مصدر الشبهة :

صحيح مسلم حديث : 4924,كتاب : الذكر والودعاء والتوبة والاستغفار باب : اكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار النساء
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى جَمِيعًا عَنْ الْمُعْتَمِرِ قَالَ ابْنُ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ قَالَ أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ أَنَّهُمَا حَدَّثَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ .. أَنَّهُ قَالَ مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِي النَّاسِ فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ و حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ ح و حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ ح و حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ كُلُّهُمْ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ .

وكذلك بعض طروق الحديث في كتب المتون الأخرى
.......................................


فلأن إثارة الشبهة حول هذه الجزئية لهو قصور فى الفهم وبلوغ من الجهل ، فلم يكتفوا خيبة الله عليهم بعدم الفهم بل راحوا يعدوا ما ذُكر فى الحديث الشريف شبهة عرجاء يتهكموا بها على هذا الجبل الأشم ، فأما القصور فى الفهم لهو نتيجة مؤكدة لما يعيشون فيه من جهل ، لماذا ؟ لأن العيي منهم لو كان يدرك من الأمر لوقف على معنى الفتنة من سياق الكلام لا بالبحث عنها !

فالفتنة كما يعلم الجميع لها عدة دللات إلا أن أصحاب اللغة أجمعوا على أنها اختبار وابتلاء وامتحان نقل هذا الإجماع عن اللغوين بن منظور فى لسان العرب :




ومنه ففتنه النساء على الرجال إنما هى التعلق والولع بهم وهذا بالطبع يشعر به ويدخل تحت طائلتة من لدية ادنى ذرة من رجولة ، فمصدر الشبهة فى الحديث هو الجهل أولا بالإسلام وعلومة ثانيا باللغة ، والحقيقة أن الإسلام لم ينسب الفتنة فقط للنساء على زعم مثيري الشبهة فقوله تعالى (ونبلوكم بالشر والخير فتنة, وإلينا ترجعون)-الأنبياء 35- فقد ذكر تعالى فى الأية أن الخير فتنة فهل نفهم من ذلك أن الخير شئ سوى !!!؟

ويقول جل شأنه (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا) -الملك 2- فذكر تعالى فى الاية بجانب الموت أن الحياة فتنة فهل نفهم من ذلك أن الحياة شئ سوى !!؟

وقال سبحانه (واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم)-الأنفال 28- فذكر تعالى أن الأموال والاولاد وهما زينة الحياة فتنة فهل نفهم من ذلك أنهما شئ سوى !!!؟

بل الأيات تشير وبدللات واضحة الى أن الفتنة بمعنى الأختبار والإمتحان ، واذا رجعنا الى الشبهة المثارة وتحاكمنا الى العقل لوجدنا أن المرأة إختبار للرجل فإما بسببها أجتاز هذا الإختبار وإما وقع فيه وكذلك الرجل بالنسبة للمرأة فمن الممكن أن يكون الرجل هو فتنة المرأة كما حدث مع الصديق يوسف عليه السلام وأمرأة العزيز .

فالغريزة الطبيعية فى الرجل تؤكد أن النساء فتنة له وأبتلاء وأختبارومن فتنتها للرجل الوقوع والعياذ بالله فى الزنى وهذا جرم عظيم شدد عليه الإسلام ، ومن مظاهر تلك الفتنة ايضا هى ظلم الرجل لها وبذلك يكون قد اتى الرجل جرما أخر وهو الظلم ، ومن مظاهر تلك الفتنة ايضا أن يتعلق الرجل بالمرأة فيقصر فى طاعة ربه وهذه أيضا فتنة عظيمة ....

قال الحافظ فى الفتح تعليقا على الحديث في رواية الإمام البخاري وشرحه :

قال الشيخ تقي الدين السبكي : في إيراد البخاري هذا الحديث عقب حديثي ابن عمر وسهل بعد ذكر الآية في الترجمة إشارة إلى تخصيص الشؤم بمن تحصل منها العداوة والفتنة ، لا كما يفهمه بعض الناس من التشاؤم بكعبها أو أن لها تأثيرا في ذلك ، وهو شيء لا يقول به أحد من العلماء ، ومن قال إنها سبب في ذلك فهو جاهل ، وقد أطلق الشارع على من ينسب المطر إلى النوء الكفر فكيف بمن ينسب ما يقع من الشر إلى المرأة مما ليس لها فيه مدخل ، وإنما يتفق موافقة قضاء وقدر فتنفر النفس من ذلك ، فمن وقع له ذلك فلا يضره أن يتركها من غير أن يعتقد نسبة الفعل إليها . قلت : وقد تقدم تقرير ذلك في كتاب الجهاد ، وفي الحديث أن الفتنة بالنساء أشد من الفتنة بغيرهن ، ويشهد له قوله تعالى ( زين للناس حب الشهوات من النساء ) فجعلهن من حب الشهوات ، وبدأ بهن قبل بقية الأنواع إشارة إلى أنهن الأصل في ذلك ، ويقع في المشاهدة حب الرجل ولد من امرأته التي هي عنده أكثر من حبه ولده من غيرها ، ومن أمثلة ذلك قصة النعمان بن بشير في الهبة ، وقد قال بعض الحكماء : النساء شر كلهن وأشر ما فيهن عدم الاستغناء عنهن ومع أنها ناقصة العقل والدين تحمل الرجل على تعاطي ما فيه نقص العقل والدين كشغله عن طلب أمور الدين وحمله على التهالك على طلب الدنيا وذلك أشد الفساد وقد أخرج مسلم من حديث أبي سعيد في أثناء حديث " واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء .


فمصدر الشبهة حقيقة هو الجهل بأقل ابجديات اللغة فضلا عن التنطع والتكبر والتعالم بغير علم ، وهذا على طول الخط مدار شبهات أعداء الدين والله ....