لا زلنا في نماذج الهمم العالية مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه



لما مات النبي صلى الله عليه وسلم فجع به أصحابه لعظم محبتهم له وشدة ملازمتهم له وتأثر الصحابة لموته مع أن الموت سنة الله في خلقه     : { وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (34) } [الأنبياء]، ولما قضى النبي صلى الله عليه وسلم أجله وتحقق ما قدر الله من موت نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بلغ ذلك الخبر أبو بكر فما كان منه إلا أن دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وكشف عن وجهه فقبله وهو يقول: ما أطيبك حياً وميتاً يا رسول الله، أما عمر فأظهر حزنه وقال: إن محمداً ذهب لميقات ربه كما ذهب موسى وسيعود، وذكر أنه قال:

وقلت يغيب الوحي عنا لفقده
كما غاب موسى ثم يرجع كما رجع
وكان هواي أن تطول حياته
وليس لحي في بقا ميت طمع
ندين على العلات منّا بدينه
ونعطي الذي أعطى ونمنع ما منع
ووليت محزوناً بعين سخينة
أكفكف دمعي والفؤاد قد انصدع
فلم تك لي عند المصيبة حيلة
أرد بها أهل الشماتة والقذع
سوى آذن الله في كتابه
وما آذن الله العباد به يقع

وجاء الموقف الحازم من أبي بكر الصديق رضي الله عنه فصعد المنبر فأثنى على الله وصلى على نبيه وقال: أيها الناس من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لم يمت ثم قرأ قوله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) } [آل عمران]، قال عمر: والله لكأني لم أسمع بها في كتاب الله تعالى قبل الآن لما نزل بنا.

هذه هي همة الصديق رضي الله عنه دائماً رغم الكارثة التي كان فيها جميع المؤمنين بموت نبيهم حبيب الله
هذا هو صبره عند الشدائد وهذه هي القيادة الحكيمة والإيمان القويم
فأين نحن من الصبر عند الشدائد والمصائب؟ وكيف نواجه الأمر بوفاة الأحباب؟
اللهم لا تحرمنا من أهلينا وزدنا ولا تنقصنا



وأريد إثراء الموضوع بهذه المادة

أتريد ان تكون همتك بعلو همة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم

82% من الصحابة ماتوا ( ان شاء الله ) شهداء ...

استمع هنا لمحاضرة ابراهيم الفارس عن شريط علو الهمة

http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...lesson_id=7406


يا الله !! ما حال هذه الهمة التي تجعل 82% من أصحاب رجل يموتون من أجل دينهم؟
أين نحن من هذه الهمم ؟ وبماذا ضحينا وماذا قدمنا ؟