعت قضية فى المحكمة لكى يرو من هو اصلح شخص ليتبنى هذا الطفل
اول واحد تقدم للقاضى رجل غنى ذو املاك ومتزوج ولكنة لا ينجب فقال انا اتبنى الولد واكتبلة كل ما لدى من املاك والقاضى قال لة استنى على الكرسى ربما يكون فى شخص اصلح منك ليتبنى الطفل
تانى شخص جة كان مدير ملجأء ايتام وقال للقاضى انا مدير ملجأ ايتام واردت ان اخذ الطفل ليتربى وسط باقى الاطفال حتى لا يشعر بالنقص وقال لة القاضى اتفضل استريح على الكرسى الثانى ربما يأتى من هو اجدر منك بتبنى الطفل
ثالث شخص كان عندة البلدة وقال انا اشعر بالتقصير لانى المطافى لم تذهب فى الوقت المناسب لتطفىء الحريق لذا انا جاى بنفسى لاتبنة الولد ويكون ابن عمدة البلد وقال لة القاضى انتظر على الكرسى رقم 3 ربما يأتى شخص اخر
رابع شخص كان القسيس قال للقاضى انا اريد ان اتبنى الولد واربية تربية مسيحية يطلع خادم لربنا وقال لة القاضى انتظر على الكرسى الرابع
رابع شخص دخل للقاضى كان رجل فقير وقال للقاضى انا اريد ان اتبنى الولد ونظر الية القاضى نظرت استعجاب وقال لة انت تريد ان تتبنى الولد ؟ قالة لة الرجل الفقير نعم انا اريد ان اتبنى الصبى ,
فسالة القاضى هل انت رجل غنى ؟ قالة لا انا راجل فقير
سالة القاضى قالة هل لديك ملجأ ايتام ؟ قالة لا
قالة طب انت عمدة بتاع بلد ؟ قالة لا
قالة طب انت قسيس؟ قالة لا
فسالة القاضى بأى وجهة حق جاى تتبنى الولد ؟ فصمت الرجل قليلاً ورفع زراعية المربوطين بالشاش وبدء يفك رابط الشاش وقال للقاضى انا مش رجل غنى ولا انا عمدة بتاع بلد ولا انا صاحب ملجأ ولا انا قصيص بتاع كنيسة ولكن بحق هاتين اليدين المشويتين بالنار انا اللى من حقى اتبنى الولد
فهل تشعر عزيزى القارىء ان من حق الله عليك ان تقدمة له حياتك مقابل انة فداك على الصليب؟
اذا كنت تشعر بذلك فلا تتردد ان ترفع يدك له وتصلى ان ينير عقلك ويرشدك الى الطريق الصحيح وان تتوب وترجع الى حضنة
فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي. (يوحنا 5:39)
وَلكِنَّكُمْ لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنْ خِرَافِي، كَمَا قُلْتُ لَكُمْ.خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي.وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. (يوحنا 10)
سلام ونعمـــة
المفضلات