اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Diana مشاهدة المشاركة
حسنا بارك الله فيكم ساقول الذي يجول في خاطري والله يسامحني اذا اخطات

ماذا لو كان هذا الحديث فعلا مدسوس من المشبوهين واننا نقوم بالدفاع عنه ظنا منا اننا ندافع عن حبيبنا الرسول صلى الله عليه وسلم
فالرسول صلى الله عليه وسلم سيد بني ادم وخير البشرية خلقا ودينا فكيف هذا الحديث
انا استفسر والله العظيم لا اكثر
اعرف معنى الحديث وانه ينهى عن عادات الجاهلية والتعصب
لكن لا اعرف والله
وبصراحة انا عرفته في السنة هذه وقبلها وطوال حياتي لم اسمع به ابدا
أختي الفاضلة الحديث إذا كانت معه قرائن مؤيدة أو أجمع عليه أئمة أهل الحديث أو نقله الحفاظ المعروفين بالضبط والإتقان أو تلقته الأمة بالقبول أو كان متواترا فهو يفيد اليقين ولا يحتمل الظن أو أدنى شك .. وهو حجة ، العمل به واجب في العقيدة والأحكام ..

وهذا الحديث لو كان ليس جائزا أن يقوله صلى الله عليه لاعترض عليه علماء أهل الحديث المعتبرين .. فهل الأخت الفاضلة "Diana" ستكون أوسع عقلا وفهما وعلما من هؤلاء العلماء الأفذاذ الذين سهروا الليالي وأفنوا أعمارهم في حفظ السنة ونقلها إلينا ؟! .. طبعا لا ..

والنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث كنى ولم يصرح ، لأن كلمة "هن" نفسها كناية عن الفرج وليست تصريحا باسمه ، فقد قال ابن الأثير " والهن بالتخفيف والتشديد كناية عن الشيء لا تذكره باسمه" .. إذن فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يتلفظ بذلك صراحة ولكن أمرنا نحن أن نصرح بذلك فقال : "ولا تكنوا" .. قال ابن الأثير: "أي: قولوا له : اعضض بأير أبيك ، ولا تكنوا عن الأير بالهن ، تنكيلاً له وتأديباً".

وهؤلاء المتعصبون لجنسياتهم أو قومياتهم أو نسبهم وآبائهم وأجدادهم يغلظ لهم القول بهذا اللفظ لأن فعلهم هذا يكون غالبا لتكبرهم وعنادهم .. فوعظهم بالحسنى سيدخل من أذن ويخرج من الأذن الأخرى ولن يستجيبوا .. لذلك يغلظ لهم بهذا القول جزرا لهم وتنبيها لهم إلى كبر خطأ فعلهم - الذي يؤدي إلى تفرق الأمة فتطمع فيها الذئاب - وتذكيرا لهم بقدرهم الحقيقي ومن أين أتوا !

ثم يا أختي أنت لماذا لم تستسيغي أصلا أن يصدر ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم ؟

هل ترين أن ذلك يتعارض مع الحياء ؟

هناك حياء شرعي وحياء "زيادة عن اللزوم" (كما يقول إخواننا في مصر) .. فلا ينبغي أن يصل الحياء بالمسلم إلى حد الخجل والتعقيد النفسي الذي يمنع الشخص من ممارسة حياته الطبيعية ، ويفوت عليه بعض المصالح ويتسبب له في بعض المفاسد .. فكل شيء زاد عن حده انقلب إلى ضده .. جاء في فتوى لمركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه من موقع الشبكة الإسلامية في جواب على سؤال شبيه :
((فهذا ليس هو الحياء المطلوب شرعا. فالمسلم مطالب بأن يمارس حياته بصورة طبيعية متحليا بأخلاق الإسلام الفاضلة ليس بلعان ولا طعان ولا فاحش ولا بذيء...
وإذا عرض له موقف يستدعي التصريح وترك الحياء صرح بما يريد إيثارا للمصلحة ودفعا للمفسدة، والأحاديث التي أشرت إليها أحاديث صحيحة جاءت في هذا السياق واستدعتها الظروف والمواقف، والصراحة في ذلك الوقت هي عين الحكمة والمصلحة، وقد قيل: لكل مقام مقال.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة: قال أهل العلم: يجوز التصريح باسم العورة للحاجة والمصلحة... كما في حديث أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا.. رواه أحمد وصححه الأرناؤوط والألباني .))