يسوق أنطونيوس لنا المثال الشهير لمحاولة " تقريب الصورة " لفهم ما هية إلههم فيقول :
إن هذا الكلام لا يمر على طفل درس مادة العلوم في المرحلة الابتدائية .كذلك ينطبق الامر على حالات الماء الثلاث في الطبيعة الماء والثلج والبخار...فلكل منهم خواصه الفيزيائية الخاصة وكل منهم متواجد في الطبيعة لكن التركيب الكيميائي واحد!
أتحداك يا أنطونيوس أن تأتي لي بقدر واحد من الماء يكون ماء وفي الوقت عينه يكون ثلجاً ثم هو هو بخار في اللحظة نفسها !
فإن أتيت لي به فدلني على أٌقرب كنيسة أتنصر فيها .
وإلا فصورة الماء ماء نفت وجوده بخاراً وثلجاً ، وصورته ثلجاً تنفي وجوده ماء أو بخاراً ، وصورته بخاراً نفت قرينتيها .
فأنت ترى أن مثالك هذا يُلزمك أن يكون إلهك في صورة واحدة أو أقنوم واحد حين يكون قريناه لاغيين ، فإن كان آباً فيستحيل وجوده ابناً أو روح قدس ، وليكون ابناً فمحال وجوده آباً أو روح قدس ، وليكون روح قدس فمحال وجوده آباً أو ابناً .
وأما قولك : الماء بحالاته الثلاث موجود في الطبيعة فضرب من الاحتيال لا يجوز على العقول السليمة ، فإن ذلك نظيره تعدد الجواهر الذي يستتبع تعدد الذوات الذي يستتبع تعدد الآلهة .. وتلك نتيجة لا يسرك الوقوع فيها ،
ولذلك قلت لك : ائتني بقدر واحد من الماء .
والسلام ،
المفضلات