اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إيمان مشاهدة المشاركة
لقد قال لي احد الملاحده ان الله ليس عادل
لان مثلا انسان يولد من ابوين يهودين فلماذا يدخل النار ؟ ماذنبه ان كانوا ابواه يهوديان
هذا الملحد جاهل ولو لديه ذرة من عقل ما قال ما نقلتي ، يقول الحديث
‏(قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كمثل البهيمة تنتج البهيمة هل ترى فيها ‏ ‏جدعاء ‏ ) والحديث عند البخاري .
أي أن الأنسان مهما كانت ديانه أبواه فهو يولد على الفطرة التي فطر الله الناس عليها ولكن ما يعيش فيه أبواه هو ما يؤثر فيه بعد ذلك ولذلك خلق الله للإنسان منا العقل كي يقرر مصيره ، فأما الطفل الذي يموت فهو بلا شك من أهل الجنة ولو كان حتى أبواه مجوسيان لأنه مات على الفطرة ، فالحديث الشريف يصف حال المرء منا حين مولده ولا مرية في ذلك فهل كونك مثلا ولدت في السعودية وهاجر بك أبويك الي بلد اروبية يرفع كونك مثلا سعودية الأصل ! لا طبعا لأنك ولدت في السعودية هكذا الحال فيمكنك بعد ذلك الرجوع الى السعودية أو البقاء في بلاد الغرب لأنك عايشتي الحالين وتثقفتي عنهما وعقلك أرشدك بعد ذلك بأيهما أنسب !

وفي رواية الترمذي (قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏كل مولود يولد على الملة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يشركانه قيل يا رسول الله فمن هلك قبل ذلك قال الله أعلم بما كانوا عاملين به ‏)
وفي تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي
( قَالَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ بِهِ ) ‏
‏قَالَ اِبْنُ قُتَيْبَةَ مَعْنَى قَوْلِهِ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ أَيْ لَوْ أَبْقَاهُمْ فَلَا تَحْكُمُوا عَلَيْهِمْ بِشَيْءٍ وَقَالَ غَيْرُهُ أَيْ عَلِمَ أَنَّهُمْ لَا يَعْمَلُونَ شَيْئًا وَلَا يَرْجِعُونَ فَيَعْمَلُونَ أَوْ أَخْبَرَ بِعِلْمِ شَيْءٍ لَوْ وُجِدَ كَيْفَ يَكُونُ مِثْلَ قَوْلِهِ " وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا " وَلَكِنْ لَمْ يُرِدْ أَنَّهُمْ يُجَازَوْنَ بِذَلِكَ فِي الْآخِرَةِ ; لِأَنَّ الْعَبْدَ لَا يُجَازَى بِمَا لَمْ يَعْمَلْ . قَالَ النَّوَوِيُّ فِي شَرْحِ مُسْلِمٍ : أَجْمَعَ مَنْ يُعْتَدُّ بِهِ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ عَلَى أَنَّ مَنْ مَاتَ مِنْ أَطْفَالِ الْمُسْلِمِينَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لِأَنَّهُ لَيْسَ مُكَلَّفًا , وَأَمَّا أَطْفَالُ الْمُشْرِكِينَ فَفِيهِمْ ثَلَاثَةُ مَذَاهِبَ : قَالَ الْأَكْثَرُونَ هُمْ فِي النَّارِ تَبَعًا لِآبَائِهِمْ , وَتَوَقَّفَتْ طَائِفَةٌ فِيهِمْ , وَالثَّالِثُ وَهُوَ الصَّحِيحُ الَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ الْمُحَقِّقُونَ أَنَّهُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ . وَيُسْتَدَلُّ لَهُ بِأَشْيَاءَ مِنْهَا حَدِيثُ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجَنَّةِ وَحَوْلَهُ أَوْلَادُ النَّاسِ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ قَالَ : " وَأَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ " , رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ , وَمِنْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا } وَلَا يَتَوَجَّهُ عَلَى الْمَوْلُودِ التَّكْلِيفُ حَتَّى يَبْلُغَ , وَهَذَا مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ , اِنْتَهَى كَلَامُ النَّوَوِيِّ . ‏
‏قُلْت : وَيُؤَيِّدُ هَذَا الْمَذْهَبَ الثَّالِثَ مَا رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مَرْفُوعًا : سَأَلْت رَبِّي اللَّاهِينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ الْبَشَرِ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ فَأَعْطَانِيهِمْ . قَالَ الْحَافِظُ : إِسْنَادُهُ حَسَنٌ . قَالَ وَوَرَدَ تَفْسِيرُ اللَّاهِينَ بِأَنَّهُمْ الْأَطْفَالُ مِنْ حَدِيثِ اِبْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ , وَيُؤَيِّدُهُ أَيْضًا مَا رَوَى أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ خَنْسَاءَ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ بْنِ صُرَيْمٍ عَنْ عَمَّتِهَا قَالَتْ : قُلْت يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ فِي الْجَنَّةِ ؟ قَالَ : " النَّبِيُّ فِي الْجَنَّةِ وَالشَّهِيدُ فِي الْجَنَّةِ , وَالْمَوْلُودُ فِي الْجَنَّةِ " . قَالَ الْحَافِظُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ . وَيُؤَيِّدُهُ أَيْضًا مَا رَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي مُعَاذٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : سَأَلَتْ خَدِيجَةُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ : " هُمْ مَعَ آبَائِهِمْ " , ثُمَّ سَأَلَتْهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ : " اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ " ثُمَّ سَأَلَتْهُ بَعْدَ مَا اِسْتَحْكَمَ الْإِسْلَامُ فَنَزَلَ { وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } قَالَ : " هُمْ عَلَى الْفِطْرَةِ " أَوْ قَالَ : " هُمْ فِي الْجَنَّةِ " . ‏
‏قَالَ الْحَافِظُ : وَأَبُو مُعَاذٍ هُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ وَهُوَ ضَعِيفٌ وَلَوْ صَحَّ هَذَا لَكَانَ قَاطِعًا لِلنِّزَاعِ وَرَافِعًا لِكَثِيرٍ مِنْ الْإِشْكَالِ اِنْتَهَى . ‏
‏وَقَدْ اِخْتَارَ الْإِمَامُ الْبُخَارِيُّ هَذَا الْمَذْهَبَ الثَّالِثَ . قَالَ الْحَافِظُ تَحْتَ قَوْلِهِ بَابُ مَا قِيلَ فِي أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ : هَذِهِ التَّرْجَمَةُ تُشْعِرُ بِأَنَّهُ كَانَ مُتَوَقِّفًا فِي ذَلِكَ وَقَدْ جَزَمَ بَعْدَ هَذَا فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الرُّومِ بِمَا يَدُلُّ عَلَى اِخْتِيَارِ الْقَوْلِ الصَّائِرِ إِلَى أَنَّهُمْ فِي الْجَنَّةِ . وَقَدْ رَتَّبَ أَحَادِيثَ هَذَا الْبَابِ تَرْتِيبًا يُشِيرُ إِلَى الْمَذْهَبِ الْمُخْتَارِ , فَإِنَّهُ صَدَّرَهُ بِالْحَدِيثِ الدَّالِّ عَلَى التَّوَقُّفِ , ثُمَّ ثَنَّى بِالْحَدِيثِ الْمُرَجِّحِ لِكَوْنِهِمْ فِي الْجَنَّةِ , يَعْنِي حَدِيثَ كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ . ثُمَّ ثَلَّثَ بِالْحَدِيثِ الْمُصَرِّحِ بِذَلِكَ , يَعْنِي حَدِيثَ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ , فَإِنَّ قَوْلَهُ فِي سِيَاقِهِ : وَأَمَّا الصِّبْيَانُ حَوْلَهُ فَأَوْلَادُ النَّاسِ , قَدْ أَخْرَجَهُ فِي التَّعْبِيرِ بِلَفْظِ : وَأَمَّا الْوِلْدَانُ الَّذِينَ حَوْلَهُ فَكُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ , فَقَالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ , وَأَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ , فَقَالَ وَأَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ , اِنْتَهَى كَلَامُ الْحَافِظِ .