أما السك المطيب الذي قصدته أمنا عائشة برغم طيبه فهو ليس بريح عاصف كالتي تضعه النساء للزينة وتسير به وسط الرجال
ولن يصل ريح هذا السك الذي وضعته أمنا عائشة للرجال بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه على وجهها سائلاً من اختلاطه بعرقها ولم يشمه وهو أقرب من يسير بجانبها

وهذا لا إثم فيه مادام لا يخرج عطرا عاصفا وهذا لا إثم عليه في الإحرام وطبعاً أمنا عائشة كانت متسترة ولن تتزاحم وسط الرجال
فقد كانت تسير وسط نساء النبي صلى الله عليه وسلم وهو معهن ولا يجرؤ أحد الرجال من النظر إليهن أو مزاحمتهن أو الاقتراب منهن

فهل هذا الذي تتحدث عنه أمنا عائشة رضي الله عنها يشبه ما تفعله النساء من التطيب والتعطر والتبرج هذه الأيام ؟
وهل تتزاحم زوجات النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجال كنساء هذه الايام ؟

وهل وضعت أمنا عائشة هذا السك المطيب على ملابسها ونشرت ريحه في كل مكان ؟ أم أنها فقط ضمدت به جبهتها ولم يعرفه النبي صلى الله عليه وسلم إلا بعد أن اختلط لونه بعرقها؟

لكن أعتقد أننا نتفق أن المرأة إن كان عطرها بداخلها لا بملابسها لا يشم ريحها غير نفسها لا يشمه رجل يمر بجانبها فلا شئ عليها بإذن الله بشرط أن تضمن أن لا يصل ريحها لرجل يجلس بجانبها في المواصلات أو يمر من جانبها في الطريق

فإن فعلت غير ذلك وانجذب لريحها رجل أجنبي فهي آثمة لا محالة والله تعالى أعلم
هذا ما اردت توصيله إليك