أحكام الأطعمة



قال البخاري رحمه الله تعالى:
1- وعن
ابن أبي أوفى رضي الله عنهما، قال: (غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أو ستاً، كنا نأكل معه الجراد)
2- وعن
أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، قالت: (نحرنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرساً، ونحن بـالمدينة فأكلناه).
3- وعن
أبي موسى رضي الله عنه، قال: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يأكل دجاجاً).
4- وعن
أبي ثعلبة رضي الله عنه، (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع).
هذه الأحاديث هي التي أوردها
البخاري في كتاب الأطعمة.. وإلا فالأحاديث التي صحت في هذا الكتاب كثيرة جداً
ونحن نستعرضها مع كثير من الآيات في هذا المبحث -إن شاء الله-.
ولابد للمسلم أن يعرف هذه الأحكام؛ ليعرف ماذا يأكل من الأطعمة؟
وما هي الأطعمة المحرّمة، والأطعمة المباحة والمكروهة؟


وهناك سبع مسائل يجب أن تُعلم:
الأولى: المحرمات التي نص الله عليها سبحانه، في كتابه أو نص عليها رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته الطاهرة.
الثانية: المباحات التي نص عليها الله عزّ وجل في كتابه أو نص عليها رسوله صلى الله عليه وسلم.
الثالثة: المكروهات من الأطعمة.
الرابعة: متى يباح للمضطر أن يأكل غير باغ ولا عاد؟
وما معنى باغ وما معنى عاد؟
الخامسة: ذوات السموم وحكم أكلها.
السادسة: ما فيه ضرر على العبد كالحجارة والتراب والطين والفحم.
السابعة: حكم اللحوم المستوردة المعلّبة.

هذه المسائل عليها مدار كتاب الأطعمة.
فأقول: اعلموا -بارك الله فيكم- أن هذا الباب من الأطعمة اختلف فيه أهل العلم اختلافاً ظاهراً؛ ولذلك قال
ابن تيمية كما في فتاويه : تساهل أهل المدينة في الأطعمة، وتساهل أهل العراق وخاصة الكوفة في الأشربة، حتى أباحوا شرب النبيذ، الذي يبقى لثلاث ليال، وتوسط أهل الحديث، ومنهم: الإمام أحمد فأخذ في الأشربة برأي أهل المدينة ، وأخذ في الأطعمة برأي أهل الكوفة .

وهنا تفصيل ما سبق:
أولاً: حرم الله تبارك وتعالى أموراً على العموم، وحرم أموراً على الخصوص فقال سبحانه وتعالى: ((
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ))، فهذا تحريم على العموم، وتحليل على العموم، حيث يدخل في هذا التحليل: آلاف الأشياء من الطيبات، ويدخل في التحريم: آلاف من الخبائث. فكثير من المأكولات ما وردت في القرآن؛ كالتفاح، والبرتقال، مثلاً، فهل ننتظر نصاً من القرآن أو من السنة، يقول: هذه حلال، أو هذه حرام لنأكلها؟
لا، بل هي داخلة في عموم الطيبات.


الدخان والشيشة مثلاً، وما يجري في حكمها، هي من الخبائث، فتوضع تحت قاعدة: ((وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ)).
قال سبحانه وتعالى: ((حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ)).